مشاعل على الطريق
مشاعل على الطريق
د.عثمان قدري مكانسي
كانت مهمة وحدتي في صبيحة يوم المعركة مراقبة تحركات العدو والتأهب الكامل لصد أي هجوم إسرائيلي مضاد من الممكن أن يقوموا به ... تمركزنا في " رويسة القندول " أقرب نقطة إلى العدو الذي كان مرابضاً على " رويسة الحمراء" وهما مرتفعان ، الأول في الشرق والثاني في الغرب ، ويبعد أحدهما عن الآخر أكثر من ألف متر تقريباً .
كان النهار مشرقاً والسماء صافية إلا من بعض الغيوم الصغيرة المنتشرة هنا وهناك . .. الجنود مستعدون والأسلحة المضادة للدرع في مكانها المرسوم متجهة إلى مكان الخطر المتوقع . والجنود بعضهم يراقب ، وبعضهم يأكل ، والآخرون يتحادثون . .. وأنا جالس بالقرب منهم أنظر إليهم مشفقاً من المصير المجهول الذي سنعيشه بعد ساعات ، أقلب طرفي بينهم وأحدث نفسي : من الذي سيعيش إلى ما بعد المعركة ؟ من الشهيد منا؟ أين الجبان ؟ ومن هو الرجل ؟ ..
ثم تأوهت : إن غداً لناظره قريب .
قفز " علي أبو حلاوة " فجأة إلى كرم التين القريب ، فصحت به :
احذر الألغام يا علي .
قال : يا سيدي " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " .
قلت : لا أريد أن تموت رخيصاً .آمرك بالعودة .
فعاد أدراجه وهو يضحك ومعه قليل من التين وقال : بالله عليك يا سيدي كل واحدة . إنه لذيذ . ولعله آخر ما آكله في الدنيا .
قلت مازحاً :" عمر الشقي بقي " الأجل بيد الله يا علي .
قال : إني أشم رائحة الجنة من هذه الثمرة ، ففيها نشوة عجيبة .
قبل عشرين يوماً جاء دوره في الإجازة ، وكان مشتاقاً إلى أهله في الحسكة ... ناديته يومذاك ليسافر إليهم فرجاني أن أؤخره إلى عيد الفطر .
قلت : إن العيد بعيد ... بعد أربعين يوماً .
قال : أنا راض ... وسافر من يليه إلى أهله .
وبعد عشرة أيام قلت له : أما زلت عند رغبتك أم تسافر ؟
قال : بل أريد قضاء العيد بين أهلي ... وسافر غيره .
وبقي للعيد عشرون يوماً ولم نكن في مواقعنا الخلفية إنما على الحدود.. أقرب ما نكون إلى يهود .
قال إبراهيم : لست مشتاقاً إلى أولادي الآن ، فقد جئت أمس الأول وكانوا بخير وعافية . وأمهم ترعاهم بحنان الأم وقسوة الأب .
كان إبراهيم أكبر الجنود عمراً ، قد تجاوز الخامسة والثلاثين ... مات أبوه وهو صغير ، فكفله أحد تجار الغنم من أصدقاء أبيه فرباه ثم زوجه عندما شب . ورزق بأربعة أولاد ، ثم جاء الخامس قبل شهرين . لم يؤد الخدمة العسكرية إلا عندما بلغ ابنه السابعة من عمره ، وأراد إدخاله المدرسة ، ولكن كيف يدخل المدرسة وأبوه وهو وإخوته ليس لهم قيد في السجل المدني ؟.. واضطر أبوه أن يسجل أسرته في عداد الأحياء في سجلات البلدية ، وذهب الولد إلى المدرسة والتحق أبوه في الجيش .ومنذ عشرة أيام أنهى إبراهيم خدمته الإلزامية ، لكنهم لم يسرحوه من الجيش لأن حرب تشرين على الأبواب .
رد حمدان : ولكنني مشتاق إلى ولدي الصغير ، فقد تزوجت منذ سنتين ، ورزقنيه الله ، فهو عصفور البيت وبهجة الحياة .
قلت : ستراه عما قريب إن شاء الله .
كان حمدان قويّاً كرفيقيه إلا أنه أجلد منهما وأصبر . مفتول الساعدين ، مربوع القامة . تلمح في قسماته الشجاعة والمروءة . وكنا نسميه " البلدوزر " لنشاطه وقدرته الفائقة في صنع الحفر والملاجئ . ولا أبالغ إن قلت : إنه يكافئ في عمله ثمانية من زملائه .
