نيران النفاق
عبد القادر كعبان
أفقت مفزوعا من منامي. تعوذت بالله من الشيطان الرجيم. منام غير واضح الملامح. رأيت قرية تحترق بنيران النفاق. جموع من البشر تحاول الهروب دون جدوى. ما صدمني هو صرخة عجوز مرددا:
- الله أكبر.. الله أكبر.. هذا ما لم تخشاه تلك المرأة الخبيثة!
اقتربت منه و سألته بفضول بعدما كان يجلس على صخرة صماء:
- ماذا فعل أهل هذه القرية يا ترى؟!
همس بحزن شديد في أذني:
- بني.. كان لا بد لهذه القرية أن تحرق.
ضحك ثم بكى بحرقة:
- كذبوا ملائكة الأيمان و ظلموا ذلك الغلام.. ثمة حكم لا تدرك و لا تفسر إلا من ذوي العقول و الألباب..
لم أفهم شيئا من كلامه. أدركت أنه عجوز من الصالحين، لا ريب في ذلك! وقعت المصيبة على أهل تلك القرية و لا حل لها. كان من الغباوة و الحمق أن تستدرجهم إمرأة. لو تمسكوا بحبل الله لكانوا أحياء ينعمون بالهدوء و السكينة. ربما كان ذلك المنام كابوسا لا غير. أسرعت و فتحت النافذة. تنشقت هواء نظيفا. فاجأني صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر.. أسرعت الخطى للوضوء. واجهتني المرآة فعلت وجهي ابتسامة عريضة، و انطلقت من فمي جملة بسيطة.. "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"..