لا تبكي
لا تبكي
أبو زامل الاحوازى _من داخل الاحواز المحتلة
كنت اودع رجل دين يدعي الدكتور عصام اليمني الذي خلص توا من محاضرته بين حشد هائل من ابناء حي النهضه في الاحواز و بينما انشغلت بالدكتور عن غيره مودعا و مرحبا اذ لمست كتفي يد رعشاء دافئة كانت لعجوز ( شايب) قصير القامة نحيل يرتدي ثياب عربية تقليدية اعني الدشداشة و العرقية التي جللت هامه و كان وجهه يحاكي الهم و الحسرة و الاعياء لاكنه رغم كل ما يحمل من ملامح حزينة قد ارتسمت ابتسامة مليحة علي محياه تنسيك ما يعاني من حرمان لم يشمله فحسب بل جل اقرانه غالبا نعم ابتدأني بترحيبة الاسلام الخالدة و اوبتها عليه بضعفين و بعد كلام وجيز قالها لي كلمة لم احصي لمثلها من وقع مفدح : عمي هل صدق ما يقال عن هذا الرجل انه من اليمن
- نعم انه يمني
- تري اوهل اخبرتموه بان هذا القطر( الاحواز و اعماله ) يسكنه اناس غالبيتهم من العرب
ربما استغرب مني كلمتي المفاجئة بصوت ممتد الله و انهمال الدمع من عيني ... حاولت بعدها جاهداً ان اسيطر على وضعي المشوش وكفكفت دمعي بسرعة و قلت له بثبات و عزيمة ناوياً بذلك رفض الذل و الهوان و تعزيز الثقة لدي الروح العربية : يا شيخ من هذا الرجل الذي تتمني ان يعرفك او يعترف بعروبتك المجيدة ؟ نحن ولدك و بني جلدتك و جميع المثقفين حري بنا لا سوانا و بهمة تزعزع الجبال الراسيات و بشكل مدروس ان تستنجدنا و نحل عندك طوع الامتثال و سنشهر هويتك بل هويتنا التي تكاد تذهب اداراج الرياح و النسيان للعالم قاطبة و ستقر عينك بانك :
عربي قُحٌّ كريم