انطلق صوت المؤذن في قرية " جباتا الخشب " القريبة منا فأنهى الحديث ، وقمنا إلى الوضوء من جدول ماء ينساب من أحد الشقوق الصخرية ، وصلينا الظهر ، ثم عجت على الجنود أتفقدهم وأرفع من معنوياتهم – ولم يكونوا بحاجة إلى ذلك – وأفتش عن الجاهزية القتالية ، ثم أطللت من الخندق على استحكامات العدو القريبة والبعيدة ، وسبحت عيناي في السهل المنبسط أمامي إلى الجنوب ثم إلى " تل الضهور " في الجنوب الشرقي حيث القيادة العامة للواء ... كان الهدوء يسيطر على الوجود .
- سيدي يريدونك على الهاتف .
- نعم : الساعة الآن الثانية إلا عشر دقائق
- ..............................................
- حاضر . نحن جاهزون ، يقظون .. مع السلامة .
- ووضعت السماعة ، وناديت الجنود : تبدأ قواتنا هجومها في تمام الثانية .
- قال الجميع بسم الله .. الله أكبر .
- قال عبد الله الخطيب : ربنا عليك توكلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك المصير .
.... آمين ....
انقلبت الأرض براكين وحمماً ، فالطائرات تقذف شواظها فوقهم ، يساعدها في ذلك مختلف الأسلحة الثقيلة من مدافع طويلة المدى وهاونات ودبابات ، والنار تلتهب في كل مكان ، والدخان يملأ الساحة . ... وولى الهدوء والسكون ، فكنت أبذل جهدي لإيصال صوتي للجنود .
وظهرت دبابات ثلاث معاديات في خندق العدو المنبسط أمامنا
يا شاكر .....نعم سيدي ...
هل رأيتهن ؟..... بكل وضوح ...
نار ... وانطلق صاروخ " مالوتكا " يسبح في الفضاء كأنه طائرة ميغ صغيرة .
كانت الدبابة تناوش موقعاً جنوبياً لنا غير شاعرة بالموت الذي يهرول سريعاً إليها ... ووصل الصاروخ إليها بعد دقيقتين .فاحمرت كالجمرة ، ثم تفحمت وانكمشت إلى نصف حجمها الأصلي .... بارك الله فيك .... وقبله زميله فاروق بحرارة .
- الثانية يا بطل .
وانطلق رسول عزرائيل يتحدى الحياة حاملاً الموت الزؤام ، لكن الدبابة راوغت وحادت عن سبيله ، فاصطدم بالأرض .
صاح فاروق : ضاع الصاروخ .
وحدث ما لم يكن في الحسبان ... يبدو أن الصاروخ اصطدم بصندوق ذخيرة على طرف الخندق فانفجر ودمر الدبابة ، وخرج منها ثلاثة لائذين بالفرار ، سقط منهم اثنان دون حراك ، وطار الثالث كأنه بطل سباق .
أقسم شاكر ليسددنّ ضربة قاسية إلى الثالثة ، ولن يضيع الصاروخ الثالث أبداً .
بسم الله ... بم .. وقفز الصاروخ كأنه حبيب يهب إلى لقاء حبيب طال غيابه .
ولعل الثالثة كانت مشغولة بأهداف جانبية ، فلم تعر الصاروخ اهتماماً ، فنالت جزاء إهمالها ، وتطايرت شظاياها في كل اتجاه ، وصفق الحاضرون وكأنهم في مهرجان سينمائي ليس غير .
- رن جرس الهاتف : نعم نعم .
- الله يعطيكم العافية .
- الله يعافيك .
- تجهزوا للتحرك .
- إلى أين ؟.
- إلى القرية ، نلحق بالركب المهاجم . حاضر .
كان جبل الشيخ يطل علينا من عليائه هازئاً بمن حوله ، يقول :
ما تزالون أيها البشر تحبون الشر ، والخير فيكم قليل ، يقتل بعضكم بعضاً ، ويستغل القوي فيكم الضعيف ، لا تأبهون لقيم فاضلة ، تدوسون الحق ، وتخلعونه ووترفعون لواء الباطل ، وتلبسون نسيجه . ما إن تنتهي حرب حتى تزيدوا من أوار غيرها . فمتى ترتاحون وتُريحون ؟.
أجبته : أيلذ لك أيها الوقور أن ترى عدوَّنا يستولي على أرضنا ، يعيث فساداً في كل شبر فيها وينتهك مقدساتها ، ينهب خيراتها ، ويذيق أهلها مرارة الذل والهوان ، ويفتك بالأعراض ، ويفعل الأفاعيل ؟!
سكتُّ – وتأملته- فلاح لي قائلاً : إنه عدو الله والإنسانية ، يسخر من الحق الضعيف ، ويطأطئ رأسه للقوة . فأعدوا له ما استطعتم منها تجدوه يذوب أمامكم كما يذوب الملح في الماء ، ثم يستسلم لكم ... فصاحب الباطل مدحور ، وإن ظهر فإلى حين . وما قلت ما قلت إلا من باب التأفف من الحروب التي حدثت على مر التاريخ في سفحي، واقتتال لم أكن أرى في كثيره إلا الظلم والظلمات ، لكنني أرتاح حين أجد الأبطال يستعيدون حقهم وينشرون نور الهداية في أرض الله .
