قصص قصيرة جداً

حسام فتحي أبو جبارة

حسام فتحي أبو جبارة

مقاومة

عندما أطل على الدنيا، طردوه مع سكان قريته، وتركوه يبحث عن مكان آخر مع والديه واخوته الأربعة. وحين أصبح في المدرسة، هدموا بيته الجديد لأن أخاه الأكبر كان عضواً في إحدى حركات المقاومة. وعندما التحق بالجامعة، اعتقلوا اخوته الثلاثة لأنهم شاركوا في مظاهرة تندد بالاحتلال. وفي مساء اليوم الذي تسلّم فيه وظيفة في جمعية خيرية، سارعوا إلى إغلاقها لأنها تتلقى دعماً مالياً من الخارج. وحين تزوج، قتلوا والده العجوز أثناء وقوفه أمام نافذة بيته. لاحقاً، حكموا عليه بالسجن مدى الحياة لأنه قاومهم دون وجه حق!

 

صحيفة

اعتادت أن تصحو من النوم قبله. تُحضّر له قهوته، وتضع إلى جانبها صحيفته المفضلة.

هذا الصباح، صحت متأخرة. وجدت على صدر الصفحة الأولى للصحيفة خبراً عن ذكرى مرور عشر سنوات على رحيله.. عن حياتها!

 

أمنية

حين كانت صغيرةً، تمنت مراراً أن يكون عندها شجرةُ نخلٍ عاليةً في حديقةِ منزلها. كتبت حول "أمنيتها" رسائل عشقٍ، وقصائد شوقٍ، وأحاطت "سَعَفَها" بـ"رُطب" الكلمات.

عندما تحققت أمنيتها، طلبت من مزارع حديقتها أن يقطع النخلة من جذورها؛ لأنها تحجب عنها.. حريتها!

 

عيوب

يلومونه على عيبه الوحيد الظاهر. جميعهم، ينسون عيوبهم الكثيرة.. الخفية!

 

جبناء

قالوا له: كي تظل حياً، عليك أن تكون عبداً لنا، تنافقنا ليلاً نهاراً، وتتقن كل أساليب الدجل وطرق الخداع. حين رفض، فصلوه من العمل، وصادروا بيته وسيارته وحسابه المصرفي، وأبعدوا عنه زوجته وأولاده وأهله وأصدقائه، وحاولوا حبس ما قد بتسلل إليه من الهواء. وجدوه في النهاية ميتاً، تحت شجرة زيتون انغرست جذورها في الأرض منذ عشرات السنوات. كان يحمل في يده ورقة، خط بدمائه عليها عبارة "فليسقط الجبناء"!