العلاقة الحمورية
مجدي شلبي
لمح الحمار فاترينة محل الخواجه أبوللو للأعضاء البشرية (بيع ـ شراء ـ استبدال)، فتشوف لإجراء تجربة جديدة وفريدة؛ لم تخطر على بال حمار قبله.... إلا أن راكبه المتعجل الوصول إلى السوق؛ لم يمهله كثير وقت لاستكمال الفرجة؛ فوكزه بعصاه؛ قاطعاً عليه حبل أفكاره الحمورية:
ـ شى... شى بقى، خلى عندك زوق
تحمل آلام الوكز والوخز والضرب والشتم، ورفض الانصياع لأوامر راكبه ومعذبه، ونهق نهقة مظلوم أراد أن يعالج ظلم ظالمه:
ـ لن أبرح المكان قبل أن تقوم باستبدال قلب رقيق وضمير يقظ؛ بقلبك الغليظ وضميرك الميت...
ـ ماشى... لما أشوف أخرتك إيه معايه!!
ما كاد يفعل؛ حتى لقى محل الخواجة رواجاً فى استبدال القلوب النادرة بالقلوب القاسية؛ واصطفت الحمير بركابها أمام محلة، مغلقة الطريق العام؛ فى انتظار وصول شحنة عاجلة من الغرب.
اللمبة الحمراء
دخلت مدام تحية؛ مكتب مدام تفيدة؛ فوجدتها تنحى أوراق المصلحة جانباً، وتجلس خلف كومة من ثمار الكوسة والباذنجان الأبيض؛ تعدها لعمل المحشى... فاستنكرت عليها فعلها:
ـ ما هذا الذى تفعلينه يا (تيفه)؛ لماذا تجهدين نفسك وصحتك؟!... الولد زغلول هنا كل يوم يبيع الكوسة والباذنجان والفلفل الرومى، والخس وورق العنب، بل وورق الكرنب واللفت جاهز للحشو.... واذا طلبتى خلطة الأرز يحضرها لك جاهزة ومحبشة؛ بدلاً من وجع القلب...
ـ زوجى لا يأكل إلا من صنع يدىَّ
ـ يا شيخه سيبك والله ما فى رجل يستأهل الذى نفعله فى أنفسنا، بهدلة ومرمطة وكأننا شغالات عندهم، وليت هذا يعجبهم... شاطرين فقط فى الإمارة والشخط والنطر...
ـ لا يا(توحة) لو كانوا كلهم هكذا؛ زوجى شىء آخر... أنا بالنسبة له نور عينيه، ومهجة قلبه، والعلاقة التى بيننا علاقة احترام وود وحب وإخلاص....
عند آخر كلمة أخفت مدام تحية ابتسامتها الخبيثة؛ وقبل أن تبوح بما تعلمه عنه من علاقات عاطفية عديدة؛طلب مديرهما فى العمل مدام تفيدة، وبمجرد دخولها؛ أضاء اللمبة الحمراء.