- هيئوا أنفسكم ياشباب ، سننضم إلى قطعات اللواء المندفعة عما قريب .
... وتحرك الجميع يحملون أسلحتهم وأمتعتهم إلى السيارات بهمة عجيبة .
كان أول المنطلقين إلى سياراتهم " حمدان " .
وحمل عليّ وإبراهيم صواريخهما الستة ، واحد على الظهر ، وفي كل يد واحد ، وانطلقا إلى طرف الخندق ... كان حمدان قد أوصل السيارة إليهما ، وفتح الباب ونزل ليساعدهما في أحمالهما ، وكنت أبعد عنهم بضعة أمتار ... وجاء أمر الله وقدره الذي قهر بهما عباده .
- لم يكن قد مضى على بدء المعركة سوى نصف ساعة . وكان مرصد العدو الذي سقط بيد قواتنا الباسلة بعد ساعتين من القتال ما يزال شامخاً متكبراً على ما حوله . فلما رأى سيارة حمدان تنطلق من مخبئها إلى حيث نقف أطلق من أحد مدافعه الثقيلة قذيفة اخترقت مقدمة السيارة وخرج من آخرها . وكان وميضها متوهجاً.
كان حمدان قد فتح الباب ، فانحنى يعانق الأرض العناق الأخير ... وكم قال لها : سأدافع عنك أيتها الأرض الحبيبة ، يا أمي الثانية ، لا من أجل ترابك وزروعك وثمارك وخيراتك فقط . إنما لأنك كنت ملاذ الدين العظيم الحنيف ، فإليك أَرَزَ ، ومنك شع نوره إلى العالم كله ، فانساح يحرر الإنسان من ظلم الظالمين وجور الجائرين .
وارتمى " أبو حلاوة " ... رأسه على الأرض ، ويداه على الصاروخين ، وركبتاه تحت بطنه . فبدا ساجداً، ليلقى الله على صورته هذه إن كان خالص النية وأظنه كذلك ، ولا أزكي على الله أحداً ... وتعانقت روحاهما منطلقتين إلى عرش الرحمن .
وكان في عمري بقية ، فقفزت إلى الخندق ، ولحقت بي شظية أخطأتني واستقرت في جداره الترابي .... وتتابعت القذائف كمطر الشتاء الغزير .
أما أبو الأولاد " إبراهيم " فقد نفذت فيه عدة شظايا ، فانسابت الدماء منه غزيرة ، وحملناه تحت القصف إلى غرفة منزوية ، وأسعفناه إسعافات أولية لم تجْدِ معه فتيلاً ، ولم ينته القصف إلا عندما سقط المرصد اللعين بيد جنودنا المغاوير ... وحمد إبراهيم ربَّ العالمين ، ونطق بالشهادة ، وأسلم الروح إلى بارئها لتلحق بأفواج الخالدين .
000000000
كنت صباح يوم العيد شبه مضطجع أمام خيمتي أتصفح كتاباً حين نبهني الحرس :
- سيدي ، فلاح يقصدك .
ونظرت إليه ، كان يلبس سروالاً أسود ، وعلى رأسه كوفية وعقال ، يشتد نحوي .
- إني أعرفه ياسيدي ... والد " على أبي حلاوة"
ارتجف قلبي ... ونشطت أعضائي .... سيكون الموقف حرجاً للغاية ... إنه جاء يسأل عن ابنه بكل تأكيد ... ماذا أقول له يارب ؟! .... التفتُّ إلى الملازم عبد الرزاق ، ولم يكن معي في الخيمة إذ ذاك من الضباط غيره :
- يا أبا الهيثم ، دونك هذا الرجل ، اكفني مؤونته كفاك الله ما تكره .
لكن أبا الهيثم حدجني بنظرة عاتبة قائلاً :
- لست من هواة اللحظات الصعبة ، استودعك الله ياصاحبي ... وانطلق قبل وصول الرجل .
- يا أبا الهيثم ...........
- إلى اللقاء يا حسان ... إلى اللقاء .. أعانك الله .
- السلام عليكم حضرة الضابط .
- وعليكم السلام .. أهلا بالعم .
- الله يصبحكم بالخير يابن أخي .
- وتصنعت الابتسام : يا صباح الفل !! استرح هنا يا عم ... الحمد لله على سلامتك .
- هل ابني موجود ياحضرة الضابط ؟. لقد تجشمت الطريق ، وتركت العيد والأهل والمرابع لأراه ... لأطمئن عليه اسمه " علي .. علي أبو حلاوة ... آه يابني .. أنت تعرف حب الآباء للأبناء ... يا ابن أخي : طلبت أمه مني بإلحاح شديد أن أسافر إليه لأشمه .. لأقبله ، فهو ابننا الأكبر .. نشفت عيوننا حتى أصبح رجلاً .... الله يحفظ لك الأولاد .
