رائحة المجلس
رائحة المجلس
بقلم: حسن الشيخ *
[email protected]
* دار الحاج
هذه الدار ليست واحدة من الدور العديدة التي عرفتها الأحساء في عهدها التركي القديم . بل تختلف كثيرا عن مثيلتها في حي ( الفوارس)، لا باتساعها، و علو جدرانها المبنية من الطين ، و سقفها المميز بأخشاب ( الجندل ) و المفروش بجريد النخيل … بل بشهره مجلسها و جلساؤها، خلا ل مناسبات أدركها الحي في زمانه البعيد . حتى غذى ذلك المجلس محاط بهالة من القداسة و المكانة العاليتين في نفوس أهالي الأحساء.
هذه الدار بناها في وسط الفوارس الحاج محمود بعد أن تنقل في بيوت عديدة مستأجرا ، ضائعا ، منكسرا : يعول أبوين عاجزين و أخوين صغيرين . بناها من الأحجار و الطين و مسح جدرانها ( بالجص الخكري ) ليكون ملمس الجدران ناعما ، و سقف جدرانها بأخشاب ( الجندل ) من الهند . و خلافا لدور الفوارس الأخرى ، فإن دار الحاج محمود بنيت من طابقين ، زين مدخلها بالأقواس الجميلة . أما مدخل الدار فعبر بوابة كبيرة ( الدروازه ) ذات الألواح الخشبية الرأسية ، و التي ترتبط بعضها البعض من الداخل بعوارض أفقية ، تثبت فيها الألواح الخشبية بواسطة مسامير ضخمة ذات رؤوس مدورة ، دقت على أشكال هندسية جميلة على أوجه الباب الأمامي . و في وسط الباب ( الدروازه ) يوجد بها قطعة مقعرة من النحاس ، تستخدم كجرس ، لمناداة أهل الدار . و تقضي البوابة الكبيرة إلى " دهليز " طويل ، يؤدي هو الآخر إلى وسط الدار ( الحوي ) و هو عبارة عن مساحة كبيرة مفتوحة من الأعلى ، تحيط به الغرف المتعددة .
* الأمس الجميل
في ليال الشتاء التي تطل بوجهها على المدينة النائمة منذ الساعات الأولى للغروب ، فتحيل شوارعها الضيقة ، و أزقة ( الفوارس ) المتعرجة إلى مقار صامتة ، خالية من المارة . يوقد الحاج محمود النار في (وجار) مجلسه لإعداد القهوة والشاي على فحم، يصبح بعد حين بلون الذهب الصافي يتدفىء حوله رواد مجلسه الدائمون كل ليلة .
يستعد الحاج محمود " لعتمة " هذه الليالي الشتوية منذ الغروب ، و بعد إشعال الفحم ، يتخذ مكانة المعهود في ركن المجلس بهدوء و صبر ، فيجلس القرفصاء ، واضعا أحد الكتب الضخمة التي يهوى مطالعتها فوق فخذيه، أو ممسكا به بكلتا يديه ، يقرأ بتامل عميق ونظرته الطبية فوق عينيه الواسعتين، حاسر الرأس حينا أو لابسا غترته البيضاء دون العقال … و يستمر في جلسته تلك، قارئا لكتابه … ذاهلا عن كل من حوله ، يخيل لمن يراه بأن داخله حسرة مكتومة بين أضلاعه، لا يريد إطلاقها، فرجولته و إبائه لا يسمحان له بالتوجع و الألم ، يستمر في قراءته تلك حتى يطرق أحد أبناؤه باب المجلس ، مناديا إياه للنزول إلى أسفل الدار لتناول العشاء . و يلتفت حوله أبناؤه في صخب لتناول العشاء ، ثم يعود من جديد صاعدا إلى مجلسه منتظرا في شوق إلى جلساؤه .. هكذا كل ليلة يشتاق إليهم ، و يزداد حبه لهم ، و هم بدورهم تشدهم رائحة المجلس الزكية ، تلك الرائحة التي بها شيئا من عبق العبير ، و عطر الفرح ، و بخور الليالي الرمضانية .
