من حكايات ألف ليلة وليلة

د.جعفر الكنج الدندشي

من حكايات ألف ليلة وليلة

حكاية سليمان بن داود عليهما السلام

د.جعفر الكنج الدندشي

[email protected]

من المخطوطة رقم 4280 من المكتبة الوطنية في ستراسبورغ

قال الراوي: فإنه كان في بدء أمره، عليه السلام، لِما سبق في علم غيب الله، أنه سيكون له ما كان، أوحى الله عزّ وجلَّ إلى جبريل، عليه السلام، فدخل الجنة وأخذ الخاتم. أن ادخل( وردت دخل) به على سليمان    أن آت الجنة، فخذ خاتم الخلافة الذي ألبسته النور، فانزل به إلى عبدي سليمان بن داود عليهما السلام.

فأقبل جبريل، عليه السلام، فدخل الجنة وأخذ الخاتم ودخل به على سليمان، عليه السلام، وهو يضئ كالكوكب، وله لمعان كلمعان البرق ورائحة كرائحة المسك، يرمي بشعاعه  حتى يكاد يغشي البصر بنوره. وعلى الخاتم كتابة من غير نقش ولا قلم < لا إله إله إلاّ الله محمد رسول الله > وعلى الجانب الآخر < لا إله إلا الله، كل شئ هالك غلا وجهه، له الحكم وإليه تُرجعون > وعلى الجانب الثالث < له الملك والكبرياء والعزة والسلطان > وعلى الجانب الرابع مكتوب < تبارك الله أحسن الخالقين >

وكل فصٍّ من هذه الأربعة فصوص لصنفٍ من الأصناف، فالأول لمردة الشياطين، والثاني لسباع البحر والآجام (1) و وحوش البراري  والغيلان ( وردت الغلوات) والثالث لملوك الأطراف والنواحي من المشرق والمغرب، والرابع للأشجار والنبات وسكان الجبال والبحار.

قال الراوي: فضحكت الأرض ولم يبقَ شئ من كبير وصغير من ذي روح إلاّ خرَّ ساجداً لله تعالى وهو يقول: سبحانك تعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء وأنت الفعّال لما تشاء. ثم أنّ جبريل، عليه السلام، أعطى الخاتم لنبي الله سليمان عليه السلام، وقال له: هنيئاً لك يا نبي الله بهذه الهدية  التي هي هدية الملك والعزة والسلطان.

ويقال أن ذلك كان في يوم الجمعة، السابع والعشرين من رمضان (2)فلما صار الخاتم في كفّ سليمان، لم يتمكّن من النظر إليه لشدة لمعانه. فقال: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فقدر على النظر إليه. وكذلك كل شئ ينظر إليه.

(1) الآجام هي الوحوش التي تُكره وهي ايضاً الحصون ( أنظر لسان العرب)

(2) يريد الراوي بذلك تمجيد ليلة القدر.

وقد قيل أنه نزل خاتم سليمان من تحت العرش، ونهو خاتم الخلافة من الله، وهو من نور برهانه، وهو مكتوب بالنور. فلما صار في إصبعه، قيل له: إخلعه ولا تلبسه إلا وأنتَ طاهر، ولا تمكنه من حائض ولا شيطان ولا جني، ولا تنزعه من يدك إلاّ بالأمانة.

قال الراوي:وكان هذا الخاتم لآدم في الجنة، أعطاه الله تعالى إياه وأوحى الله إليه أنّ هذا الخاتم العزّ خلقته لك يا آدم  إن لم تنس عهدي، وأورثه خلافتك.

قال: يا رب، من هو الذي تورثه خلافتي ؟

فقال: ولدك سليمان  الذي أجعله مثلاً وعبرة وأسلطه على كل شيطان يكون في عصره ليدعوهم إلى ربوبتي...

فكان هذا الخاتم مع آدم في الجنة، إلى أن عصى ربه، فطار من إصبعه واستجار بركنٍ من أركان العرش وقال:إلهي، أنت خلقتني لأهل الطهارة، نهذا آدم لم يعرف حقي  ورفّضني.

فنودي: أن اسكن أيها الخاتم، فإني سأجعلك لمن يكون وفياً بعهدي بعده.

قال الراوي: فلما اصطفى الله، عزّ وجلّ،سليمان، جعل الله عزّه في ذلك الخاتم، وأنزل إليه جبريل في يوم عاشوراء، من شهر المحرم ، صبيحة يوم الجمعة. وكان سليمان في محرابه، وكان حول المحراب  أسباط بني إسرائيل والأحبار والقضاة والعلماء. فناداه جبريل، عليه السلام: السلام عليك يا ابن داود. هذه هدية الله إليك، فخذها مباركة.

