اسمي زهرة
إيمان شراب
في يوم بعيد حاضر اختارتني المعلمات طالبة مثالية ، ففرحت كثيرا وأحببت المدرسة والمعلمات وأحببت العدل أكثر منهم .
لكنهن ! سرعان ما عدلن وغيرن رأيهن واخترن غيري ، ليس لأنني لم أعد مثالية، بل لأنه لا يحق لي ذلك ! فأحزنني شعور لم أميزه لصغر سني ، عرفت لاحقا أنه الظلم !
أردت دخول الجامعة ، قررت دخول تلك الكلية ، لكنهم قالوا لي : ألا تعلمين أنه لا يحق لك ؟ عليك بهذه أو هذه ! ولم يشفع لي معدلي العالي في حق الاختيار !
ثم ... فتح الله لي بابا خاصا من أبواب العمل ، فنجحت نجاحا لم أكن أنا نفسي أتخيله، فسعدت أيما سعادة ورضيت عن نفسي وعن ربي وحمدته وشكرت فضله ، وانسجمت ، فأخذت أخطط وأبني حسب أهداف مدروسة وبناء على نصائح المختصين في هذا المجال و.....
وبين عشية أو ضحاها وبعد أن سرقوا أفكاري ، قالوا لي مرة أخرى : شكرا لك ونعتذر منك فإنه لا حق لك في الاستمرار!
لكن الله سبحانه وتعالى أكبر وعندما يقدر شيئا يصبح حقا وإن قالوا لا يحق !
بفضله سبحانه وتعالى ، تعددت مواهبي ، ففتح لي ذلك فتوحات لا يمكن لأحد أن يمنعني عنها لأنه لا بديل عني ولا أحد يعرفها مثلي . وإنه النصر من الله من جديد!
بعد سنوات من العمل الجاد المسؤول ، تعبت كما يتعب الناس ! وبناء عليه وحسب القوانين الطبيعية فإنه بعد سنوات طويلة من العطاء والخبرات فإن الارتقاء في المنصب مطلب ضروري ، ليستمر عطاؤك ويستفاد من خبراتك ويتعلم منك غيرك! عرفت هذه المرة - وحدي- أنه لا يحق لي قبل أن يقولوها ! فتركت العمل لعدم القدرة على الاستمرار في نفس المكان والمنصب بنفس الجودة ، والله محاسبني! فكان أن قررت ونفذت .
لكن وبعد فترة قصيرة ، أقلقت أفكار كثيرة نومي ، وآلمتني قيود على طاقات ما زالت داخلي . ما زال لدي الكثير من التجارب والخبرات والأفكار الجديدة والأصيلة ، مازال شعاع النشاط داخلي مضيئا !
وما الحل ؟ أعود إلى نفس العمل ؟ لا يحق لي أن أخرج وأعود ! لا يحق لي أن أقرر ثم أعود عن قراري !
ولأنني زهرة ولست كرسيا فكرت ! فكرت في مشروع مهم ، وعرضته على البعض لكن أحدا لم يبادر ، فأصحاب الأموال يشجعون ما يدر عليهم مالا في المقام الأول والثاني والثالث ، ثم قد يفكرون في أهداف أخرى ، وكانت مشاريعي تهدف إلى ما ينفع فكر الناس ثم المال .. ومن جهة أخرى لم أكن أملك مالا ! أملك فكرا وأمانة وحماسا وإبداعا ومهارة ومواهب، وكلها رؤوس أموال لا يعترف بها أصحاب الأموال !
ماتت مشاريعي التي ما كانت حية إلا في رأسي ودفنتها وأنا أعتذر لها : سامحيني فإنه لا يحق لي ! وأينما تلفت أو اتجهت فلا يحق لي ! قد يسألني سائل : لماذا ؟ ماذا فعلت ؟ أجيب : لا أدري ، لا تسألوني لأنه لا يحق لي أن أقول ..
لا ، لست مجنونة ولا مخبولة .. أنا زهرة ، قلت لكم منذ البداية !
نعم ، وما زلت زهرة تبحث عن ثقب منسي وسط مساحات شاسعة من عدم الاستحقاقات... ما زلت زهرة تنبض بحياة مخنوقة ..
ما زلت أحن إلى وطن !