الحطاب والملك الطيب

تونس تتألق في الصين : قصة أطفال تونسية تترجم الى اللغة الصينية

“هي من ضمن مجموعة من قصص الأطفال العربية تم الاختيار عليها و هي للكاتب التونسي و الزميل الصحفي رضا سالم الصامت و عنوانها : الحطاب و الملك الطيب  تترجم  الى اللغة الصينية  في اطار مشروع  التعريف بقصص أطفال  عربية  موجهة للأطفال الصينين  حيث سيتم طبع  القصة باللغتين العربية و الصينية  و بالانكليزية و الصينية ”

اليكم احداث القصة  و الترجمة :

يحكى في القديم أن هناك رجلا فقير الحال، يشتغل حطابا، و في كل يوم يجمع حطبه من الغابة، و يضعه على ظهره ليبيعه في السوق.

   كان الحطاب يتعب من أجل لقمة عيشه. ويبيع الحطب، ثم يتجه إلى المخبز القريب، ليشترى رغيفا و حليبا لابنه الوحيد و زوجته، و يعود لبيته بعد كد عمل يوم مضن.

 فيجد زوجته في انتظاره وهي مبتسمة الوجه رغم الخصاصة، سعيدة بعودة بعلها من مشقة عمل اليوم، من أجل توفير لقمة العيش الحلال.

   وفي يوم من الأيام قرر ملك تلك البلاد القيام بجولة في الغابة، فلاحظ أن الكثير من الأشجار اقتلعت، فغضب و قرر غلق الغابة، ومنع كل من يقتلع الأشجار، و يجمع الحطب ليبيعه.

       سمع الحطاب الخبر المفجع، فاحتار في أمره، وقال في نفسه: كيف سأوفر قوتي وقوت زوجتي و ابني؟

   أخبر زوجته وقال لها: إنّها مُصيبة! فمن أينَ لي أن أطعمكم، حالتي أصبحت أسوأ، و قد يعاقبني الملك، و يقطع رأسي، إن خالفت أوامره!.

 ردت عليه قائلة: لا تجزع يا رجل، الله هو خالقنا، فاصبر فقد يهدي الله ملكنا؟

   قال: استغفر الله، سأصبر على نصيبي.

   ذهب الحطاب إلى فراشه ونام، و في منامه رأى أن الملك يجره ليقطع له رأسه، و كان يقول له:

   أيها الحطاب قطعت الحطب، و الآن سأقطع رقبتك!

   كان الحلم مزعجا للغاية. استيقظ مذعورا، يرتعد من الخوف، فقالت له زوجته: ما بك يا زوجي؟

   لا تقنط من رحمة الله، و اصبر على نصيبك، إنه مجرد كابوس، لا تخف، لا تخف.. خذ هذا الكوب من الماء، و اشربه، واحمد الله على ما نحن فيه، فستفرج إن شاء الله، فلا تقلق يا زوجي العزيز، فرحمة الله واسعة، وأبواب رزقه كثيرة.

      بعد أشهر قرر الملك القيام بجولة؛ ليتفقد معيشة الناس، و بما أن الحطاب توقف عن عمله بسبب قرار الملك، و بقي في بيته عاطلا عن العمل، ينتظر الفرج، و في كل ليلة يضع قدرا على نار، فيها ماء يغلي، و في الماء حجر ليصبر ابنه، موهما إياه  بإحضار الطعام.

 و تشعل زوجته حطبا، و تضع القدر فيه ماء يغلي، فيطول انتظار ابنها إلى أن يغلبه النعاس فينام المسكين وهو يبكي جائعا.  

       ذات يوم سمعت زوجة الحطاب، قرعا على باب بيتها، فخرجت لتفتح الباب، فإذا بالملك و حاشيته و جنده!

   – ابتسمت لهم، وقالت: من أنتم يا سادة؟

   – نزل الملك من على ظهر حصانه الأبيض، و قال لها: أنا ملك البلاد جئت أتفقد أحوالكم؟

     دخل الملك بيتها المتواضع، فوجد قدرا فيه ماء يغلي، فأخذه ليرى ما فيه، فلم يجد غير الماء في القدر، وحجر وحصى!

فقال لها بتعجب: ما هذا يا امرأة!؟

أين الطعام الذي تطبخينه؟

لم أجد في القدر غير حجر و حصى!!.

   ردت عليه مبتسمة: ليس لدي طعام، كما ترى يا مولاي، إنه قدر فيه ماء يغلي!

    الملك: لاحظت ذلك، ولكن أريد أن أعرف ما القصد من هذا الصنيع؟

   ردت عليه قائلة: وضعته لكي أوهم ابني وزوجي الذي احترم قراركم يا مولاي، و لم يعد يذهب إلى الغابة ليجمع الحطب ويبيعه فـي السوق. فلم نعد نوفر لابننا الغذاء، فنوهمه بأننا بصدد إحضار الطعام له. فيبقى على أمل إلى أن يغلبه النعاس فينام. هذا حالنا!

      أحس الملك بغلطته، و شعر بالذنب والندم الشديد، صافح بعلها (زوجها)، ثم أمر حراسه بجلب الطعام و أحلى الثمار لابنها.

ثم وجه لزوجها “الحطاب” دعوة لزيارة قصره في صباح الغد، وغادر المكان.

   و في صباح اليوم الموالي، ذهب الحطاب في زيارة قصر الملك، وعند وصوله عرفه الحراس، فأدخلوه ليقابل حضرة الملك، الذي رحب به.

   و عرض عليه مالا، فرفض و عرض عليه ذهبا، فرفَض مرة أخرى.

غضب الملك و صاح في وجهه: ترفض الذهب والمال! فماذا تريد يا رجل؟

رد عليه الحطاب بهدوء: يا مولاي أنا لست انتهازيا و لا طماعا، و لكني أريد فقط عملا شريفا أكسب به  قوتي وقوت عائلتي من حلال.

    ابتسم الملك للحطاب وقال له: إنك رجل فاضل، ولذلك سوف أمنحك ثقتي، وأعينك في وظيفة تكسب منها رزقا حلالا.

   قال الحطاب: وماهي؟

رد عليه الملك: بستاني بحديقة القصر. ما رأيك؟

   فرح الحطاب بالوظيفة، وأخذ يقبل يدي الملك، و يشكره كثيرا، ثم عاد إلى بيته فرحا مسرورا ليزف البشرى على زوجته الصابرة الصبورة.

    سعدت زوجته بالخبر الجميل، و قالت له مبتسمة: ألم أقل لك: إن الله مع من صبر على نصيبه، و إن الله قد يهدي الملك. 

رد عليها الحطاب قائلا: الحمد لله، إنه ملك طيب.

     *هكذا أصدقائي الصغار، من هذه القصة نستنتج عبرة فيها طيبة، والطيبة من شيم الرجال العظماء، ونستنتج أيضا أن من صبر على رزقه، فإن الله يكرمه و يحسن حاله؛ لأن الله سبحانه و تعالى كريم يحب الكرماء.

وسوم: العدد 728