القصر

حيدر الحدراوي

[email protected]

انكسر الجيش , وتشرذم الجنود , فأتخذا طريقا صحراويا للهروب , عله يكون مختصرا الى اقرب مدينة , تخلصا من كل عدتهما الثقيلة , فسارا طويلا , حتى كادا يهلكا من الجوع والعطش , هوى مريهج الى الارض , ولم يقوى على متابعة المسير , حاول شياع ان يشحذ عزيمته , لكن دون جدوى , اطال شياع النظر في تلك الصحراء الواسعة , يقلب نظره هنا وهناك , فشاهد قصراء كبيرا من بعيد .

شياع : هناك قصرا منيفا ! .

مريهج : قصر في هذه الصحراء ! .

تمالكا نفسيهما , واستجمعا قواهما , وسارا نحوه , حتى وقفا امام بوابته الكبيرة , فصرخ شياع :

-         هل من احد هنا ؟ .

لم يجبه احد , تفحص مريهج البوابة , فوجدها مفتوحة , دخلا معا بهدوء بترو , تمعنا النظر في تلك الحديقة الزاهية , حيث الاشجار الباسقة , والازهار الجميلة , ذات الالوان البهيجة , وتلك ثمار اليانعة , تقدما نحو باب القصر , طرقاه , وصرخ شياع :

-         هل من احد هنا ؟ .

كالعادة , لم يكن هناك رد , دفع مريهج الباب ودخل , واعقبه شياع , انبهرا بما شاهدا , اثاث انيقة , نظيفة ومرتبة , علقت عدة صور على الحائط , فجلس مريهج على الاريكة , وقال :

-         اتمنى ان احصل على حمام ماء بارد وثياب نظيفة ! .

ما ان انهى كلامه , حتى سمعا جلبة في الغرفة المقابلة , اسرعا نحوها , فتحا الباب ودخلا , فوجدا ماءا باردا يتدفق , وثيابا نظيفة معلقة , اغتسلا وارتديا تلك الثياب , ثم عادا فجلسا على تلك الاريكة , فقال شياع :

-         اتمنى ان احصل على وجبة غذاء دسمة ! .

فسمعا جلبة في غرفة ما , اسرعا نحوها , فتحا الباب ودخلا , فوجدا مائدة كبيرة , وضع عليها طعاما مختلف الألوان , اكلا حتى شبعا , ثم عادا الى تلك الاريكة , فقال شياع :

-         اتمنى ان نحصل على شاي او قهوة ! .

فسمعا جلبة في غرفة اخرى , قصداها مسرعين , فوجدا فيها مختلف الالوان من الشراب , شربا حتى ارتويا , ثم عادا الى الاريكة مستغربين عما يحدث , مدد مريهج رجلاه , وقال :

-         اتمنى ان احصل على فراشا وثيرا اغفوا عليه قليلا ! .

فسمعا صوت جلبة في الاعلى , اسرعا نحوها , فوجدا سريرين مرتبين , استلقيا كل واحد منهما على سرير , وحاولا النوم , فلم يفلحا .

مريهج : لقد سمعت عن اسطورة قصر الامنيات , لابد ان يكون هذا هو القصر ! .

شياع : اذا فلنتمنى ان نحصل على سيارة تقلنا الى البيت .

سمعا صوت محرك سيارة في الجوار , نهضا مسرعين الى النافذة , فشاهدا سيارة حديثة قد ركنت مقابل البوابة .

مريهج : هل تجيد السياقة ؟ .

شياع : كلا .

مريهج : ولا انا .

شياع : فلنتمنى ان نحصل على سائق ! .

مريهج : لا ... لا .. سيكون السائق جني ! .

شياع : جني ! .... لا ... لا .. لا اريد سائقا ! .

مريهج : فلنتمنى ان نعرف من صاحب القصر ! .

سمعا جلبة في غرفة ما , اسرعا نحوها , فأذا مكتوب على الحائط (( العفريته خريجانه ترحب بضيوفها الكرام ... وتعتذر عن التقصير )) ! . 

               ****************************

حلّ الليل سريعا , جلسا في الحديقة , يتبادلان اطراف الحديث , افتتح شياع الحوار :

-         طلب شاب الزواج من فتاة , فرفضت , فعاش سعيدا مسرورا , وعنست الثولة .

-         سألت الزوجة زوجها ( ما الفرق بيني وبين نانسي عجرم ؟ ) , فأجابها ( لا يوجد فرق هي نانسي وانت عجرم ) .

-         أشترت الزوجة موبايل من دون علم زوجها , ارادت ان تفاجئه , دخلت الحمام , وإتصلت به , فقالت له ( ألو حياتي ) , فقال لها ( إتصلي بعدين البقره في الحمام ) .

-         زوج يقول لزوجته : ( اصبحت الحياة  مثل حديقة الحيوانات ) ,  قالت له:  لماذا؟  قال لها: ( انهض من النوم مثل الحصان  وأذهب للعمل مثل الحمار ,  وأرجع بالليل ألهث مثل الكلب ,  وأخيرا انام مع بقرة ) . 

-         قالت الزوجة لزوجها : يا ليتني تزوجت إبليس ولم اتزوجك , قال لا ... لا يجوز أخ ان يتزوج أخته ! .

-         قيل لاحد المتزوجين : أتحب أن تموت زوجتك ؟ , قال : لا  قيل : لم ؟  قال : أخاف أن أموت بعدها من الفرح ! .    

استشاطت العفريته خريجانه غضبا من كلامهما , فاهتزت جدران القصر , وبدأ الدخان يتسرب من نوافذه , وظهرت لهما بهيئتها المكفهرة .

العفريته خريجانه : عن ماذا تتحدثان يا ناكري الجميل ؟ ! .

مريهج مرتجفا مرتعشا : نحن لا نقصد الجنيات .... بل نقصد الانسيات !.