تجربة الإسلاميين في الميزان

بعد أن يئست القوى المتآمرة من إقناع الدولة العثمانية ..والسلطان عبدالحميد – حصريا بالتنازل عن فلسطين لليهود – مقابل إغراءات هائلة مالية وغير مالية .. أخذوا يخططون للاستيلاء عليها – أي فلسطين بوسائل أخرى!.. .. فتآمروا حتى عزلوا السلطان عبد الحميد ..وجاء بعده سلطانان .. عاجزان مقيدان ..حيث كان [يهود الدونما] – الذين أسلموا ظاهريا وظلوا محتفظين بيهوديتهم سرا ومتجمعين في نفس الجيتو .. في سالونيك وغيرها- استطاعوا – بخطط محكمة وسرية غالبا أن يتسللوا لمراكز القرار ..ويسيطروا على الدولة .. فكان منهم وزراء ورؤساء- كعصمت إينونو مثلا ..وغيره- !.. ثم ورطوا الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى .. وكان الغرب الصليبي يسميها [الرجل المريض] ..حيث كانت قد شاخت في أواخر سنينها ..ونخر فيها التخلف والجهل والفساد والمظالم – إلى حد ما .. وأنهكتها الحروب في البلقان واليمن وغيرها- وخصوصا مع روسيا..

..واقتسم الصليبيون الجدد –الاستعماريون- تركة الرجل المريض- ومنها بلادنا .. - كما حصل في اتفاق وزيري الخارجية البريطاني سايكس والفرنسي بيكو[ سنة 1916 – قبل عامين من نهاية الحرب وسقوط تلك [التركة] بأيديهم ] .. فكان مما اتفقا على قسمته أن تكون فلسطين والأردن – وكانت تحتسب أحيانا من فلسطين.. ومصر والعراق لبريطانيا..ولفرنسا سوريا ولبنان – إضافة لما كانت تسيطر عليه من بلدان المغرب العربي..!!

.. وكان واضحا أن الانتداب البريطاني على فلسطين ...كان من أهم مهماته .. التمهيد لتحويلها وطنا لليهود – كما ورد في تصريح اللورد آرثر بلفور .. وزير خارجية بريطانيا سنة 1917[2 نوفمبر] للثري اليهودي [ روتشيلد]  !!

 لقد نُقِض الحكم الإسلامي .. وانتهى عهد الخلافة ..

 وفي الحديث ( لتُنقَضَنَّ عرى الإسلام عروة عروة .. فاولها نقضا الحكم ..وآخرها الصلاة)!       

وسهرت الدول المستعمرة ومعها الصهاينة ..على مراقبة الوضع .. للحيلولة دون قيام كيان حقيقي مستقل للإسلام ..وحتى بعد ما يسمى بعهود الاستقلال .... أورثوا نظما مهلهلة .. معظمها جبري .وتابع لهم بشكل أو بآخر – سرا أو علنا.. وما زالوا ساهرين ..حتى لا تخرج [الخيوط الرئيسة ] من أيديهم .. وحتى لا يستقل أي قطر ..أو جزء استقلالاً حقيقيا يملك فيه كل قراره – وخصوصا القرارات المصيرية – ويكون شعبه وقراره حرا فعلا! .. ولا يملك – حتى أهم ثرواته- ..وممنوع أن يحقق الاكتفاء الكامل ..أو أن يستغل موارده استغلالا جيدا..

..وأوجدوا في كل مكان طبقات من الفاسدين والمستغلين وعديمي الضمائر ..ممن تسلم كثير منهم جزءا من مقاليد الأمور ..حتى إن بعضهم .. كان يتعمد الإفساد والهدم لبلاده تعمدا ...كما ورد في تحقيقات وكتابات بعض المفكرين و العلماء الاقتصاديين وغيرهم !

