في رُواقِ الأستاذةِ رايس

المأمون الهلالي

[email protected]

حضرَ بعضُ صقورِ البيتِ الأبيض وليمة أعدتها الآنسة كوندليزا رايس في بيتِها ابتهاجاً بعودتِها إلى تدريسِ العلومِ السياسيةِ في جامعةِ ستانفورد ؛ ودعت إليها بوش وأوباما ورامسفيلد ونيجروبونتي وآل غور ؛

يجلسون جميعاً على الأرائكِ ؛ تتراقصُ في أيديهم كؤوسٌ دِهاقٌ ؛؛؛

....................

بوش : أهنئكِ آنستي على إيابِكِ الميمونِ الى رحابِ المعرفةِ ؛

رايس : أشكركَ لهذا الإحساسِ الأدفقِ ؛؛؛ والرَّجيّة  أنْ أنفعَ بلدي أبداً ؛

نيجروبونتي : عزيزتي رايس ؛ لِمَ لا تعملين عملاً آخرَ يَسطَعُ شعاعُه من شُرَفِ مسيرَتيْكِ العلميةِ والسياسيةِ ؟!

رايس : جالت هذهِ الفكرةُ في عقلي فراقتني ؛ ولكني حِرتُ ؛ ماذا أعملُ ؟

اوباما : اعملي ممرضة ؛ تضمِّدين الجرحى وتواسين المرضى وفي ذلكَ ثوابٌ جزيلٌ ..

 رايس : هذا عملٌ جليلُ القدرِ غيرَ أني لا أقوى على أنْ أرى دماءً تسيلُ أو أطفالاً يصرخون !!

تبسّمَ اوباما قائلاً : ماذا كنتِ تصنعين في العراقِ إذاً ؟!

بوش : رِفقاً  يا اوباما ؛ ودَعْكَ من التعريضِ ؛ إننا اليومَ نتنادَمُ ونبتهجُ ؛؛؛

رايس : علينا الآنَ أنْ نمرّضَ شعبَنا من جراحِه الاقتصاديةِ أولاً ..

اوباما : إنّ جراحَنا غائرةٌ ..

رامسفيلد : اقترحُ  يا رايس أن تعملي مضيفة طيرانٍ وهذا سيجعلك تسافرين كثيراً وأنت آلِفة للسفرِ ..

رايس : ما أظرفك ، إني أخشى أنْ يؤذيَني  ذوو العربدةِ من الركابِ ..

نظروا جميعاً إلى بوش !!

رامسفيلد : لاجَرَمَ ؛ فالصَوَلانُ على النساءِ طفِقَ يقعَ بهنَّ مُختلِفَ الوجوهِ  ولا مَنجَى لهنَّ منه في هذا الزمانِ ..

آل غور : أنتِ على صوابٍ يا رايس ؛ فقد سألتُ كلينتون ذاتَ مرةٍ ؛

 كيف اشتعلَ رأسُك شيباً ؟!

فأجابني : شيبتني امرأتانِ ؛ مونكا لوسكي وقد نِلتُ منها .،،،،،،

وبقيت رايس ، دونها حُصونٌ منيعة !!! ..

رايس : أنتَ أنيسُ المُجالسةِ ،عذبُ المحادثةِ  يا آل غور!

بوش : أحقاً قال كلينتون هذا ؟!

آل غور : نعم  نعم  ؛

وقد  قال أشياءَ أخرى ، لنْ أذكرَها !!

تلوّتْ رايس خجَلاً ؛؛؛؛؛

فنظرَ بعضُهم إلى بعضٍ !؛  

رامسفيلد لبوش : ما حالك بعدَ أنْ عَرَفت السيدةُ لورا خَبرَ الحذاءِ المقذوفِ عليك ؟!

ابتسم بوش ابتسامته المعهودةَ ؛!!

وقال : لا ضَيرَ؛ لم يكنْ ما وقعَ إلا بدعاً من التعبيرِ مَصبوغاً بالحَنقِ ، وفيه علامة لنجاحِنا ؛ ونحن نرومُ أنْ نوجِدَ "الحرية في العراق الجديدِ".