السفر البعيد
( الفوارس ) هواجسها و أفراحها التي انغرس فيها الحاج محمود ، و عايشها بتودد هادئ، مجالسها الصغيرة الأخرى … رجالها الذين يتسامرون على أبواب دورها ، و ينغرسون في أزقتها كانغراس رماح الشمس في ترابها الشهي . و هذه الليالي قد تبدو مبتسمة للحاج محمود كحورية هربت من الجنة ، حينما فاجأ النعاس مالكاً ، إلا أن حياته كانت مليئة بليالي سوداء أحاطت عنقه بخيوطها الحريرية ، و شدته غليها بلا رحمة . مازال يتذكر قراره ذلك اليوم الذي وقف فيه أمام والده مرتجفا من الهزال ، مقررا بحزم :
ـ أنوي الذهاب للبحرين .
ـ البحرين ! و لماذا تذهب إلى ذلك المكان البعيد ؟
ـ إنني قد نويت شراء بعض البضائع من هناك ، و بيعها هنا بالأحساء .
ـ و هل ستمكث طويلا هناك يا ولدي ؟
ـ لا .. إنني آمل أن أذهب و أرجع خلال شهر بمشيئة الله .
ـ .. و لكن هل استطعت أن تجمع فلوسك من السوق ؟
ـ نعم .. عندي مائة ريال .. إنه مبلغ كبير أستطيع إحضار جميع ما أرغب من بضائع .
يتذكر ذلك اليوم و عمره لم يتجاوز السادسة عشر ، ذهب محمود للبحرين ، و أشتري ما أراد من البضائع ، إلا أنه عاد إلى الأحساء ( بوزاره ) فقط . لقد غرقت المركب ، و غرق من فيها إلا القلة ممن يجيدون السباحة ، و ذهبت جميع ثروته . لم يكد ينجيه من وسط البحر بعصف رياحه الهوجاء . و أمواجه المتلاطمة بغضب .. سوى مشيئة الله التي هيئت له لوحا من خشب ، قاده إلى شاطئ ( العقير ) .
يتذكر كفاحه بصمت في ركن مجلسه الأثير لديه ، و لا يقطع شروده هذا ، إلا عندما يأتي إليه ابنه الصغير المدلل ، و الذي لم يتجاوز التاسعة ، طالباً منه تحفيظه شيئا من سور القرآن الكريم ، استعدادا لمدرسته يوم غد . حينما يعتدل الحاج محمود في جلسته فيقرأ بصوت رخيم آية آية بينما يردد ابنه وراءه الآية التي يتلوها الحاج . و ما أن ينتهيا حتى يعود الحاج لقراءة كتابه ، أو لصمته الحزين فيخيل للرائي لنحافته التي مازال محتفظا بها طوال حياته و بسواد عينه البارزتين .. أن بصدره آهة مكتومة لا يعرفها سواه، آهة غير معروفة .
* رائحة المجلس
يبدأ جلساؤه في الحضور تشدهم رائحة المجلس الزكية، الرائحة التي بها شيء من عبق العبير .. يبدؤون في الحضور واحد تلو الآخر . و في العادة يكون الشيخ باقر ، جاره ، أول الحاضرين ، و يتلوه الحاج محمد الحسين ، و من ثم العمدة عبد ، و حسن الشواف ، و أبو زكريا .. و غيرهم حتى يشكلون مجلسا ضخما مهيبا ، يناقشون فيه بحرية العديد من أفكارهم الدينية و الاجتماعية ، و يطرحون العديد من المشاكل التي يعاني ( الفوارس ) منها و الأحساء عموما و يتدارسون في حلها . و في كثير من الأحيان يتناولون الأخبار السياسية و العلمية . أما قصص الخيال فهي متروكة للحاج محمد حسين .. فلا أغرب و لا أمتع من قصصه التي يعجز عن كتابتها كتاب ألف ليلة و ليلة ، و كليلة و دمنة . يستمرون في حديثهم و ( استكانات ) الشاي تدور بينهم ، و فناجين القهوة المرة يرتشفونها بتلذذ … فتدخل الدفء إلى أجسادهم المرتعشة في برد الشتاء، و حينما يدب النعاس يتسربون كما جاءوا واحدا تلو الآخر فينفض المجلس قبل منتصف الليل بوقت طويل .
