خبز الجنة

مصعب الشيخ ويس

استيقظت العائلة باكراً كعادتها .....فالبرد لا يعطي طعماً للنوم .

-أحمد حبيبي  نريد خبزاً .

-امي لايوجد .... الأفران مقفلة .

- ثمة طحين وصل الأمس .

خرج الصغير يلتمس جدران الحي  يجّر رجليه الصغيرتان .....كان يفكر بالعودة سريعاً الى البيت محدثاً نفسه بالخبز الساخن وقليل من الشاي .

-آآآآآه طعم لذيذ للخبز مع الشاي .

وصل الى ساحة المخبز وجد رفاقه واقاربه يشكلون خطاً معوّجاً ...... وقف بنهاية الخط علّه يكون  نهايته .......لكنه امتد حتى لم يعد يفكّر به .

أصوات مختلطة لا يكترث بها .............ثمة رجل يتكلم عن الجيش الحر وبطولاته ..........وآخر يصف  معاناة الحارة الشمالية ثم ماتلبث الأصوات بالتلاشي عندما يفكر بالخبز الساخن .

تهلل وجهه فرحاً عندما رأى طفلاً يحمل بعض أرغفة الخبز .........فاستبشر خيراً بأن يأتيه الدور ليعود الى أمه واخوته فالخبز غذائهم الوحيد .

عامل المخبز يصيح بالناس أن ينتظموا............ الرجال تتململ بدأ الضيق والتعب يدّب الى أطرافه النحيلة  أسند نفسه الى الحائط .

هدأ الناس للحظة دون اذن من أحد كأن على رؤوسهم الطير أفزعه هذا الصمت حرك جسده قليلاً لكنه لم ير شيئاً فقد انفرط الخط المعوّج ........صاح أحدهم (طيارة ) اشتد الشباب مبتعدين .......... انما هي ثواني تجمدت أطرافه  .......لمع ضوء خاطف أشد من البرق  لم يسمع صوتاً ........ ظهرت امامه ساحة خضراء جميلة عصافير عند جدول ماء رقراق فأطبق عينيه مبتسماً .

كانت ساحة المخبز ملطخة بدماء تفوح منها رائحة الخبز المعطر بعبق الجنة.