مثلاً.. يقول الخبير الاقتصاي الأردني – الدكتور عبد الرزاق بني هاني – في تقرير اقتصادي مطول ..: ( ..خلال حقبة التخريب التي قادها منظرو التنمية والتطوير المشبوه..استطاعت فئة من المخربين التسلل إلى دائرة القرار..)... ألى أن يقول:

(إن اقتصاد الأردن ينفرد بهشاشته وضعفه وقلة إنتاجيته – بفعل فاعل(!)..وليس من قبيل الصدفة وسوء الحظ!... وبالتالي ..فإننا نشك في نوايا فئة المخربين الذين أرغمونا على الولوج إلى جحور حفروها كي يدفنونا فيها أحياء، ليس من أجل التنمية، بل من أجل الإسراف وتبدبد موارد البلاد .. وإفساد العباد)!!

..هذا جزء من نموذج ..والكلام في أمثاله يطول ..في أكثر من قطر ومن موقع ..ولا حول ولا قوة لا بالله..والله حسبنا ونعم الوكيل..!

..أما الإسلام .. كنظام حياة وبرامج تعامل ..فقد كان مغيبا –إلا القليل .. في كل تلك العقود ..والأحداث!.. نعم هناك من يصلون ويصومون ..ويعبدون .. ولكن كان الشائع أن لا شأن بالدين والإسلام بالسياسة مثلا او حتى بالحياة!

.. لقد كان هنالك بعض المصلحين الأفراد ..أمثال جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري ..ومحمد رشيد رضا ومحب الدين الخطيب وشكيب أرسلان ..إلخ ولكن أفكارهم لم تكن لتترجم في الواقع ..أوتجد لها مكانا عمليا في الأمة  !!

  وكان هنالك – كذلك – ثورات جهادية ضد الاستعمار – على أسس إسلامية .. كثورة الريف المغربي .. بقيادة عبد الكريم الخطابي ؛ وثورة ليبيا بقيادة السنوسي وعمر المختار؛ وفي تونس الشيخ محيي الدين القليبي ؛..وفي فلسطين الشيخ عز الدين القسام وفرحان السعدي والشيخ أمين الحسيني ؛ وفي السودان المهدي ؛.. ..وفي الجزائر ثورة عبد القادر الجزائري والشيخ عبدالحميد بن باديس ..ومن ورثه من جمعية علماء الجزائر .. فقد كانت ثورة الحزائر إسلامية بحتة من أولها..ثم سيطر عليها عملاء لفرنسا علمانيون ..وحرفوها ..وأضاعوا دماء مليوني شهيد جزائري على مدى أكثر من قرن وربع من الجهاد ..بل واغرق عملاء فرنسا وأمريكا ومخابراتهما وضباطهما الجزائر في دماء جديدة محرمة !! وأورثوها أوضاعا شبه مشلولة ومعلولة!

.. صحيح أن بعض قيادات الثوار ممن ذكرنا كانوا صوفيين – كالسنوسي وعبدالقادر والمهدي وغيرهم..ولكنهم كانوا مجاهدين إسلاميين يجاهدون في سبيل الله – كما سمعنا من بعض المجاهدين الجزائريين الأوائل ..شخصيا ..حيث كان بعضهم في ضيافة المفكر الجزائري ( مالك بن نبي) وكنا من أصدقائه وجلسائه – حينما كان في القاهرة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي-.. فجاء ثلاثة من الميدان من قيادات الثورة الجزائرية التي كانت على أشدها آنذاك ..وكل االعالم العربي والإسلامي وشعوبه يتعاطفون معها.. .. قال لي أحدهم ..وأذكر أن اسمه     ( عمر بو قصي)..: ( نحن ما خرجنا نجاهد في سبيل الجزائر ..بل في سبيل الله .. لقد سمعنا أن سيدنا النبي وأسيادنا الصحابة جاهدوا في سبيل الله ..فخرجنا مثلهم نجاهد في سبيل الله! )

 لقد قال لي (المهندس والفيلسوف الجزائري مالك بن نبي ) وهو ثقة :

( لقد قامت الثورة الجزائرية من رجل الشارع العادي الذي لا عره الاستعمار.. أمثال بن بوالعيد والعربي التْبَسّي وغيرهما من البسطاء الذين كانوا يصلون الأوقات الخمسة في المساجد ...) .. لقد خرجت الثورة الجزائرية إذن من المساجد .. فإلامَ آلت؟!

.. كما أذكر أنني كنت أحيانا أسمع إذاعة فرنسية بالعربية .. وكانت حينما تتحدث عن ثورة الجزائر .. وتذكر خصوم الفرنسين كانت تقول (الفرنسيين والمسلمين ) .. ولم تكن تقول الجزائريين!

