إنسانة بريئة

عبد القادر كعبان

[email protected]

لم يمنحني فرصة لأشرح له موقفي. أحسست بألم الفراق حينما سافر بعيدا. فقد عز على نفسي ألا يودعني. لماذا يحول القدر قصة حبنا الى نهاية حزينة. لطالما قرأت في مجلات نسائية أن الرجل درع للمرأة في هذه الحياة. لقد فقدت من ظننت أنه سيكون درعي الواقي. أدمنت الجلوس لأحتسي قهوة الأحزان في كافيتيريا "باريس" التي جمعتنا صدفة.. عادت و فرقتنا حين وجده يمسك بيدي و يهمس في أذني بحنان. مدير المؤسسة الذي كان يصر على دعوتي بنفس المكان دائما. كم كان هذا المكان جديرا بحبنا. هو يشك أنني إنسانة بريئة. رحل و بقي ظل الحزن وحده رفيق دربي. أتذكر حين هتف بشاعرية يوما:

-أحبك بجنون..

فسألته بدوري:

-ماذا تقصد؟

فأجاب بهدوء:

-أعني ما قلته لك تماما..

و تبينت بعدما حدث لي مع مدير المؤسسة في الكافيتيريا أنه يفتقد الثقة في نفسه.. لم يعطني أدنى فرصة لأتكلم و أدافع عن نفسي. اتخذت عيناه لون غضب شديد حينما وصل باب الكافيتيريا و شاهدنا سويا. يومها رحل دون عودة. صمت لوهلة حينما ناولني النادل كوب ماء ثم سألني عن غيابه قائلا:

-ماذا عن صديقك؟

-سافر الى باريس..

-ماذا تعني؟

-انتهت علاقتنا..

-صراحة كنت أحس بيني و بين نفسي أنه لا يناسبك آنستي. وجدت أن شخصيته ينقصها شيء. لطالما كان يتردد في بعض طلباته.

لم أصدق ما تسمعه أذناي. كنت أنفي دائما إحساسي فيما يتعلق بفقدان ثقته في نفسه. راودتي لحظات الحب التي جمعتنا لتكذيب ما سمعته. شعرت أن خصوصية هذا المكان و ترددي الدائم عليه لن يساعدني على نسياه. قررت أن لا أعود مجددا و خرجت بخطى واثقة تتجه نحو أفق جديد يحثني على استنشاق هواء طلق.