الصديــــــق العـــــدو !!

قال فرنسي لملك نيوزلندة :

-كم تريد من المال

-عشرة آلاف

-دفع الفرنسي المبلغ بلا تردد ، وكتب عقد الأرض ، وملكت فرنسا في نيوزلندة أرضا لبناء سينما ، ثم قال :

-أريد أرضا أخرى مساحتها أكبر .

-ولمَ ؟

-لأبني فيها ملهى .

-لا بأس فالملهى يسلي الناس ، ونحن هنا بعيدون عن الحضارة وعن وسائل الترفيه

   وكُتِبَ عقد الأرض الأخرى ، وملكت فرنسا في ذلك الصقع البعيد البعيد من أرض الله في جزر المحيط الهادي.

   ثم قال الفرنسي :

-أريد أرضا أكبر

-ولمَ ؟

- لأبني فيها مستشفى يعالج فيه مرضاكم ، أنتم أمة طيبة تستحقون كل خير .

  وكتب الملك عقد الأرض الثالثة دون أن يأخذ مالا وقال للفرنسي :

-خذها مجانا ففرنسا بلد الحضارة ، ونحن قوم نكرم مَن أكرمنا بعلاج مرضانا .

-وجيء بفتيات فرنسيات في هيئات شتى  في زي راهبات وممرضات وممثلات داعرات...وكان بعضهن يهوديات ...

  وتوافد الشعب النيوزلندي على هذه الدور ... وباسم المستشفى بدئ بإنشاء قاعدة عسكرية فرنسية ومركز للتجارب النووية ... ، وأنى للشعب النيوزلندي أن يعرف النووي والتجارب الذرية وهو شعب أسود من شعوب العالم دون الثالث إن كان هناك تصنيف للشعوب دون العالم الثالث ...؟

   وأعلن التلفاز في 1966 أن قد وقع اختيار فرنسا على منطقة في نيوزلندة لإجراء تجاربها النووية ، وبعد خمس سنوات أعلن للشعب النيوزلندي أن فرنسا ستقوم بمناورة عسكرية ، وأن المنطقة المجاورة لها محظورة على السكان لمدة خمسة أيام .

    وأطلقت القنبلة النووية الأولى ، وكانت في حجمها أكبر من قنبلة هيروشيما ... وشوهدت حفرة تتسع لبناء مدرسة ، ولم يكن الملك النيوزلندي يسمع عن النووي شيئا ... .

   وبدأت الأمراض تتفشى في شعبه ...وفتحت ملفات لأناس شتى دون أن تعلن أسماء أمراضهم ولا نتائجها ، الله وحده كان يعلم مكر هؤلاء الفرنسيين ، ومع الزمن بدأت الهمسات تتحول إلى كلام ، ولكن أنى للملك أن يستجيب لدعوات المصلحين وقد غرق وحاشيته حتى آذانهم بمعطيات الملهى والسينما ؟ .

   وقال عجوز نيوزلندي وقد سمعته يتحدث عن هذا في برنامج للجزيرة :

 -كنت ترجمانا ولكن لم أكن أعلم ما يجري، ولم أفهم مايقال، كل الذي أعرفه أنهم يجرون تجارب عسكرية، ومن أين لي أن أعرف خطورة  هذا النووي على شعبي البائس الفقير ؟

-ونودي أن ستكون تجربة أقوى من هاتيك التجربة السابقة ... .

  وكانت قنبلة نووية أخرى قد زرعت في أحشاء البلاد لتلد للشعب أمراضا تلو أمراض ...

  وقال الترجمان :

-أصبت بسرطان الجلد ... ولم أكن أدرك خطورة هذا المرض ، وأعطيت التقاعد ليحل محلي ترجمان آخر !!...  لقد علمنا الملهى والسينما كلمات فرنسية وصار عندنا مترجمون كثيرون .

-وأكرم الملك النيوزلندي فرنسا بإعطائها أرضا أخرى ليقيم عليها شعب الله المختار تجارب نووية أخرى ...  وكانت تجارب وتجارب ... وأمراض وأمراض !! ...

-وقالت نيوزلندية عجوز :

-كانت الملفات الصحية تفتح ولا دواء سوى حبوب مهدئة

   وقالت أخرى :

-وهذا ابني مشوه ، وأمثاله كثيرون في هذا البلد المسكين

-وقالت المتحدثة في قناة الجزيرة :

- الأدوية مسكنات ريثما يحين الأجل، والمشوهون ثمرة هذه الحضارة المدمرة

    وقال عجوز :

-دفعت نيوزلندة الثمن ... لقد تحضرنا ... تحضرنا !!

وقالت واحدة تعلق على هذا :

-أشواك الغرب تزرع في الشرق ، وياويل من يحتج أو ينكر فالإمبراطورية العولمية تتهمه باتهامات شتى .

وسوم: العدد 656