الذكريات تتطاول متشابكة ، و الليل يلف بيوت ( الفوارس ) بخدر و هدوء حذرين ، و لا يرى فيهما إلا أنوار مجلس الحاج محمود المنسكب من خلال ( الدرايش ) على الزقاق الضيق المظلم . و المجلس الكبير ( بالروازن ) العديدة المحيطة به ، و النقوش الجميلة التي تزين جدرانه تضيف على المجلس ( بوجارة ) جمالا و رونقا تجذب غليه الجلساء ، و تشير إلى اعتقاد الحاج في أن العمل عبادة ، و افتتاح المجلس ليليا طوال السنة عمل أيضا و لكن في المجال الاجتماعي . لذلك فقد فرشه الحاج ( بالمداد ) فوقها قطعا من ( الزوالي ) العجمية التي أحضرها معه من العراق و إيران . و أحاط الجدران ( بالمساند ) فوق ( الدواشق ) الأنيقة . و افتتحه في المناسبات الأخرى ، و للاجتماعات الهامة غير الاجتماعات الليلية . لذلك فليس غريبا أن يتحول المجلس إلى مجلس عزاء عند موت أحد أقرباء الحاج ، أو يتحول إلى قاعة فرح عند زواج أحد أبناؤه أو أحد أبناء العائلة .
* حادثة المغيسل
الاحساء .. في ذلك العهد العثماني ، تبدو و كأنها مومياء محنطة تنام بكآبة بعيدة عن صخب امواج الخليج ، تمدد سيقانها و تغفو في سبات مجهد في حضن الصحراء . اما صدرها فإنه يتفجر منه عشرات العيون الحارة .. التي يغتسل فيها الاولاد و النساء بفرح شبق ، بينما تعلم أشجار النخيل الباسقة شبابها الحب و الشعر .. و يجد فيها الرجال ملجأ من الفقر و البطالة و الضياع ، و قد يجدون فيها مخبا للسلاح .
الأهالي يجتمعون اليوم في مجلس الحاج محمود ، محتين على محاولة البلدية لهدم ( المغيسل ) . و كان ذلك اليوم من الايام التي يتذكرها الحاج محمود بدقة ، حينما اندفع الأهالي إلى مجلسه و هم في حالة من الهيجان و الغضب فاندفعوا بفؤوسهم ، و سكاكينهم ، و بنادقهم ، و عصيهم .. لكي يتشاوروا في هذا الحدث الهام .
قال سلمان الحداد بغضب :
ـ عن للاموات حرمة كحرمة الأحياء … و البلدية تتجاهل ذلك .
و علق إبراهيم بصوته الضخم ، و الرذاذ يتطاير من بين شفتيه :
ـ إن الأمر لا يجب السكوت عليه .. تكلم يا حاج محمود … و أنت يا شيخ باقر … إننا سنقاوم عمال البلدية الذين جاءوا لهدم مغيسل المقبرة بكل قوة .
تحدث الحاج محمود بهدوء ، قائلا :
ـ يا جماعة .. يمكن أن تحل الأمور دون اللجوء للقوة ، نحن لا نريد العنف .
صاح رجل من الحشد الذي يغص به المجلس :
ـ لكن البلدية .. تتصرف دون تعقل ، و هي التي تدفعنا لاستخدام القوة .
