إشراق
إشراق
الفصل الأول :
الباب الخشبي الكبير القديم كان ملاذا لإشراق ذات الثلاث سنوات , أسندت رأسها
المستدير صغيرا أمام هذا الهول الذي تراه .
من بعيد....
الشمس على ضفة النهر في غروب ... والنهر مليء بلون أحمر يكسو صفحته , وما إن تحاول
الشمس الإلتفات إلى ضفتي النهر حتى يبرز خط أبيض رفيع من ماء النهر يوشح احمرار
صفحته عله يطغى على التسيد .
ومن قريب....
أصوات كالرعد تهز الأبواب,تهز القلوب وإشراق تسند رأسها الصغير على بابها الخشبي
القديم تحتضن دميتها الصغيرة ذات الكوفية الحمراء,وترتعد خوفا وصوت الرعد يشتد.
ليس برقا ذاك الذي خطف نورا كان يطل عليها صباح مساء من خلف زمن قريب,ليس برقا إنه
ضوء أرضي بلا رحمة.
وعلا الضجيج مع هدير آت من فوقها وسكن الكل أمامها انتفضت تناقض السكون المميت
وأخذت تجري هنا وهناك تدوس على خوفها وعيناها الباحثتان عن حبيبها مستمرة حافية
القدمين كانت وتحاول أن تتهارب الدوس على الجثث الملقاة حولها, ولكنها غاصت في حناء
أبيها دماؤه الحمراء خضبت طفولة قدميها فألقت بها أرضا تقبل دميتها ذات الكوفية
الحمراء.
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني
هنا ! يرقد من كان قمر حياتها أعطاها أول درس في الحب .. ولكنهم قتلوه
هنا ! أهداها دميتها هذه ذات الكوفية الحمراء
احتضنتها ليبقى حلمها النوراني محصورا الآن في دميتها ورجلاها المخضبتان بالدم
الأحمر القاني بلون كوفية دميتها لا تتركان أثرا على صفحة تراب ضفة النهر بل تتركان
صورا لشقائق..وطاقة من زهر يذبل في أولى خطواته الثلاث وصورة مرئية لها وحدها
يصاحبها فيها قمر حزين.
وحيدة على ضفة النهر بخضاب دم أبيها , وقلبها ذو الثلاث سنوات مدينة حزن عميقة
الهموم تفر إلى طرقاتها لتخلق قمرا مثل من يسبح في دمه بجانبها,وهل ستجد؟؟فقد قتلوه
أطفأوا ناره الملتهبة لتشتعل في روحها وغرقت في نهرها الدمعي لتنشل ممن خنق حبها.
أتى عليها طويل,غريب,قبيح,يحيط به ظلام مدلهم يجره معه وكأنه أطفأ حتى احمرار خضاب
قدميها الطفلتين.
وينظر إليهــا نظرات تأكل براءتها .
نهاية الفصل الثاني
الفصل الثالث
وتتراكض كفراشة حول قنديل بدأ يذوي,تتراكض مبتعدة عنه,خائفة راجفة الأعطاف تتراكض
في دائرة واحدة فمن قتل حبها أمسك بها أخيرا ليحصر ألمها وتتساقط دموعها على جدب
إنسانيته ولكنه كان ذئبي الإبتسامة ذئبي الملامح,وصرخت وصرخت وقاومت بلغتها جبروته
ولكن قبضته أقوى من محاولاتها فتراخت يداها الضعيفتان المحتضنتان لدميتها ليستل
القاتل مخالبه فتلقي بدميتها ذات الكوفية الحمراء في النهر ويلقي بأحلامها,يلقي
بألوان حياتها,ألوان خدها..فمها الجميـل ولونه الأحمر الحي,وشروق أسرارها كله في
النهر,وتخاصمها قدماها ولكنها تحاول وتحاول زحفا أن تصل للدمية فلا جدوى وتجلس على
الضفة ترقب دميتها الحلم مبتعدة والبلل يحيط بكوفيتها التي تصارع غربة جديدة
وتعيشان قصة واحدة وضعها مؤلف طاغ مستبد استغنى عن الخيال وأعمل في حبك
العقدة....حبكها دمى جديدة أحاط بها صغيرتنا,دمى فيها ملابس غريبة وبدون كوفية
حمراء,دمى أحاطت وأحاطت وأحاطت حتى غطت مرمى البصر وخنقت الأرواح
ومن بعيد لم تنته الحكاية فالدمية ذات الكوفية الحمراء تعيش قصتها الجديدة فقدت يدا
هناك وتولد الآن في مكان آخر بعد أن غسلت بماء النهر
وابتدأ الفصــل الرابع :
إشراقات أخرى مثل إشراق ..
بكوفيات حمر
وبدون دمى
لتبتديء