وأخيرا نطقت الأحذية
احمد صرصور
صلاة ألجمعه، نعم .... وعلى أبواب ألمساجد هنالك تحتشد ألاف ألأزواج من ألأحذية ، أحذية ألمصلين التي تخلع من ارجلهم وتترك في مداخل المساجد. وكعادتي عندما تكون أقوال ألخطيب مملة وصراخاته رنانة خاوية ترسل ذهني الى عالم ألغيبوبة والسرحان فتقفل ألأذان أمام صوت ألخطيب ألنعسان لتفتح ابواب الخيال وهذه ألمرة سرح حيث تحتشد ألنعال.
منظر جميل ، احذية , أشكال وألوان , وأحجام ، منها ألجديد والمجدد، ألأبيض والأسود، ألمفروط والمقدد، ومنها بألأنقراض مهدد. ذريتها تتكاثر وتزدد , فالأب بصطار , والزوجة جزمه ,أطفالهم شبشب وحفايه, وخالتهم مشايه, حازت على كل ألالوان , بيضاء، سوداء، حمراء ، غبراء.
هاهي افترشت الارض كالجراد , واعتلت الرفوف كراكبي الجياد , وكل حسب قيمة صاحبها من الاسياد .
فهذه اشتريت في الاعياد , وتلك سار صاحبها في طريق الفساد , ومنها من قطع صحراء وواد , واجتيزت بها بلاد وغيرها مخصص للجنود والقواد .
استطاع خيالي إن يشعر بما يد ور في هذه الاجتماعات الشعبيه . الغير عاديه . فبادىء ذي بدء , لاحظت أن الاحذيه مخلوقات بعضها لبعض . لا تسير الا ازواج , وتنام ازواج , موحدة المكياج . فإذا شاءت الاقدار , واهترأت احداهما , فالثانيه تختفي عن الانظار . لكل منها مالك , يسير بها في المسا لك , وان تراها ساكنه , ففي هذه الاجتماعات لم تعد كذلك. تروح.......تغدوا.......تتحرك.......تتكلم.......تتاوه........تتعجب.........يحركها خيالي كما يريد , يديرها فكري من بعيد.
اني ارى الشباب من البصاطير , تبصبص نحو احذيه الفتيات . حيث الدلوعه ,الشخلوعه ام كعب قصير. فالوصول اليها في المساجد عسير. وفقط في الحفلات الماجنه يكون يسير.
اكثر ما يعجبني , تلك المتعجرفه , صاحبه الكعب العالي , التي تظهر في الليالي , تتباهى بلونها الزاهي , وسعرها الغالي , افنت حياتها في الملاهي, حيث الرقص والمجون , يتمتاها كل وحيد وزبون , تزوغ من النظر اليها العيون , يهيم بها عاقل ومجنون , وخاصة البصطار الملعون , انه فلاح , يصرخ باعلى صوته كلام غير مباح , اين الخمره اين الاقداح ؟ اين الشباشب الملاح ؟
يبحث عنها الغني والفقير. فكم هي جميله تحت التنانير . الطويل منها والقصسر. والبوت جالس حيران , فهو حقيقه لا يعرف العنصريه , ولكنه يلعن اليوم الذي ولد فيه صناعه صهيونية . كم اراد إن يكون صناعه ايطاليه او حتى صينيه .فقط ليس اسرائيلية .
.عالم كله انبساط رغم انه يعيش في انحطاط . يعتب علينا في بعض الاحيان , عندما نقول احدنا للآخر, اقبل قندرتك يا انسان , لبّي لي الطلب الفلان . فهذا اللفظ الصريح , للنعال غير مريح , لانها لا تريد إن ينعت بعضنا البعض "يا قندره ", فهذه ضربة لها في العنترة .
وتعتز بقول الشابي
شعب اذا ضرب الحذاء بوجهه صرخ الحذاء باي ذنب اضرب
فيا معشر البشر : نحن نحملكم بالمشي والسفر , نحمي ارجلكم من كل خطر . فإذا اراد احدكم قتل حشره او صرصار. اوحتى فار. يدعس عليه بالبصطار . واذا ضرب احدكم ابنه شلوط . قام باستعمال ساقه الممغوط , وضربه بنعله المضغوط . فلا ترى من المسكين الا السكوت .
وحتى عندما تموت . لا جنازه لها ولا تابوت. فانظر ايها الانسان في الحال والتو ألان. الى حذائك المهان واطلب منه الصفح والاستئذان .
وفجاة فتحت ابواب الاذان ,على صوت الآذان يقيم الصلاة. فاغلقت ابواب الخيال , لأسأ ل جاري هل انتهت الخطبه يا خال . فهز راسه بايماء . فسالته عن موضوع الخطبه , وما جاء بها من اقوال .
فقال : يا مشغول الفكر والبال , عن الوحدة العربية .