نصيحة وغداء
كنا يوماً في مطعم عام، في اليمن الميمون، رأيت واحداً يأكل بشماله، قلت لصاحبي : أريد أن أنصحه أن يأكل بيمينه، فالدين النصيحة . فقال لي صاحبي : دعنا من المشكلات مع الناس، ولا تدري من يكون الرجل ؟ وما طباعه، وإيش ستكون ردة فعله ؟ فقلت له : سوف أسوق له الدليل على ذلك، وأتوخى الأسلوب اللطيف، فاذا كانت له ردة فعل سلبية، أعدك بالصبر وامتصاص الموقف، حتى لو شتمني . وأحتسب ذلك عند الله تعالى . ذهبت إليه ونصحته، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبينت له الدليل ،،،،، إلخ . فشكرني الرجل، ودعا لي، ثم عدت إلى صاحبني، فقلت له : تخوفك لم يكن في محله، فالرجل شكرني، وتقبل النصح بقبول حسن، وها هو يأكل بيمينه . ثم لما دنا وقت دفع حساب طعامنا، قال صاحب المطعم : الرجل الذي جلست معه، دفع عنكم الحساب ، نظرت إلى صاحبي وقد اغرورقت عيونه بالدموع . وأنا أردد : بركة النصحية، ثمرة النصح ، آثار التناصح .
وسوم: العدد 690