عشق مكتوم

عشق مكتوم

هديل حسين أبو نبعة

[email protected]

أراد ان يلقاها ولكن فات الأوان وان أراد قربا أو وصالا ما استطاع  .......

 روض نفسه على فراقها لكن وجهها المضيء وعينيها الواسعتين ولحن حديثها كل ذلك كان يتمثل أمام ناظريه في كل ليلة .

كانت  صورتها تضيء ليله المعتم ، حاول بعبثية  أن يحرق ما كان يجمعهما ، لكنه يعود ليصفعه ... وبقوة .

قترتسم أمامه لوحة كانت هي من بعثت فيها لونها فيحدق فيها حتى تنزلق من مقلتيه دمعة يحاول اخفاءها....

هو علم بالالم الذي يحيط بها والشوق الذي اجتاح كيانها لكنه علم ان فراقهما خير لهما فخنق عبق عشقهما وتركها دون تبرير فأخذت تتخبط ولا تدري ما فعلت لتستحق هذا .

وضع قناعا ليخفي حزنه وحقيقة مشاعره وجعل من حوله يصدقون انه خدعها وتركها لتواجه اتهامات وجهتها لنفسها وليس له اهي السبب أم القدر ام فعل البشر ام ..... ثم ما لبثت ان اخمدت نيران تعصف بها لتتهم نفسها بالتقصير.

  ولكنها على الرغم من ذلك استمدت من هجره لها قوة تحجر من بعده قلبها ودفنت احساسها نحوه في قاع عميق وأحكمت إغلاقه أيقنت  في داخلها صدق مشاعره وهي معه واكتفت بذلك .

فتحت درج خزانتها ومزقت بحرقة بتلات زهر قدمها لها  ونثرتها في الهواء ومضت.

أما هو كانت قدماه تقوداه الى مكان عملها كان يقف متخفيا وراء جدار كيلا تراه ، يطمئن عليها ويشبع نفسه التواقة لرؤيتها يكاد قلبه ينخلع من صدره كلما رآها ثم ما يلبث ان يلملم أشواقه ويمنعها من الصراخ باسمها

فيكتفي بالوقوف بعيدا ويترك بصره مشدودا اليها ، فيتركه يسير خلفها حتى يتلاشى ظلها بعيدا وتختفي بين زحام المارة ....

في يوم ما ظل واقفا ينتظر خروجها من عملها طال انتظاره لم تظهر بعد أين هي يا ترى ... عاد في اليوم الذي يليه وانتظرها لكنها ايضا لم تظهر احس بدقات متسارعة في قلبه وخوف غير مبرر جعل يتلفت من حوله مرات ومرات ، أصابته رعشة في جسده استجمع قواه وذهب ليسأل عنها في مكان عملها ، اجابوه أنها لم تأت منذ أيام وأنها لا ترد على اتصالاتهم ... ازداد خوفه وحيرته توجه الى حيث تسكن ووقف قرب الدكان  ، التصق بالجدار واسند جسده اليه امضى ساعات ولم تخرج..

نظر الى ساعته ثم أخذ يعصر أنامله..قطرات من العرق تتساقط من جبينه ..  وتلبك واضح باد على محياه

انتبه له البائع سأله ما به ؟.. لم يجب  ، التزم الصمت ...

عاد البائع الى مكانه لم يكلمه بعدها

جاء أحدهم الى الدكان وبعدما اشترى حاجياته نظر الى الجدار وأخذ يقرأ ورقة معلقة عليه ثم أخذ يردد : الله يرحمها والله لقد كثرت حوادث السير هذه الأيام وأخذ يتمتم ببعض العبارات ثم عاد أدراجه

شده الفضول لمعرفة اسم المتوفاة التف ليرى ... ود لو فقد البصر قبل رؤيته لاسمها انها هي .....

جحظت عيناه ووقف مشدوها يحاول لملمة ما تبقى من ذكريات اخذت تغادره عنوة ودون رجعة

عاد الى بيته يجر من خلفه ايام أراقها وضاعت من بين يديه أخذ يبكي بكاء ً يكاد يصير دما ًحزنا على فراقها

تمثلت له بثوب ابيض يلفها .. كان الكفن .

أخذ يردد لقد متي قبلي ... لقد غادرت قبلي ...

شوهد بعد اشهر من تلك الحادثة متوجها  الى عيادة طبيب كان يراجعه جلس ينتظر دوره وجد تجمعا ، ذهب ليرى ماذا يحدث كانوا يتحدثون عن خطأ طبي اكتشف في العيادة وانهم يحاولون الاتصال بالمريض ليبشروه ان التحاليل التي قام بها فيها خطأ وانه غير مريض بذلك المرض

خرج الطبيب من الغرفة وتوجه نحوه : اني ابحث عنك منذ فترة لماذا لا ترد على مكالماتي ، المهم نحن نعتذر منك ...  لقد حدث خطأ طبي وأريد ان أزف لك خبرا سارا  انك بخير ولا تعاني من أي...

أخذ يصرخ : ماذا تقول ؟!... اني مريض لا تقل لي غير ذلك لقد قلت لي اني على وشك الموت كيف بالله عليك ثم أمسك بقميص الطبيب وأخذ يشده وقد عقد حاجبيه وأخذ يشهق ويزفر بقوة........

هدأ وأرخى قميص الطبيب  ، بدأ يستجمع  قواه ثم  حدق في أعين الناس من حوله  ، وغادركمن تلقى لتوه خبرا هز كيانه  وظل يحادث نفسه ويلومها والناس من حوله يتساءلون ...