حَضَارَةُ الْغَابْ..
محسن عبد المعطي عبد ربه
لَا أَدْرِي لِمَاذَا أَنَا حَزِينْ؟!!!
اَلْحَرْبُ عَلَى إِخْوَانِنَا فِي غَزَّةَ تُشَيِّبُ الْوِلْدَانْ!!!!
لَيْسَ هُنَاكَ أَصْعَبُ مِنْ أَنْ يَقُومَ الْمُحْتَلُّ الْغَاصِبُ بِمُهَاجَمَتِكَ وَالِاعْتِدَاءِ عَلَى مُقَدَّسَاتِكَ وَانْتِهَاكِ حُرُمَاتِكَ .
وَالْأَصْعَبُ أَنَّكَ تَعِيشُ مَخْدُوعاً فِي عَالَمٍ تَظُنُّ أَنَّهُ يَلْتَزِمُ بِالْقِيَمِ وَالْمَوَاثِيقِ وَالْأَعْرَافِ الدَّوْلِيَّةِ وَلَكِنَّكَ فِي الْحَقِيقَةِ تَعِيشُ وَسَطَ غَابَةْ.
اَلْقَائِمُونَ عَلَيْهَا هَمُّهُمْ ابْتِزَازُ الدُّوَلِ الْفَقِيرَةْ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ كَانَتْ..بِإِثَارَةِ الْفِتَنِ وَالْقَلَاقِلِ وَالنِّزَاعَاتْ..وَإِمْدَادِ الْجَمِيعِ بِالسِّلَاحْ..
وَمَنِ الْمُسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ؟!!!
زُعَمَاءُ الْغَابَةِ مِنَ الدُّوَلِ الرَّأْسِمَالِيَّةِ مِثْلَ أَمْرِيكَا وَأُورُبَّا يَبِيعُونَ سِلَاحَهُمْ وَتَرُوجُ حَالُهُمْ.
سَأَلَنِي ابْنِي أَحْمَدْ:وَلَكِنْ.. أَتَرُوجُ حَالُهُمْ عَلَى حِسَابِ أَرْوَاحِ الْأَبْرِيَاءِ مِنْ نِسَاءٍ وَشُيُوخٍ وَأَطْفَالٍ وَأَجِنَّةٍ فِي غَزَّة؟!!!
قُلْتْ:إِنَّ هَذِهِ الدُّوَلَ لَا تَعْتَرِفُ بِالْإِنْسَانْ كَائِناً مَنْ كَانْ فِي أَيِّ مَكَانْ فِي أَيِّ زَمَانْ .
قَالَتِ ابْنَتِي لُبْنَى:وَبِمَاذَا يَعْتَرِفُونَ إِذَنْ؟!!!
قُلْتْ:بِمَصَالِحِهِمْ فَقَطْ .
قَالَتِ ابْنَتِي لُبْنَى:سَاءَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمْ..وَسَاءَتْ حَضَارَتُهُمْ حَضَارَةُ الْغَابْ .