.. ومن مأثور أفكار المفكر الجزائري مالك بن نبي ..أن الطائرة التي خطفها الفرنسيون – إبان الثورة ..وفيها خمسة ممن يعدون قادة [ نظريين ] من قواد الثورة .. كانت خطفا للثورة ..لأنهم لمهعوهم ..وأعدوهم ..وسحبوا الثورة تحت سيطرتهم فتحكموا بها و[ راحت ] على البسطاء أصحابها الأصليين !.وغيروا بوصلة الثورة ونتائجها إلى ما رأينا وما نرى من علمانية وتخبط ..وعبث مخابراتي أجنبي..وضياع!

.. لقد جثم الاستعمار الصليبي بثقله .. وسماجته على صدر معظم العالم الإسلامي  والعربي .. سنين طوالا .. استطاع فيها أن يحدث آثارا .. ويكرس التجزئة والتفتيت ..حتى تركه عالما مقطعا ..يصعب أن يتحد ..وأن يقوم فيه نظام واحد متجانس..ولو على أسس قومية – كالعرب مثلا – كما كان يحلم الشريف حسين بن علي ..وهادنهم على هذا الأساس ..ولكنهم غدروا به وتنكروا له ونفوه  ..كما ورد في إحدى قصائد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ..مخاطبا [ بريطانيا ] الغادرة:

                اغدري غدر القويِّ         بالحسين بن عليِّ

                لست بالخل الوفيِّ          للحليف العربيِّ !

               أطلقي ذاك العيارا           واملأي التاريخ عارا!!

.. وقيل إنه لما قرأها الشاعر في حضرة الملك عبدالله بن الحسين ( الأمير آنذاك) في الأردن أثنى عليه وسر من هذا القول الحق!

..وللآسف .. فقد شملت [الغفوة] التي عمت العالم الإسلامي ..أواخر العهد العثماني ..حتى شملت المعاهد الإسلامية ..كالأزهر والزيتونة والقرويين ..وإن كان لطلابها وعلمائها دور في مقاومة المحتلين والمستعمرين !

في العشرينيات من القرن الماضي (العشرين) ..ونتيجة لتفاعل أفكار المصلحين كالأفغاني والكواكبي ..وغيرهما بدأت بعض البذور تثمر وتختمر .. وظهر أحد المفكرين الإسلاميين الأفذاذ أحد خريجي دارالعلوم ..- وهي إسلامية ..متمردة على الجمود الأزهري ..ومنافسة للأزهر –وخصوصا كلية اللغة العربـية فيه .. وكانت دراساتها خليطا من العلوم العربية والإسلامية ..ومتنوعة وبنهج حديث – كما أنشأها وأرادها المرحوم علي مبارك ( باشا) !

.. لقد قال فيها الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده حين زارها – قولة خالدة ..ما تزال تكتب على غلاف كل عدد من أعداد مجلتها السنوية ..قال( من أراد أن يعرف أين تحيا اللغة العربية وأين تموت فسيراها تموت في كل مكان وتحيا في دار العلوم )

