شاعر البنبون
شاعر البنبون
مجدي شلبي
(1)
ألقى قصيدته الشهيرة، وعاد إلى مقعده نافشاً ريشه؛ لم يكمل الناقد الكبير رؤيته فيها؛ حتى غادر الشاعر الندوة؛ بغير الحالة التى دخل بها!
(2)
فى واحة أخرى راح يصدح؛ فلم يجد من يسمعه!
(3)
جمع زوجته وأولاده؛ لينشدهم شعره؛ فصاح طفله الصغير بزهق:
ـ ما مقابل سماعى لترهاتك يا أبى؟!!
(4)
هداه تفكيره لإهدائهم بعض الحلوى؛ فمنحوه لقب (شاعر البنبون) بلا منازع!
المزلقان
جرس الإنذار يدق بشدة؛ المزلقان مازال مغلقاً؛ والمارة والسيارت فى انتظار مرور القطار.... توقفت المحركات وأصيبت حركة المرور بالشلل التام، ونزل الركاب لاستطلاع الأمر...
انتشر الباعة الجائلون بشكل لافت يلبون طلبات الزبائن:
ـ اشرب يا عطشان
ـ طعميه ساخنه وعيش نجف
ـ أوكازيونات: تشيرتات الواحد بعشرة جنيه يا بهوات؛ ولا استغلال المحلات
ـ مشويه على نار الحب يا بطاطا
ـ هادى حماتك المفترية؛ سكاكين، ملاعق، كوبايات
بعد ساعة بالتمام والكمال؛ فُتح المزلقان؛ رغم عدم مرور القطار!
من بعيد شاهدت البائعين؛ يصافحون عامل المزلقان المسرور بعطاياهم.
أول يوم دراسة
رفض الصغير دخول باب المدرسة؛ جذبته أمه بعنف؛ ألقت به فى ساحة طابور الصباح، وانصرفت لعملها؛ صرخ بشدة وهلع؛ لكن صياح مدير المدرسة فى الميكرفون ابتلع صراخه:
ـ اسمع يا كلب أنت وهو؛ مش عاوز صوت؛ اتكتموا خالص، اثبت مكانك؛ لو ثعبان قرصك فى الطابور لا تتحرك.....
اقشعر جسده، وامتلأ قلبه رعباً؛ من تلك الثعابين المحتملة التى ستهاجمه؛ وهو ممنوع من المقاومة أو الهرب!
رغم حرارة الشمس؛ شعر بقشعريرة شديدة ورغبة ملحة فى الذهاب إلى الحمام
استمرت الإذاعة المدرسية فى بث برامجها الإجبارية على مستمعيها من الأطفال؛ ثم جاءت حكمة اليوم بعنوان (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)؛ أعقبتها نشرة الأخبار.....
نظرات عينيه حملت رسالة استغاثة إلى السور البعيد، أن يقترب منه ويحنى رأسه كى يصعد عليه، ويحمله إلى البيت، على طريقة أفلام الكرتون التى يعشقها.... لكن السور اللعين لم يستجب لاستغاثته؛ فقلبه قُد من حجر؛ رفع الصغير بصره برفقة العلم الذى يرتفع رويداً رويداً على الصارى؛ فسبح بعينيه فى فضاء السماء الفسيح؛ ثم عاد مفزوعاً على صوت أجش قبيح يحيى العلم....
ـ تلاميذ الصف الأول يطلعوا على الفصول بسرعة
على أصوات قرع الطبول؛ وكأنهم سيدخلون معركة حربية، انطلق الأطفال إلى فصولهم انطلاقاً عشوائياً؛ وهم يتنفسون الصعداء من طابور العقاب بلا ذنب جنوه!
غير أن صغيرنا ظل واقفاً مكانه كشجرة خائفة؛ بلل ساقها المرتجف تساقط عرقه وأشياء أخرى.....