كان الوالد يتكلم ، وقلبي يزداد وجيباً ... وبكل تأكيد ارتفعت حرارتي ، وبدأ جبيني يسبح بالعرق ... ماذا أقول له يا رب ...؟
الموت حق ... ولكن كيف السبيل إلى إفهامه ما حصل دون أن تقع هذه الكارثة عليه موقعاً أليما ؟ ... سيكون الوقع شديداًلا محالة ولكن ..
- هل تناديه يابن أخي ؟....
- هو كذلك ... يا سليم صب الشاي لعمك .. وليكن حلواً... وقلت بصوت خافت : اللهم اجعل كلامي حلواً .. ولكن أين الحلاوة في النعي ؟!!... اللهم أعني ..
وارتشف الرجل من كأسه رشفات ... وقلت له :
- كات المعركة حامية الوطيس .
- ليست لعباً يا ابن أخي ... إنه الموت أو الحياة .
- كابدنا أياماً طويلة ... تحملنا فيها المشاق ... قلة نوم ... وإرهاق ...
- في سبيل الله يا ابن أخي ، وهل ينصرنا الله إلا بالجهاد؟.
- كنت أود الشهادة يا عم .. ففيها لقاء الله ورضوانه ... هناك الجنة والنعيم الدائم .
- بارك الله فيكم ، فأنتم عدّتنا ، والله لو أن لي أولاداً شباباً لألحقتهم بعلي ، وطالبتهم أن يقاتلوا حتى الموت ...
- أوَ تلقي بفلذات أكبادك إلى القتال ؟
- ولمَ لا؟ والله وهبنا إياهم ... فإذا أخذهم في معركة مقدّسة كانوا شرفاً لنا في الدنيا وعزّاً يوم القيامة ن وشافعين بنا ، وأنا أتمنى على الله ذلك يابني .
كانت اللحظة مناسبة جداً لإفراغ ما في جعبتي ... لقد فتح لي باباً ما كنت أستطيع أن أفتحه وحدي . فلأغتنمْ الفرصة فقد جاءت .
- إذن فالشهداء كنز مدّخر لآبائهم يوم القيامة ؟... وتتمنى ذلك على الله يا عم ؟...
- نعم يا ابن أخي ...
قلت وأنا أرجو أن يقع الكلام على الأب الثاكل هيناً :
لقد عرف الله تعالى حسن نيتك يا عم ، وأنك رجل طيب ، فأعد لك ذخراً في الآخرة ... وابنك الآن يسرح في الجنة .. روحه في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة ، وتنعم بنعيمها ، ثم تأوي إلى عرش الرحمن مكرمة ...
تدفّق الدم إلى وجهه فأكسبه تورّداً شديداً ، وأصلح من جلسته .. لم يقم لأنه على ما أظن لم يستطع القيام ... وشعرت بجسمه كله ينتفض ... ولم يقدر على الكلام ، فأكملت .. : وكلنا يرجو الخالق سبحانه أن يرزقنا الشهادة .
فقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن المؤمنين حين يموتون لا يودون الرجوع إلى الدنيا إلا الشهيد لما يذوق من حلاوة الموت في سبيل الله تعالى .
عندئذٍ استطاع أن يقول شيئاً .. كان كلامه متعثراً فيه انكسار وحزن ... كان متجلداً، لكن الأسى برز واضحاً في كلامه : إنا لله ، وإنا إليه راجعون . ... ولكن .. أمتأكد يا بني مما تقول ؟ ... من كان معه حينما قتل ؟ .... لعلهم لم يتأكدوا من موته ؟...
كان الرجل يغالب هذا النبأ الفاجع ، ويبحث عن ضوء يتمسك به عله يبعث فيه الأمل بلقاء ابنه ... والتفت إليّ مستنجداً ..
قلت : أنا كنت معه ياعم ، وحملته إلى السيارة ، وأرجو أن يتقبله الله في عداد شهدائه الأبرار .
وحدّثته بما كان ملاطفاً مرة ، ومواسياً مرة أخرى ، ورافعاً من شأن ابنه ثالثة .
وعاد إلى قريته متباطئاَ ، كأن تلك اللحظات زادت من عمره سنوات .
وسأل إخوة إبراهيم عنه ، ولم أكن في سريتي إذ ذاك ... وقال الملازم عبد الرزاق : إن سؤال الأخ عن أخيه ليس كسؤال الولد عن ابنه .
أما حمدان فلم يسأل عنه أحد ، ولا أدري لماذا ؟
ومرت الأيام ، وأصبحوا قصة تُروى .