 فبرز من خريجيها أحد المدرسين المتميزين ..الشيخ حسن البنا – رحمه الله- وطرح فكرا إسلاميا شاملا ..ومنهجا متكاملا ووضع بعض الخطوط الرئيسة ..وكون تجمعا ركز فيه على الشباب ..واستعان ببعض أهل العلم والفهم..وأخذ الشباب – من مختلف الثقافات والطبقات- يدرسون الإسلام دراسة جديدة شاملة ..ويلتقون عليه ..في ما يسمى ( الأسر) ثم (الكتائب) ..وكذلك (المخيمات ) أو المعسكرات .. وتربى جيل بعد جيل على أفكار عملية حياتية شاملة .. لاتتخصص في جانب من الإسلام دون جانب – كالعبادة أو السياسة أو الاقتصاد – أو الجهاد ..أو الدعوة أو المعاملات – أو شؤون الأسرة ..إلخ ..وتهمل غيره – كما قد تجنح تيارات أخرى .. فكانت تلك الأفكار والمناهج ..مؤهلة للشيوع والبقاء والترابط ..وأثرت في العالم العربي والإسلامي ..واشتعلت فيه ما سمي – من بعد – الصحوة الإسلامية  ! وبعد مضي مدة على استقلال معظم بلدان العالم العربي ..-[ مفتتا كما رأينا بحيث يصعب توحده في دولة قوية متكاملة – بالرغم من وجود أكثر من حزب أو اتجاه يرفع [شعار الوحدة العربية]!.. وقد تهيأ للقوميين والبعثيين– واليساريين ..أن يحكموا دولا .. ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا..وخصوصا حزب البعث ..الذي كان يحكم بلدين من أهم البلاد ( سوريا والعراق).. المتجاورين واللذين يجتمع فيهما إمكانات هائلة – بشرية ومادية واستراتيجية!!..وبدلا من أن يوحدهما ويتوحد ..كانا من أشد الأقطار خصومة مع بعضهما –ولو كان حزبا مخلصا فعلا ..واتحد القطران بإخلاص ووطنية وصدق لربما استطاعا أن يغيرا وجه التاريخ – والجغرافيا! ..ويزيلا الكابوس الصيوني من عالم العرب ..إذن لضما فلسطين وتبعهما معها كل العالم العربي!..

ولكنها : المطامع والأحقاد والمظالم ..والعمالات فقد زادوا القطرين المهمين ذلا وفقرا وتخلفا وقهرا.. فهيهات أن يُترَك نظام مستقل .. ليس قياده بيد هذه الجهة أو تلك من الأعداء المتآمرين والطامعين ..وخصوصا مدنسي فلسطين!!!..أو يُترك من يشتبه أن يكون فيه خطر حقيقي على الدولة العبرية – خصوصا إذا كان مجاورا لها!!

  لقد ثارت ( وسارت) مقولات : أن الأحزاب والأفكار غير الإسلامية ..حكمت وفشلت ..ولو حكم الإسلام .. فسيكون الوضع مختلفا!

.. وبداية ..وبالتأكيد فإن الحركة الإسلامية الوسطية الشاملة ..  تؤكد – حقا- أن الإسلام يشمل كافة نواحي الحياة ..ولا يقتصر على جانب دون آخر ..فكما ينظم علاقة الإنسان بربه ..ينظم علاقته بأسرته ..وعلاقاته مع الآخرين .,وعلاقات الدول والأمم والسلم والحرب ونظم الحكم والاقتصاد والتربية والمجتمع..إلخ

فليس هنالك إسلام سياسي ..وآخر اجتماعي ..او اقتصادي ..أو روحي ..أو رياضي ..إلخ ..فهو إسلام واحد كامل شامل ..متكامل

" واحذرهم أن يفتنوك ..عن بعض ما أنزل الله إليك ) ( أفحكم الجاهلية يبغون؟! .. ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون"؟!!

.. ولذا فإن الحركة الإسلامية والفكر الإسلامي الوسطي الكامل .. ينادي بالحكم بالإسلام .. وليس شرطا لديهم ..ان يحكم رجال الحركة بأنفسهم .. بل المهم أن تطبق المناهج والنظم الإسلامية كما هي في مصادرها الأصلية ..وما يشرح وما فصل العلماء والفقهاء ..وما يبتكرون ..

المهم أن يقوم نظام الإسلام الصحيح المتكامل .. وأن يطبقه من يؤمنون به ويغارون عليه ويخلصون له ويفقهونه ..بغض النظر عن انتماءاتهم ..وأية صفات لهم!

..وأذكر أنني كنت أرى من بعض شعاراتهم قولهم أن هدفهم( تحرير العالم الإسلامي ..من كل سلطان أجنبي-  وإحلال الشريعة الإسلامية ...محل القوانين الوضعية..)

 .. لقد كان من الطبيعي ..أن يتجاوب الشارع العربي والإسلامي ..مع أمثال تلك الأفكار .. ليس فقط لأنه متدين بطبعه وفطرته ..ولكن أيضا لأنه ذاق الأمرين من نظم ورموز ودعاوى فاسدة زادته رهقا وسوءا ..وظلما وقمعا .. فهو يريد حريته ودينه!!..ولذا لما اشتعل ما يسمى الربيع العربي.. خشيت التيارات المضادة ..والفساد والطغيان المتجذر .. من أن يتصدر ذلك الربيع الإسلاميون .. فعملوا جهدهم على إحباط كل تحرك وتنكيسه!