ولكنْ قبلَ أيامٍ كنا أنا ولورا نجلسُ نتغدى فاختلفنا في  شؤونِ الحديقةِ ؛

أيُّّنا يسقيها ذلكَ اليومَ ؛ فرأيتُها رفعت المِلعقة وأومأت بها ؛ فقلتُ : واللهِ سترميني .

رامسفيلد : وهل رَمَتك  ؟

بوش : لا ؛ ومهما يكنْ من أمرٍ فأنا عَتيدٌ لصَدِّ  أيِّ رميةٍ !!

نيجروبونتي : أبَيْتَ اللعنة يا بوش ؛ لقد رأيناكَ إذ ذاكَ تتوقىَ توقِيّاً مُعجِباً ..

رايس : لو رشقتكَ  لورا ماذا كنتَ فاعلاً ؟

بوش : لورا صبرتْ عليَّ  مَلِيّاً  إبّانَ خيبتي المُنقطِعةِ ؛ قبلَ أنْ أعملَ في السياسةِ، كما أنها احتملت  طيشَ سُكري  كثيراً ،، وهي مواطنة يا عزيزتي لا بأسَ عليها .

نيجرو بونتي : اقترحُ عليكِ يا رايس أنْ تعملي معي مشرفة في فرقِ الموتِ؟

رايس :  أما تزالُ لديكم مهماتٌ تُزمِعون إنفاذها بعد العراق ؟؟

نيجرو بونتي : نحن حُضورٌ  في كل هَرْجٍ ومَرْجٍ ، ولعلّ السودانَ تتلو العراقَ !!

ضحك رامسفيلد وقال : جَيْرِ ، نحنُ أهلُ الهَرْجِ والمَرْجِ ..

رايس لنيجروبونتي : أنتم تقترفون بوائقَ عظمى ، ولا قِبَلَ لي برؤيةِ مشاهدِها !!

بونتي : نفعلُ ذلكَ ذبّاً عن حياضِ أمّتِنا  يا عزيزتي !!!!

اوباما : ما أعجبَ أمرَنا ؛ نحنُ لا نفكُّ نعرجُ إلى القمرِ ، وفي جامعاتِنا ومراكزِ دراساتِنا تُعَد  بحوثُ العلمِ الفضلى في شتى حقولِ المعرفةِ ..

آل غور : ولدينا أرقى صنوفِ التكنلوجيا الحديثةِ ..

اوباما : ونحنُ أيضاً لانفتأ نبسطُ  أيدِيَنا للحركاتِ الثيوقراطيةِ في "الشرقِ الأوسطِ" ونُعينهم  بقراراتنا المَقضِيّةِ  في حربهم وسِلمِهم على سواءٍ!

نجروبونتي : نفعلُ ذلكَ يا عزيزي ذوداً عن الوطن ، ذوداً عن الوطن  !!

رايس : الثيوقراطيون زعماءُ أشبهُ شيءٍ بالآلهة ؛ وطَوعُ وِلايَتِهم جماعاتٌ حَيْرى لا تهتدي إلا إذا كان لها راهبٌ تتبعُه حَذوَ القُذةِ بالقذةِ ،

عسى عجبُك أنْ يَنقطعَ !

نيجروبونتي : ولا شك في أنَّ خطابَنا لرجلٍ أوْحَدَ  في قومٍ أغفالٍ خيرٌ من خطابنا لقومٍ يتساءلون عن غدِهم بَلهَ يَومُهم !!

اوباما : نجدُ بُغيتنا أيسرَ ما تكونُ مع الثيوقراطيين .

دنا آل غور من اوباما وهمسَ في أذنِه قائلا : لا أحبُّ أن يضربَ الرجلُ زوجته ولكنني أتمنى أنْ تتزوجَ رايس رجلاً

يصفعُها صباحاً ويركلها مساءً!

