ولادة عسيرة

زينب الخالدي

وقف الجميع في الردهة يحبسون أنفاسهم ، وقد تعلقت أبصارهم  بباب غرفة العمليات ، يترقبون خروج الطبيب على أحر من الجمر 

فالولادة عسيرة وحالة الأم والجنين خطيرة ،.. لحظات صمت كم مرت بطيئة وثقيلة !

 وعندما خرج الطبيب التفّ الجميع حوله متلهفين سماع الأخبار:

- طمّنا يادكتور

فأجاب بحزن وانكسار:

مازال المخاض عسيراً ، والحالة دقيقة ، والوضع خطيراً ، وكل الاحتمالات واردة ، وليس أمامكم إلا الدعاء والتعلق بأهداب الأمل والرجاء .

مدفع

اقترن صوت المدفع في ذاكرتي برمضان

 كنا  مجرد أطفال نلهو

 والحياة في نظرنا ليست إلا لعباً ولهواً

لم نكن نحمل همّ شيء فيها

كنا نتجمع عند ناصية الشارع

بانتظار صوت الأذان ومدفع رمضان

 فنتدافع ونتراكض نحوبيوتنا وجيوبنا حبلى بالحلوى

صوت المدفع الآن

 قصف وخراب ودمار

 جثث وحطام وركام

ثورة

قالوا لنا : ثورتنا ثورة بيضاء ، لكنها مالبثت أن تغيرت فصارت بلون الدم حمراء ....                                 

ترى متى ستتحول إلى ثورة خضراء ؟ !

من حفر حفرة

كان جشعاً وطماعاً وهمه الوحيدفي الحياة الكسب المادي ، وأن يربح المال بأي طريقة كانت ، فصارتاجرمخدرات

- ألو ، نعم أنا هو

  ركب السيارة والظنون تنخر عقله ،ترى ماذا حدث ؟ ولماذا يتصلون به من المستشفى ويطلبون حضوره على وجه السرعة

 عندما وصل كان الطبيب بانتظاره ليخبره:

- ابنك توفي بسبب جرعة مخدرات زائدة

الشهيد

فقؤوا عـينيه..بقروا بطنه.. بالنّار أحرقوه..بالحديد كبّلوه..

بتروا أصابعه فنمت غابة من آلاف الأصابع على الزناد

صامداً حراً يموت ليبقى الحق حياً لايموت..

ليكتب بشهادته شهادة ميلاد لبلاده...

وهناك حيث تلقحت حبات الرمل بقطرات دمه الزكي

نمت زنبقة...اثنتان ...بل مئات فآلاف الزنابق...

 فالأرض تمتص دماء الشهداء لتزهر حرية وأقحواناً وبنادق...

ومن تحت الرماد تخرج العنقاء أكثرقوة وإصراراًعلى الصمود

لايقهرهاالبطش...لاتزلزلهاالخطوب...

محملة بالبشائر والوعود ...