ردّ الاعتبار
عثمان أيت مهدي
استيقظ أسد على الساعة الثانية صباحا على حلم مزعج، إنّها صيحات مديره الذي كان يوبخه لأتفه الأسباب. أصبح مديره كابوسا لا يتخلص من صراخه وشتمه في النهار حتى يراه ثانية في الليل ينهال عليه ضربا وسبّا. تقلّب في فراشه، حاول النوم ثانية، لكنه لم يستطع. نظر إلى زميل له ينام بالجانب الآخر للغرفة، وقال له:
أتستحق هذه الحياة أن نحياها؟
ردّ زميله الذي كان يغطّ في سبات عميق:
خرْرْرْ.
وعاد أسد ثانية، يطرح نفس السؤال، لكن بنبرة أشدّ حدّة.
أقول لك هل تستحق هذه الحياة أن نحياها؟
ردّ زميله:
خرْرْرْ.
إنّك دائما تعاملني باستخفاف واحتقار، وهذا لا يشرفك.
خرْرْرْ.
كمْ قلت لنفسي، ابتعد عن هذا الأحمق السخيف الذي لا يعرف للصداقة معنا، لكن أتراجع طمعا في تغيرك نحو الأحسن.
خرْرْرْ.
سألقنك درسا لن تنساه أبدا.
حمل قطعة من حديد كانت ملقاة بجانب السرير، وضربه على رأسه بقوة، ثمّ قال:
هكذا تتعلم الإجابة عندما يخاطبك سيدك.
اغْ اغْ اغ