المشهد

المشهد

د. مرفت محرم

أمواج من البشر فى هذا العصر؛ تموج سابحة فى اتجاه القصر؛ من مختلف الأحزاب السياسية، ومشايخ الطرق الصوفية؛ حاملين شعاراتهم الحماسية؛ المطالبة بحقوقهم الإنسانية؛ فى الحرية والعدالة الاجتماعية... واللافت للنظر، والأدعى للحذر؛ وجود أناس يحملون شعار حزبهم العريق؛ وهو (كنبة) من النوع العتيق !ـ

اهتزت المحروسة بهذا المشهد المهيب، ومارت الأرض موراً على نحو عجيب؛ مما جعل جدتى ـ رحمها الله ـ ؛ تسير من لحدها فى ذات الاتجاه؛ تدافع بعزيمة قوية عن حق أبنائها وأحفادها فى التمتع بالحياة؛ بحرية وعدالة اجتماعية ومساواة....

وقفت أرقب المشهد من بعيد؛ فلم يمكنى الزحام الشديد من الرؤية التامة؛ فاعتليت الهرم الأكبر وبرج الجزيرة وكل هامة هامه، فحالت الأبراج العالية والعمارات الشاهقة بينى وبين الرؤية الرائقة... تلك الأماكن السكنية قد خلت من السكان؛ الذين انضموا بتلقائية سيراً على الأقدام؛ إلى المتظاهرين القادمين من كل مكان....

فترك الجميع مساكنهم وسكونهم الذليل، ونزلوا إلى الشارع الطويل ليقطعوه، ويقطعوا دابر الفساد والاستبداد؛ بعزم لا يلين وبشكل سلمى؛ صارم وجاد .....

وأمام القصر المشيد؛ نصبوا خيامهم؛ ورفعوا من جديد مطالبهم وآراءهم؛ ولكن لا مجيب غير قنابل مسيلة للدموع؛ تحاول تفريق الجموع، وطلقات خرطوش ورصاص؛ أفزعت الناس المسالمين.... الذين أضحوا من جديد؛ بين جريح وشهيد....

وتكرر المشهد المرعب الرهيب؛ وتكررت عبارة (احقنوا الدماء)؛ ولا مجيب!.