طفل الميدان
15أيلول2012
د. مرفت محرم
د. مرفت محرم
رفع كتفيه الضعيفين ليحمى بهما وجهه المصفوع؛ ولم تشفع له الدموع السخية؛ عند هذه اليد المستبدة الباغية، وهذه القدم الراكلة الباطشة، وهذا القلب العنيد، الذى قد من حديد؛ بل زادته جنوناً على جنون؛ فاستيقظت الأم (الحنون !) من نومها، وعلى وجهها علامات البشر والسعادة؛ ولم تستطع أن تنقذ طفلها من زوجها الجديد؛ بل راحت تنصحه بفتور وبلادة:
- اسمع كلام عمك يابنى
نظر العم إلى وجه زوجته المصونة، وبرم شاربه فى نشوة وفخار؛ معلناً بالإشارة قرب الانتصار؛ على إرادة الطفل العنيد، الذى يرفض ترك دراسته، لمساعدته فى ورشته
لم يملك العصفور المقهور قدرة على المقاومةـ فاستسلم دون ممانعة أو تأخيرـ لقرار الهروب الكبير؛ الذى قاده إلى ميدان التحرير، حيث يطالب الجميع بضرورة التغيير .