تدخل الشيخ باقر بحكمته المعهودة ، فسكت الغاضبون ، للاستماع إليه :
ـ طبعا إن هدم ( مغيسل ) المقبرة أمرا لا يرضينا و لا يمكن أن نرضى به . لذلك سأذهب أنا مع الحاج محمود لمقابلة الوالي العثماني ، و شرح أبعاد الأمر له . فإن قبل الأمر ، كفى الله المؤمنين القتال ، و إن امتنع فلابد حينها من اللجوء إلى القوة .
صاح آخر من الحشد الصغير الغاضب ، الذي يغص به مجلس الحاج محمود الغاضب ك
ـ لكن المغيسل قد يهدم .. قبل أن تذهبوا لمقابلة الوالي العثماني . لابد من منعهم حالا بالقوة.
و أيده حسن الحايك بتحمس لهذه الفكرة .
ـ نعم .. لابد من منعهم بالقوة يا شيخ .
إلا أن الحاج محمود تدخل مرة ثانية وسط اللغط و الضجيج :
ـ لابد من سماع رأي الشيخ باقر .. و لابد من الانتظار حتى الذهاب للوالي العثماني ، قبل التسرع و الإقدام على شيء لا يحمد عقباه .
* ملامـح
في ذلك الزمن … زمن القيض و رياح ( السموم )، لم يحاول الحاج محمود أن يخفي وجهه، و جراحه، فهو كرجال الأحساء الماشين على أشلاء الماضي . ففي كل الاجتماعات الصاخبة التي تجمعه مع الأهالي، و في جلساته الخاصة مع أصدقائه، كان الحاج هادئا ، لم ير قط يوما منفعلا .. فهو يتكلم بهدوء … و يتحدث كمن بداخله حسرة ، آهة ، غير معروفة . و في أثناء صمته يطيل النظر بعينيه البارزتين مفكرا بعيدا عن الآخرين ، قابعا في عالم خاص به .
و في ساعات الفراغ التي يقضيها الحاج محمود في مجلسه ، تجده قارئا لأشعار المتنبي و ابن الرومي و أبو فراس الحمداني و غيرهم .. كذلك فهو معجب بكتب التاريخ يقرئها بنهم عجيب ، و الكتب الدينية يتأملها بعمق .. إلا أنه لم يستخدم اطلاعه قط في الجدال العقيم مع جلساؤه . بل يناقش بهدوء كعادته دائما ، منذ أن كان شابا في العشرين … و حتى بعد أن غذى شيخا في السبعين من العمر . عاش فقيرا مطاردا من بيت لآخر لكنه بعد ذلك تعامل بود كثير مع الفقراء .
يتحدث بكلمات محدودة ، و يلزم الصمت ، بعد أن يفتح ( قوطية ) التبغ و يلف له سيجارة من ( التتن ) العراقي الحار و يدخنها بهدوء ، و يطوي في داخله حسرة غير معروفة .. آهة دفينة في أعماقه ، يعتقد البعض إنها راجعة إلى أيام انكساراته القديمة في معترك الحياة ، و البعض يفسرها بأنها حزنا على ابنته الصغيرة المريضة .
كان الحاج محمود يعمل بصمت و يصل أقرباءه و بالأخص المحتاجين منهم دون ضجيج أو تفاخر … بل لم يكن يتحدث عن هذه الصلات ، إنما يسمع عنها لاحقا من الأقرباء أنفسهم أو من صبيانه و معاونيه أحيانا أخرى . و كان يقبل على العمل كإقباله على عبادته .. ففي كل يوم يرتدي ثيابه ، غترته و عقاله ، و يضع على كتفيه النحيلتين ( بشتة ) الأسود النجفي .. و يخرج من زقاق ( الفوارس ) الضيق الطويل متوجها إلى محلاته التجارية في الشارع العام . و أثناء سيره إلى محلاته التجارية يقف أحيانا عند هذا الصديق أو ذاك مسلما و مرحبا . و لا يعود إلى الدار إلا الظهر ، و عند خروجه بعد الظهر لا يعود إلا عند الغروب … حيث يبدأ العمل من جديد في التجهيز لليلة جديدة في مجلسه . فلم يكن يعرف الكسل مطلقا ، و يكره الاتكال على الآخرين في قضاء حاجاته و حاجات عياله . يتذكر أنه بدأ العمل و هو لم يتجاوز السبع سنوات من العمر و لم يتوقف عن العمل حتى بعد أن تجاوز السبعين ، حينما غمض عينيه للمرة الأخيرة .
