نظرات وقحة

نظرات وقحة

د. محسن الصفار

جلست الفتاة الشابة في المقهى بانتظار خطيبها الذي اتفق معها أن يلاقيها بعد انتهاء العمل ، ارتشفت الشاي وجالت بنظرها في المكان ، فرأت شابا ينظر إليها ويبتسم ، لم تعره انتباها واستمرت في شرب الشاي. بعد دقائق اختلست نظرة بطرف عينيها الى حيث يجلس الشاب ، فرأته ما زال ينظر إليها وبنفس الابتسامة ، تضايقت جدا من هذه الوقاحة وعندما جاء خطيبها أخبرته. نهض الخطيب واتجه نحو الشاب ولكمه لكمة قوية في الوجه أطاحته أرضا . نظرت الفتاة الشابة نظرة إعجاب الى رجولة خطيبها ودفاعه عنها في مقابل نظرات الشاب الوقحة ، وخرجا من المقهى يدا بيد

بعد لحظات نهض الشاب بمساعدة النادل ، ووضع نظارته السوداء على عينيه ، ورفع عصاه وتحسس طريقه إلى خارج المقهى

******************

حيث يذهب الجميع

 

  رجع الرجل الى المطار ، وركب طائرته عائدا إلى بيته وعائلته

*******************

  الحسناء

 جلس في الحديقة العامة على كرسي ، وجال بنظره في الأرجاء البعيدة ، يراقب الناس وما يفعلونه ، البعض يلعب ، والبعض يقرأ ، وآخر أخذته غفوة . بدأ يحس بالسأم عندما شاهد من بعيد امرأة ذات قوام جميل ومشية كالطاووس ، لم يتمكن من رؤية ملامح وجهها ، ولكنه تحسر على جمالها ، وقارنها بزوجته المملة التي تشبه العسكر. راقب مشيتها وهي تمشي باتجاهه ، عندما لاحظ طفلا بجانبها تحسر .. وقال: هنيئا له زوجها على هذه الحسناء!

لكم خجل من نفسه عندما اقتربت المرأة منه ، واكتشف أنها زوجته وبجانبها طفله

******************

الحياة المثالية

  جلست في بيت صديقتها الواسع والفخم ذو الأثاث الغالي ، وأخذت تحدثها عن كم هي محظوظة بزواجها من رجل أعمال منحها عيشة الملوك ، بيت كالقصر، وحمام سباحة، وسيارة تخطف الأبصار وخدم وحشم ، ونقود وتسوق، وسفر الى الخارج . ابتسمت صاحبة البيت - التي كانت تضع نظارة سوداء سميكة - لهذا الكلام ، واستمعت إلى صديقتها وهي تكمل مدحها لحياتها ، وتعدد أسباب سعادتها ، وكم تمنت لو أنها تحظى بنفس حياتها . انصرفت بحسرتها

خلعت صاحبة البيت النظارة ، حيث ظهرت آثار الكدمات السوداء تحت عينيها من أثر الضرب