غضبَ أوباما وقالَ: على رِسْلِك آل غور ؛ فإنَّ رايس ابنة عمي ولا أرضى أنْ تقولَ فيها ما أكرَهُ ..!!

آل غور : حَسنٌ ، لا تبالِ ...

بوش لآل غور : كيفَ البيئة معكَ يا صديقي ..

آل غور : هي بخيرٍ مادمتَ بعيداً عن الرئاسةِ ؟

بوش : ماذا تعني ؟

آل غور :  لا جَداءَ للبيئةِ إذا كنا نجلوها ومثلكَ يُلوثها بالحروبِ ..

آل غور لرامسفيلد : أتوافقني فيما قلتُ يا صديقي ؟

رامسفيلد : توجدُ موجوداتٌ موجدوةٌ غيرُ مُتواجدةٍ في الوجودِ الإيجاديِّ الموجودِ ولنْ تتوجَّدَ في الوِجادةِ الوجدانيةِ حتى تُستوجَدَ المَواجيدُ المُوجدةُ لوَجْدِها!!!

اوباما : لله درّك فصيحاً ، وما أعذبَ حديثك !

آل غور : ألا ترى يا بوش - ولا تضجرْ مني - أنَّ الناسَ قد اتخذوكَ سِخرِيّاً في بلدانٍ كثيرةٍ ؟!

بوش : ما من بأسٍ ، ولكنْ قل لي كيف ذاك ؟

آل غور : كم مرةٍ اُحرِقت صُورُك ودِيست !!، ومعها علمُ بلادِنا  ،،

 وتشافيزُ يُحاكِي هيئتك وهَدْيَك ساخراً منك !!

قال بوش رافعاً صوته : إنَّ تشافيز قاهرٌ زاهٍ .

آل غور : لا يعنيني أن يكونَ قولك صواباً أو خطأً ،

 أنت سِخريٌّ ،،، لا تنكر ذلك .

تشاغلَ بوش بكأسِه ...

رامسفيلد : ما قولك يا رايس في أن تعملي عارضة أزياءٍ ؟!

نيجروبونتي : هذه سانِحة حسنة ،

آوباما : وسيُعينك قدُّكِ الممشوقُ في ذلك ..

ضحك آل غور وقال : وهل رايس إلا عارضة أزياءٍ ؟!

 إلا أنها تعرضُ أزياءَنا العولمية الفاتنة في بيداءِ "الشرقِ الأوسط" !!!

رامسفيلد : أظنّ هيلاري أوفرَ مهارةً في عرضِ أزيائِنا على خيرِ ما يُرامُ..

بوش : هيلاري حسناءُ ، سَيُفتنُ بها أصدقاؤنا في "الشرقِ الأوسط" ويهِشون إليها ويَبَشُون بها ..

نيجروبونتي : هيلاري قوية الشكيمةِ ؛ شديدةُ البأسِ !

آل غور : صدقتَ ؛ فقد ذكرَ كلينتون في مذكراتِه أنَّ هيلاري جعلته يَبيتُ في غرفة المعيشةِ حينَ عرفتْ خبرَ ما وَقعَ بينه وبين فاتنتِه مونكا ..

نيجروبونتي : هذا ما نرجو أن تفعله هيلاري في أرجاءِ "الشرقِ الأوسط"!

رامسفيلد لأوباما: من حُسنِ حظِنا أنك ذو شخصيةٍ وديعةٍ ومواربةٍ .

آل غور لاوباما : أنتَ يا صاحبي من نحتاجُ إليه في هذه المرحلةِ التي تضَعضَعَ صِيتنا فيها ..

أوباما لرايس : هلا  حدثتِنا عن العربِ والفرسِ ؟

رايس : الحديثُ عنهما ذو شجونٍ ؛ وخِلاصُ الرأيِ هو أنّ العربَ والفرسَ يتصارعان من جَرّاءِ مجدٍ ضاعَ منهما .

