أنا والطريق

أنا والطريق

حسن لختام - قاص من المغرب

[email protected]

..لازلت أتذكّر

.كنت طفلا صغيرا، وكان اليوم عيدا

سكان قريتنا، من ضمنهم أبي، كانوا منشغلين بالعمل في الحقول. كطفل صغير يعشق الأعياد، قررت الذهاب بمفردي لمشاهدة الإحتفال. بعد أن أقنعت أبي، سلّمني درهما، ثم غادرت القرية، متجها الى مكان الإحتفال، مدثرا بفرحة الأطفال..غير آبه بخطورة الطريق

في منتصف الطريق، ضاع مني، على حين غفلة براءة الاطفال، الدرهم الذي  سلّمني إياه أبي. تساقطت دموعي حزنا، وشعرت بالضياع

.أكملت طريقي، وحيدا، تعيسا

.وصلت مكان الإحتفال بالعيد الوطني

.كان المكان مبتهجا، والمشهد احتفاليا

غمرت قلبي الصغير فرحة جارفة،لكنها  مختلطة بحزن شديد، لفقداني درهمي الوحيد

:في قرارة نفسي البريئة طرحت السؤال

لماذا فقدت درهمي الوحيد بتلك السهولة؟ لماذا كانت الطريق مهجورة؟

.كبُرت..ولازالت الصورة حاضرة أمام عيني، ولازلت أمشي في طريق موحشة

.ودراهيمي، التي لاتحصى، تضيع مني على حين غرّة

.أما فرحتي، التي لم يُكتب لها أن تكتمل،لازالت مصطبغة بالحزن والتساؤل العميقين