يسقط يسقط حكم العسكر!
يسقط يسقط حكم العسكر!
يحيى يوسف الندوي
1.
نزل السيسي من الخطوط الجوية المصرية ونزل معه وفده المرافق له، طبعا كان السيسي في فمه قطعة كبيرة من البسمة، يبدو أنها صناعية مخططة مدبرة، دربه عليها عملاء اليهود والنصارى بكل عناية ودقة! فالبسمة طبعا لم تكن مشرقة جذابة لطيفة! بل كانت تغشاها سحابة خفيفة سوداء على وجهه المحسن بالعملية التجميلية!
ولما رآي السيسي أن انجيلا ميركل لا تتواجد في المطار لتستقبله كنظيره محمد مرسي ــــــ الرئيس المنتخب بالديمقراطية الحقيقية ولا توجد أي بروتوكولات خاصة لاستقباله، انقبض وانطوت بسمته وغشيتها كآبة سوداء جعلته كممثل يمثل البسمة والضحك من غير إرادة ومن غير باعث في الأفلام المصرية التاريخية! ولكنه تمالك وتماسك وتقدم تصافح رجال أنجيلا ميركل منحنيا بعطفه الأيمن ومتبسما ضاحكا من برد أسنانه كأنها الأقحوحة!
تمتم السيسي: أليست هي إهانة لي؟ ووفدي المرافق؟
دون أي شك! دون أي شك!!
تألم السيسي وشعر كأن أصابته صدمة بل لطمة وصفعة ألمانية! وكم كان استقبال محمد مرسي حارا بتبادل التهاني الملكية وحافلا بأحكم البروتوكولات الرسمية أما هو فكأنه غريب من الغرباء! لا أنجيلا ولا برتوكول!
حزن السيسي حزنا عميقا وكأد قلبه أن ينفجر بالبكاء الدفين والحزن العميق : آه يا مرسي كم أنت أقوى حتى بعد الموت! ماذا حصلت إذن بإراقة الآلاف في رابعة والنهضة؟
أين أنتم يا جيوش مصر؟! انظروا معي ما هذا العار؟! ألهذا ملكتموني؟!
2.
الداعية المصري وجدي غنيم (الإخواني) سخط سخطا كبيرا على السيسي! وسبب سخطه هو أن السيسي أذنت لأكثر من عشرين فنانا يرافقون له في هذه الزيارة في ألمانيا! وعلى رأسهم الفنانة يسرا والفنانة إلهام شاهين الشهيرتان ! وأعرب الشيخ عن قلقه البالغ مع لقاء صحفي. ولكن السيسي يبدو أنه فرح ومتمتع بهؤلاء الفنانين والفنانات! وهناك أقوى سبب لاعتزام مرافقة هؤلاء الفنانين والفنانات للسيسي، وهو أن اللوبي الإخواني قوي جدا في برلين، إنهم يسكنون هناك منذ السبعينيات، فخاف السيسي معارضة عنيفة منهم عند زيارة ألمانيا فأذنت لهم يظلونه يؤيدونه طول سفره!
ومن جانب لما سمع من كانوا من المصريين المؤيدين له في برلين خبرَ مرافقتهم للسيسي ، قالوا: هنيئا لكما يا يسرا ويا إلهام شاهين! تحيى أنت يا سيسينا! يا رئيس مصرنا! آه كم يكون سعادتنا حينما نستمع إلى الفنانات يغنين أجمل وأحلى أغنيتهن في هذه الزيارة الملكية!
3.
ولكن ما هذا؟ صبت على الوفد المرافق للسيسي مصائب من السب والشتم من محبي الدكتور محمد مرسي! وكانوا يصرخون بأعلى اصواتهم :
يسقط يسقط حكم العسكر!
يسقط يسقط حكم العسكر!
سيسي يا سيسي! يا قاتل الأبرياء!
سيسي يا سيسي يا فرعون مصر!
ثوار ! أحرار! شرعيتنا هي سلاحنا!
4
.
لا! ما أعجبتْ أنجيلا ميركل السيسي! لا بأسلوب كلامها ولا بسلوك سياستها! بل نصحته ليحترم القيم الانسانية في مصر ويعود إلى الديمقراطية الحقيقية بإعلان انتخابات البرلمان بدون أي كذب وتزوير! وهناك أمور خفية لن يمكنه الكشف عنها! لأنه جاء عميلا غربيا أوروبيا! خائنا غادرا! بائعا مصلحة مصر بثمن بخس!
5.
آه ما أقوى كلماتها! كأنها إنسانة معدنية! ولكن ما هذه الكراهية التي رآها السيسي في عيني ميركل؟ هل هي تكرهني؟ ألست أنا رئيسا مصريا عسكريا يؤمن بالصداقة بإسرائيل؟! ولا يخون مع الغرب؟!
يا ميركل! لا تؤاخذيني عسيرة! فإني أحب الرئاسة ولو بإراقة الدماء! لا لا! لا غرض لي من إراقة هذه الدماء إلا محاربة الإرهاب! أنا لا أفعل شيئا في مصر إلا لمحاربة الإرهاب! وهؤلاء الإخوانيون كلهم إرهابيون! أفلا أحاربهم؟
6.
ولكن فجر العادلي كسرت الزجاج! ولم ترحمه!
إنها صبت السباب والعتاب والهتاف الثوري علي السيسي نهارا جهارا!
إنها كشفت عن حقيقة السيسي!
إنها برفع شعار رابعة فعلت في اللحظات ما لا يفعله أحد بالأسلحة المدمرة الشاملة في قرون!
من أنت يا فجر؟
سمعت أنك طالبة هنا! آه كم سعيدة أنت! لو كنت في مصر لعاقبك السيسي عقاب أسماء البلتاجي في رابعة العدوية!
7.
رجع السيسي من ألمانيا وقد خاب وفشل كل الفشل! وأكبر فشله هو: إنه لا يستطيع أن ينام! حينما يلتجئ إلى الفراش ويكاد أن ينام صرخت فجر العادلي بكل قوتها وحماستها :
قاتل قاتل أنت قاتل!
يسقط يسقط حكم العسكر!!
يا عالم! كيف لكم أن تجالسوا هذا القاتل البربري المستبد الفتاكة السفاح؟!
دعوني أقتله!
القصاص القصاص!!