فأخذه وختم به، وسجد سليمان ومن كان معه من أول النهار إلى آخره  شكراً لله تعالى. ثم رفع رأسه ورفعوا رؤوسهم وشخصوا بأبصارهم إلى الخاتم، فلم يقدروا على رؤيته لِلَمَعانه. فقال لهم سليمان: قولوا لا إله الاّ الله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم

فلما قالوها، تمكنوا منه وقالو: يا نبي الله، شكراً لله، فكن عبداً شكورا على ما أوتيت  فقد اوتيت ملكاً عظيما

قال الراوي:وكان على الجانب مكتوب < لا إله إلاَّ الله، محمد رسول الله > وعلى الجانب الثاني < أنا الحي القيوم > وعلى الجانب الثالث < أنا الله العزيز لا عزيز غيري >  وعلى الرابع آية الكرسي، ومن حول أية الكرسي < محمد رسول الله خاتم النبيين >  وكان يضئ بالليل كنور المصباح. ولم يكن لسليمان شئ إلا مخـتوم بهذا الخاتم. ثم نزل على سليمان بعد الخاتم < بسم الله الرحمن الرحيم >

 فكان لا يقرأها سليمان إلا خضع وذل (1)ولقد نزلت هذه الآية على آدم عليه السلام.

فقال: لقد أمنت  أولادي من العذاب. ثم أنزلت بعد ذلك على نبينا، صلى الله عليه وسلم، فكانت أماناً لهذه الأمة من النسف والمسخ والقذف والرجم.

قال الراوي: وفيها شفاء من كل داء ونجاة من النار. فلما اجتمع بنو إسرائيل للنظر إلى الخاتم، قام سليمان فيهم خطيباً، ثم تلى عليهم، بسم الله الرجمن الرحيم،فلم يسمعها أحد إلاّ امتلأ فرحاً, ثم أمر باتخاذ البيض والسيوف. وكان عنده اثنا عشر ألف درع  من سبح داود، عليه السلام.

ثمّ قال: يا بني إسرائيل، إني أُمِرت بمجاهدة  من  في الأرض , والأيسر علي َّ غربها، ونادى: أيتها الجن والشياطين، أجيبي  بإذن الله، عزّ وجلّ، لنبيه سليمان.

فخرجت  الجن والمردة من الجبال والآكام والأودية والظلمات  والفلوات وهي تقول: لبيكَ  لبيك...حتى حُشرت لسليمان طائعة ذليلة تسوقها الملائكة سوق الراعي لغنمه، حتى صارت لسليمان وهي يومئذٍ أربعة وعشرون فرقة، لكل فرقة دين. يقول بعضهم لبعض: هذا يفيكم على أدم وولده حين قلتم أنكم أفضل منه. فوقفوا بين يديه. فجعل ينظر إلى خلقاتها( وردت خلقتها) وعجائب صورها ولباسها. فمنهم  سود وشقر وصفر وبيض وبلق...ومنها على صور الخيل والبغال والحمير والمواشي، ومنها على صور الوخوش والسباع والكلاب والذئاب، لها خراطيم وأنياب وحوافر.

فلما نظر سليمان إلى عيونها وآذانها  وخراطيمها وعدد رؤوسها، خرَّ لله ساجداً وحمده وشكره وأثنى عليه، ثم قال: إلهي وسيدي، إن كان لك خلقاً كهؤلاء اللهم البسني  الهيبة والقوة كي (وردت  ما) أستطيع النظر إليهم.

فناداه جبريل، عليه السلام: إنّ الله قوّاك عليهم فقم.

فقام على قدميه وعليه ثياب من الصوف الأبيض، وعل رأسه عمامة الخلافة والخاتم في إصبعه. فنظرت إليه الجن وخرّت ساجدة. ثم رفعت رؤوسها وقالت: يا ابن داود، قد حُشرنا إليك وأُمرنا بالطاعة لك.

فجعل سليمان يسألهم عن قبائلهم وأنسابهم ومساكنهم ومطاعمهم ومشاربهم وملوكهم وأديانهم...ثم قال لهم:ما لكم على هذه

إن البسلمة هي من آيات سورة النمل، وسورة النمل  فيها أكثر توسعاً في ذكر النبي سليمان الحكيم، عليه السلام.

الصور المختلفة ؟!

فقالوا: ما رأينا مثل ملكك ومثل خاتمك. والذي رزقك هذا الملك، إنّ اختلاف صورنا لكثرة معاصينا واختلاط إبليس بنا وأعوانه وتناكحنا معه ومع ذريته. فخرج كل واحدٍ منا كما ترى. فمنّا من يعبد النار  ومنا من يعبد المياه ومنّا من يعبد الأشجار ومنّا من يُديم الفساد، وكلٌّ منا مَن يرى أنه على الحق...

