هَدايا الليلِ

مصطفى حمزة

[email protected]

الرّيحُ تُعولُ في ليل نواكشوط ...

والبيتُ المريضُ السكرانُ يُحاول لمَّ العجوز وهداياها الضاويات اللائذاتِ بأركانه العَطِنَةِ ! وفي حُضنِها الهديّة الأخيرة تُخبئها في أثناءِ وَشاحِها البالي عن أفعوان البرد اللئيم !

طرقٌ خفيفٌ من يدِ آثمةٍ على الباب المَعْدِنِيّ الصّدِئِ.. ثمّ طرقاتٌ أخرى ، يسود بعدَها صفيرٌ غاضبٌ ، يلعنُ نفساً خبيثةً ابتلعها الليلُ !

هديّةٌ جديدة  للعجوز السبعينيّةِ البائسةِ ! هبّت إليها فتناولتها باليد الأخرى عن الأرض الرطيبة  وجمعتْ اللفافة المُحكمة إلى أختها فوقَ القلبِ الكبير ..وحين أيقَنَتْها أعادت لفّها واحتضنتها   ثم نظرت إلى السّقفِ الباكي :

- ربّاه ، أمَا مِنْ لقيطٍ ذكرٍ ، يُزيّن أخواتِهِ المسكينات ؟!!