مدينة أفلاطون الجنية

مدينة أفلاطون الجنية

سفيان البوطي

جالس قرب الوادي ؛أنتظر قدوم تلك الجنية المدعوة "بعائشة قنديشة " فربما عالمهم أفضل من عالمي ؛ فقد أخبرني جدي بان عالم الجن رغم الخوف الذي ينتابنا بمجرد سماعنا اسمائهم ؛ إلا أن عالمهم يعرف الديمقراطية و يعرف الاستقلالية ،كما عندهم الشفافية و العدالة الاجتماعية هذا بالإضافة إلى احترام الجن لأخيه الجن ...، رغم انني سئمت الانتظار لم أمل فهي أملى أملي في حياة الرفاهية و الترف التي هي بالنسبة لنا طبقة البروليتاريا : وظيفة مناسبة ؛ حياة زوجية سعيدة و سيارة فاخرة لا اكتر ولا أقل " فقنديشة " هي الحلم الذي أعيش لأجله فهي نقطة الضوء الوحيدة في حياتي ...،فجأة ظهر جسم غريب أمامي ، خفت في الوهلة الأولى إلا أن عقلي تذكر كل تلك الاحلام فاسترجعت  أنفاسي و استعدت للحديث ،حتى بها تبادر أولا وتسألني عن اسمي بصوت شبه آدمي : ما اسمك

_ سفيان يا سيدتي

_ شبيك لبيك يا سفيان أطلب و أنا أجعل كل شيء بين يديك

_ أجيب بلهفة شديدة : وظيفة  سيارة أريد فيلا ،كما أريد ...،و أريد ...؛ و أريد ...

_ مهلا سيدي  إن  عالمي تجاوز كل هده الأشياء الثانوية ، فعلمنا أدرك بأن رضا الرب و العلم ،بالإضافة الى التكنولوجيا هم الأهداف  الأسمى في هده الحياة

_ بدهشة شديدة العلم!

_ نعم و رضا الرب ...

كما ظهرت  أول مرة دون سابق إنذار كذالك كانت هي طريقة اختفائها ،بعد هذا الحديث القصير قررت أن لا أجلس بعد اليوم قرب الوادي أنتظر الفرج لمشاكلي و من تم تحقيق سعادتي،فقد أدركت بأن العلم و رضا الرب هما السلاحان  القادران على حل هده المشاكل .