فأما الفرسُ فإنهم يَدءبون لإعادةِ سؤدَدِهم ، أياً ما تكنْ الوسيلة إلى ذلك ! 

نيجروبونتي : إنا وإيّاهم نُبحِرُ في سفينتين تسوقهما رياحٌ واحدةٌ  !!

رايس : وأما العربُ فهم يتلبّثون لدى مآثرِ نصرٍ حازَه أجدادُهم .

رامسفيلد : الفرسُ دُهاة ٌ في السياسةِ ..

رايس : وكذلك العربُ غيرَ أنهم لايزالون يتذبذبون بين يومٍ لهم زها ومضى وبين يومٍ عليهم أتىََ فعتىَ ..

آل غور : وعَلامَ لا يتخففون من خزانةِ  الأيامِ الخاليةِ ؟

رايس : لو تخففوا منها لضَعُفوا ووهَنوا ..

اُوباما : وكيف أصنعُ لكلٍ من العربِ والفرسِ ؟

رايس : إذا رأيتَ دِيكين يتعاركان ؛ فماذا ستفعلُ لهما ؟

أطرقَ  اُوباما  هُنيهَة ؛؛؛

بوش: أحْكمُ بينهما ..

رايس : عزيزي بوش ، قد ولى زمانُنا !!!

اُوباما : اُناصِرُ أقربَهما نفعاً لي ...

نيجروبونتي : يا  لَ حِكمتِك أيها الحُنُكُ ..

رايس : ولا يصحُّ أنْ نقولَ ههنا :

  you can,t run with have and hunt with haunds .) (

{لا يمكن أن تكون موالياً لطرفين متضادين} .

رامسفيلد : وتذكرْ يا  اوباما أنَّ النفعََ يتداولُ نوالُه  من خصمٍ إلى آخرَ بحسبِ ما يَطرأ من حوادثَ .

رايس : واهاً لحالِ الناسِ في "الشرقِ الأوسط" ؛ إنهم لا ينفكون يتساءلون : أيُّ الرجالِ كانَ أحقّ بالزعامةِ قبل ما يربو على أربعة عشرَ قرناً ؟

نيجروبونتي : الأحقّ بالزعامةِ - كما أظنُّ - هو صديقنا كرزاي !!!! ..

بوش : أصبتَ يا نيجروبونتي....

رامسفيلد : صَدقَ مونتسكيو يومَ قالَ : إنَّ الشعوبَ السعيدةَ هي الشعوبُ التي لا تأريخَ لها.

رايس : حينَ يكونُ لأمةٍ ما تأريخٌ حافلٌ بالمناقبِ فإنّ أهلَ هذه الأمةِ لا يشغلهم سوى أنْ يُعيدوه  بقضِّه وقضِيضِه ..

أوباما : نحنُ سعداءُ ، ولكنْ لنا تأريخٌ دَنسّه البيضُ  أوَانَ غزَو بلادَنا وسامُونا سوءَ العذابِ والهوانِ ..

آل غور : أنتم الآنَ تحكمونَ البلادَ !

أوباما : نحن نحكمُ البلادَ بكِفايتِنا وحسنِ تصرفِنا ، أما أنتم فحكمتموها بالغزوِ والاحتلالِ ..

رايس : الحقُّ يا نُدَمائي أنكم أجهدتموني هذه الليلة التي كنتُ أرغبُ في أنْ تمضِيَ سَمْراً..

هل لديكم عملٌ تحسَبونه نافعاً لي ؟

رامسفيلد : أحسنُ عملٍ لكِ هو أن تُعَلِمي تلاميذك سياسة الخَتلانِ الدوليةِ صباحاً ..

آل غور : وتلاميذك يُعلمونك سياسة المَرَحِ الشبابيةِ مساءً...

رايس : نِعمَت الرَّجيّة هذه ، ولامَعدَى لي عنها ...

تواعَدوا قائلين : حبّذا المُلتقىَ في ليالٍ أُخَرَ ولو بعدَ حينٍ ؛ ثمّ انفضوا أجمعون ،,,,,,.