وختم سليمان أعناق الخيل بخاتمه، وفرّقهم وجنّبهم وأنزلهم منازلهم وصفّد مردتهم في الحديد. ثم نظر سليمان إلى مردة من الشياطين وهم يهمّون بالفساد به، والملائكة تحول بينهم  بالأعمدة، فلم يزالوا حتى دنو من سليمان وقد استوت البلاد من كثرة عددهم، كأنهم النمل والجراد، ولم يتخلّف إلاّ صخر الجني المارد، فإنه تخلّف في جزيرة، وسوف يأتي حدسثه. وأمّا إبليس، لعنه الله، فإنه بقي بلا أعوان ولم يزل هارباً من سليمان.

قال الراوي: وكان إبليس يلقى سليمان بالأمانة منه أن لا يريه الخاتم. وكان يقول: إني امتنعت من السجود لأبيك آدم ولا أخضع له، ولا أنا ممن يخضع لذريته، ولذلك شُفيت، ولي من ربي النظرة إلى يوم القيامة.

تنظيم مجتمع مملكة سليمان الحكيم

قال الراوي: ثم فرّق سليمان المردة في الأعمال المختلفة، في عمل الحديد والنحاس والصخور  وأبنية القرى والمدن والحصون، ,امر نساءَهم بغزل الأبرسيم (1) والقز ونسج البسط والطباريز والتماثيل، وأمرهم باتخاذ القدور الراسيات وجفان (؟) كالجواب، يأكل من كل قدر ألف إنسان. وشغل طائفة منهم بالغوص في البحار وإخراج الأصداف والجواهر المختلفات الألوان، وأمر بعضهم بحفر الأنهار وبعضهم باستخراج الكنوز من تحت الأرض، وأمر بعضهم برياضة الجبال  ( وردت الجبل) الصعاب. وجعل علامات الجن والشياطين على أربعة طبقات. منهم طبقة المقاتلة ومنهم بالعمائم الخضر والمناطق. وطبقة العلماء، منهم بالصوف والبرانس والنعال. وطبقة الكتّاب والصنّاع الحذاق، عليهم ما يشاكلهم، وطبقة الخدّام لبني إسرائيل على ما يشاكلهم(2)

(1) نوع من الغَزْل يسمى أبْرسيم أو أبَرَسيم.

(2) وكأننا بتنظيم الدولة في العصر الذي كُتِبت فيه هذه الحكاية...وعلى كافة الأحوال ، فإن حياة المدينة تدعو إلى النظام.فربما يريد الراوي أن يوصل بهذه الكلمات  ما يجب  على أهل البادية أن يفعلوا  كي يتتطبّعوا على  حياة المدينة والمهن المتواجدة . حيث أن البدوي هو الذي ينتقل إلى المدينة والعكس غير صحيح.

قال الراوي: ثم حشر سليمان بعد ذلك  هوام الأرض من الحيات والعقارب وكل دبيب يحشر إليه، حتى أنه سأل كل واح’ منها عن اسمها ونسبها وضرها ونفعها وأكلها وشربها ومسكنها، حتى البعوض والبق. وسأل كل جنس كم يكون قدر عمره في العادة المستمرة لهم. فلما فرغ من ذلك كله فرقهم. ثم أمر بعد ذلك لها ولباقي الخلق ( وردت ولا الخلق) بالأطعمة والقدور الراسيات التي يُطبخ فيها الحبوب، حتى كان الطباخون ينادون في عسكره: ألا من اشتهى طعاماً فليأتِ حتى نعطيه مايريده، لأنّا قد أُمِرنا بذلك.

وكان الناس في أنعم عيش، وكانت لهم موائد منصوبة، وهنَّ في طول ميل. ويُقال أنه  رتّب في كل مخزنٍ ألف خباز، وفي كل مطبخ ألف طبّاخ، مع كل طباخ شيطان يعينه على سلخ البقر والغنم وجمع الحطب ونصب الجفان (1)وغسل القدور. ويقال أنه كان يُذبح في مطبخه من الإبل والبقر والغنم زيادة عن ثلاثين ألف رأس في كل يوم.

قال الراوي: وكان يستعمل في المطابخ كذلك ألف كيس  من الملح. وهذه الموائد منصوبة لعامة الخلق، فقيرهم وغنيهم، يغدون ويرجعون. فأمّا من كان من العبّاد والزهّاد، ما كانوا يضرون هذه الموائد، بل كانوا يقعدون على موائد الخيزران والخوص (2)وكان سليمان، عليه السلام، يتولّى خدمتهم بنفسه ويقول: كلو رحمكم الله.

وأمّا الجنّ فكانوا يأكلون على موائد الحديد مجوّفة على صفا المرآة, وأما الشياطين  فكانوا على موائد من صَفْر (3)ويلقى إليهم ما يفضل من الجنّ. ولم يكونوا يتناولون شيئاً من الطعام، إنما كانوا يُستسقون من روائحه. وإنما كان سليمان (يعاملهم كذلك) لأنهم كانوا في عمله أبداً (و) لأنه لم يكن بد من تعاهدهم.

