تربية

عبد الرحيم منصور

عند الغروب انزلق التلاميذ من رحم المدرسة إلى حضن الشارع وهم في طريقهم إلى بيوتهم.. تعالت أصواتهم واستولى الضجيج على الشارع واختلطت الصيحات بأصوات المارة وزعيق منبهات السيارات.

في ظل هذا المشهد الاحتفالي عثر أحد الأطفال على علبة معدنية صغيرة كورها بقدمه وركلها مثل الكرة وبدأت مبارات عجيبة.

لم يحتمل أحد المارة رؤية هذه الفوضى فانبرى يصيح بالأطفال موبخاً ومؤنباً.. ترك الأطفال الكرة وتحلقوا حوله بين مصفق ومصفرٍ وساخر وهو وسطهم في حيرة وهياج شديد.

مرت امرأة مسنة برفقة ابنتها الشابة بالقرب من هذا (المهرجان) دون مبالاة..

سألت الشابة أمها: ماذا يحدث يا أمي؟

ردت الأم: لا شيء رجل مجنون يعاكسه الأطفال..

في صباح اليوم التالي كان الأطفال يصطفون في باحة المدرسة بهدوء ونظام يستمعون لتعليمات الموجه قبل أن يدخلوا صفوفهم ليرتشفوا المعارف والتربية والعلوم..