جاهلٌ جهول

عزة راجح /مصر

[email protected]

جلس أمام التلفاز .. يرقبُ في شغفٍ حالة المتهم وهو يخرج من الطائرة على سريره الطبي ..، تغطي عينيه نظارةٌ سوداء ، رغم اختفاء قرص الشمس في نهار شتوي قارس فيه البرد والهواء  ، تكاد تجمد الدماء في العروق تجميدا ..، لتحمله سيارة الإسعاف إلى دار القضاء تحت إشراف أمني  وطبي منقطع النظير ...

-    هز رأسه متعجبا متسائلا :

-    أي إنسان هذا الذي فعل بنفسه وبعائلته فعلته تلك ؟!!!

-    ترى .. أين منه الآن من كانوا يصفقون له حتى لو كلت أيديهم ؟!

-    هل تلك هي الكاميرات نفسها التي كانت تنقل زياراته ..، خطبه ..، حركاته وسكناته ..، وانحناءات الحشود لخطوه وكلماته

-    يا الله ....

وقبل ان يُكمل كل التساؤلات التي راودت نفسه في لحظات اخلتط فيها الألم .. الندم .. الخوف ربما ببعض من التشفي ...

أجابت نفس النفس الخائفة الخاشعة بصوت يقيني رخيم : هو الإنسان ..، كما قال عنه الواحد العظيم في كتابه الكريم ( جاهلٌ جهول ... ظلومٌ كفار إلا من عصم الرحمان )

ارتعد قلبه ..، هز رأسه متمتما بيقين : نعم هو ..، صدق الله العظيم