قطيع

قطيع

نعيم الغول

[email protected]

وقف بعيدا عن جلبة الأقنعة في الشوارع الإسفلتية السوداء تاركا قناعه فيها. دخَلَت رائحةُ التراب ورطوبةُ العشب خياشيمَه متوحدة مع خلاياه. تنفسها بعمق كغواص يحشر الهواء في أكياس صدره قبل الغوص. وأخرج هواء مكبوتا منذ سنين. واتته رغبة بالنداء والصياح حين اكتشف جسده واقفا في المدى الأخضر . لكنه تنبه فجأة أن لسانه بدا يتدلى، وأذنيه ترتخيان، وأطرافه تطلب الأرض. كان ذلك حينما شاهد قطيعا من الأغنام يسير مطأطئ الرأس باتجاه بحيرة مجاورة داهمتها المدينة بمجاريرها. تعلقت عيناه بالكبش الضخم ذي القرنين الملتفين . استمع إلى وقع أقدامها المنتظم، وثغائها المتقطع. لحظة كالبرق تلاقت عيناه بعيني كبشه، واكتشف جسده ثانية على أربع مطأطأ رأسَه و يثغو.