قال الراوي: وكانـ(ـت) الطير قد اشتهت على سليمان في أطعمتها العدس، فاتخذ لها منه ومن سائر الحبوب سبعين ألف كرّ، والكرّ عشرة أجربة، والجراب ثلاثون وقراً. وكان للطير حياض منقورة تُملى بالماء. وكانت تأكل وتشرب ونظلل بأجنحتها.

ونظر سليمان يوماً إلى الشياطين وقد ضعفوا، فقال لهم:ما أضعفكم !

فقالوا: يا نبي الله ، إنه لا يصل إلينا من الطعام الذي يُلقى إلينا  على هذه الموائد شئُ، لأنّ جميع موائدك وآنيتك عليها اسم الله. وقد

(1) الجفان هي القدور الكبيرة.

(2) الخوص هو الشئ القليل، وهنا نرجّح أن الراوي كان من الصوفيين.

(3) هو النحاس الجيّد.

علمتَ أنّ طعامنا كلّ ما لم يُذكر  اسم الله عليه.

فعلّمهم سليمان أسماء من اسماء الله تعالى. إذ نالوا(وردت  قالوا )ما وصل (وردت وصلت) ايديهم. فمن كان مؤمناً تعلمه وأكل من الطعام، ومن كان كافراً لم يتعلّم ولم تصل يده إلى الطعام ولا ينال منه إلاّ التنشّق

قال الراوي: فلما رأى سليمان ما آتاه الله من الملك قال: إلهين قد آتيتني ما لم ت}ته أحد من خلقك، وإني اريد أن أسألك أن تجعل أرزاق خلقك بيدي. فأوحى الله إليه أنك لن تطيق ذلك ولا يغرّنك ما أنتَ عليه. فإنه في جنب ملكي كالذرة في الفلوات.

فقال سليمان: ياربّ، ولو يوم واحد.

فأوخى الله إليه: غنك لن تقدر على ذلك.

قال: يارب ولو ساعة واحدة.

فأوخى الله إليه: إني قد أعطيتك، فاستعدّ لأرزاق خلقي، فاجمع لهم، فإني قد فتحت لك أبواب اسباب الأرضين. وبدأ بسكّان  البحر قبل سكان البر.

قال (الراوي):قأخد (وردت فخذ) سليمان في الاستعداد وجمع البر والشعير والحبوب وغير ذلك، حتى جمع نيفاً على مئة ألف وسق بعير وأكثر. ثم سار يريد البحر، فأشرف على الساحل وحطّ ما كان معه هناك. ثم أمر مناديه، فنادى في سكان البحر: احضروا لقبض أرزاقكم.

قال (الراوي) فاجتمعت الحيتان والضفادع ودواب البحار على صور مختلفة. وإذ بحوتٍ قد خرج، رأسه على مثال الجبل العظيم.

فقال له سليمان عليه السلام:دونك الطعام.

فلم يزل يأكل حتى أتى على جميع ما حمله سليمان. ثم قال: زدني يا نبي الله.

فتعجّب سليمان منه ثم قال: هل عندك في البحر مثلك ؟

فقال: يا نبي الله، في البحر سبعون ألف  زمرة مثل عدد المدر والمطر وأوراق الشجر. وبين (وردت وفي) حيتان البحر  من لو دخلتُ أنا في جوفه لما كنت إلاّ كخردلة في أرض فلاة.

فبكى عند ذلك سليمان وقال: يارب، أقلني فإنه لا تغني خزائنك ولا يغني أحد كقدرتك.

فأقاله الله عزّ وجل  من ذلك. ثم أوحى الله إليه: يا ابن داود قف حتى ترى جنودي، فإذا (وردت فإنما) رأيت جنودي  فإنما رأيت قليلا. فوقف، فإذا البحر قد اضطرب اضطراباً شديداً.وإذ بحوت قد خرج  وهو أعظم من الجبل يشق البحر شقّاً، وله خريرٌ كخرير الرعد، وهو يقول: سبحان من تكفّل بأرزاق العباد.فلما قرب من الساحل قال:يا ابن سليمان، لولا اليد الباسطة عليك لكنت أضعف الخلائق. ثم مرّ ذلك الحوت ، فنضر سليمان إلى خلق عظيم منه ، فقال: إلهي هل خلقت أعظم من هذا؟ فأوحى الله إليه، إنّ في البحر من خلقيمَن يأكل سبعين ألف من هذا ولا يشبعه إلا نعمتي ولطفي. ونظر سليمان إلى ما لا يوصف من خلق الله عزّ وجلّ. وعرف سليمان (أنّ) ما أُتي من الملك ليس بشئ، ثم انصرف.