و في ظل الأعمال الكثيرة التي يزاولها من إدارة تجارته الضخمة ، و واجباته الاجتماعية و الأسرية ، كان يداوم على زيارة الأقارب و يعود المرضى منهم ، و يحتفل معهم في اعراسهم ، و يواسيهم في أمواتهم ، كان تاجرا لكن أصدقائه من المشائخ ، و كان يجالسهم و لم يدرس العلوم الدينية قط
* الرحيل
المجلس ذلك المسرح اليوناني القديم ، فيه يدفن الرجال أشواقهم و أتعابهم ، و أنوار حروفهم المشتعلة كملايين النجوم المضيئة في كبد السماء الصيفية . يودع الحاج محمود مجلسه الذي طالما أحبه كثيرا ، و يودع الأصحاب المجلس الذي تجذبهم غليه رائحته الزكية في ليالي الصيف و في برودة الشتاء و أمطاره ، دفئه و الراحة بين جدرانه .
للمسرح يسدل ستارته على المجلس الذي تحول أياما عديدة لمكان صلح بين المتخاصمين ، أو إلى ندوة فكرية في الكثير من المناسبات ، تمتع الجالسون بإبداء آراءهم و أفكارهم بحرية دون خشية .. فحرية الرأي في مجلس الحاج مكفولة أما أيام الأعياد فإن الحاج يحضر الشاي و القهوة و الليمون الحار في ( الوجار ) منذ الساعات الأولى لانطلاقة عصافير الصباح .. يستقبل فيه المهنئين فيكتض المجلس بالأقرباء و الأصدقاء و الأولاد لأيام ثلاثة حتى في حالة سفره خارج الأحساء . اليوم و بعد أن تجاوز الحاج السبعين بثلاث من السنين أحس بحرقان في معدته … حرقان شديد فطلب من أحد أحفاده أن يذهب به إلى المستشفى . و هناك شخص الأطباء بأن حالته انفجار في الأمعاء من جراء القرحة المزمنة التي يعاني منها .. و عملوا له ( عملية ناجحة ) و لمدة ثلاثة أيام زاره جميع أقربائه … و أصدقائه … و الكثير من محبيه كعادة أهل الأحساء الطيبين … جاءوه مودعين و الابتسامة لا تفارق شفتيه ، إلا أن عينيه البارزتين ذابلتين ، و بشرته السمراء اعتلاها شيئا من الاصفرار .. و خيل للزائرين له أنه يطوي حسرة مكتومة في أعماقه ، آهة مجهولة في داخله .. لم يستطيعوا تفسيرها طيلة سنين طويلة .
لكأن الحاج أراد قبل أن يرحل أن يودع الجميع و يصافحهم و لقد تم له ما أراد … فنظر في سقف غرفة المستشفى و هو يردد صلواته ، بصوت خفيض … متقطع ، و تطلع من حوله فرأى الجميع … فهمس للمحيطين به انظروا إلى هذا المسجد الكبير … هلموا بنا لكي نصلي فيه … و كبر معلنا أداة الأذان .. استعدادا للصلاة …
بينما بقي أولاده حوله يتباكون مدركين بأنها هلوسة الموت ، و لكنه ظل متيقنا حتى اللحظات الأخيرة بأن المسجد الجميل مفتوح الأبواب .
* أديب سعودي من الأحساء