وتبلورت لدى [ الدوائر المعادية ..وغالبا الخفية المحركة للأمور من خلف أستار] ..فنصبوا شركا للحركة الإسلامية ..وأغروها .. بالوقوع في خطأ تاريخي – شبه قاتل ..حين اقدمت على استلام الحكم في مصر ..وهي تركة مثقلة جدا .. لا ينبغي لعاقل أن يستلمها – كما هي- .. وارتفعت كثيرمن الأصوات العاقلة تحذرهم من الإقدام على تلك [المغامرة الخطرة] .. لأن مآلها الفشل الذريع .. لأسباب ذكر بعضها الناصحون ..وليس هذا مكان تفصيلها!

ولقد كتبنا في ذلك أكثر من مقال.. ولكن ( لا حياة لمن تنادي) و(حبك الشيء يُعمي ويُصِم)

..وقد توقف معلنو نتائج انتخابات الرئاسة فترة مترددين!– وقيل إن شفيقا كان الفائز .. ولكن [الدوائر السرية ] كانت تتشاور .. فقررت [زّج] الإسلاميين في مستنقع الحكم الفاسد

 .. ثم كان ما كان ..وما نعرفه جميعا ..من نتائح كارثية وتشويه للإسلام والمسلمين ..وليس فقط لمن استلموا ما لا يعلمون وما لا يتقنون ..وما لم يتهيأوا له!! أو يهيئوه لمستواهم!!

.. ولك ليقال: هاهو الإسلام ..وهاهم المسلمون أو الإسلاميون.. استلموا الحكم ففشلوا فشلا ذريعا – كغيرهم [ ف.. مفيش حد أحسن من حد] !!

.. غفر الله لصاحب القرار الخاطيء من الإخوان .. فقد أقدمواعلى ما لا علم لهم به ولا قدرة لهم عليه ..وما هم ليسوا له أهلا بعد!!فورطوا أنفسهم وغيرهم..وتسببوا بضرر كبير – كذلك للإسلام والمسلمين ..وإحباط ويأس لكثير منهم!!

وأعطوا حجة وذريعة لمن يدعي أن الإسلام لا يصلح للحكم!!

.. لم يكتف [ المخططون والقابضون على الخيوط من الأعداء ] بذلك .. بل أنشأوا ونفخوا فيما ظهر فيما بعد باسم[ دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام ] .. والتي اختصرت تحت اسم [داعش].. لتنفيرالناس من الخلافة الإسلامية واسمها ..وتصورهم لو أنها عادت فسيسود عهد من الدموية والتوحش والإجرام والتطرف والجهل ..كما فعلت تلك الفئة الضالة الباغية ..خلال نحو سنتين ..وما جرّت على البلاد والعباد من مصائب وكوارث .. لايجهلها أحد ..وما زالت آثارها المدمرة ..وقد تبقى إلى أمد غير منظور !!

وكذلك فئات مشبوهة دموية ..هنا وهناك .. مثل بوكو حرام في نيجيريا ..والقاعدة ..ومثل ما يسمى شباب الصومال ..وغير ذلك من فئات تستحل دماء الأبرياء ...وتحترف القتل العشوائي بدون تمييز ..وبدون وزر!

..ولكنه مصداق قوله تعالى فيمن يثيرون الفتن ..وينشئونها ..ويُسَيِّرون الأمور بحنكة وحكمة ومهارة بالغة ..وذكاء ثاقب .. ويتقنون المؤامرات – وخصوصا – في الظلمات ..ومن وراء الأستار وفي الغرف المظلمة ..مما أطلق الرئيس التونسي السابق ( المرزوقي) عليها ..اسم[ غرفة العمليات] ..وهو أخبر لأنه جرب واقترب من النار كثيرا!! وخاض غمارها ..كما اكتوى بها الإخوان فلذعتهم ..ولا تزال..فتأمل في القول الرباني الصادق ..عن تلك المؤامرات والمتآمرين :

   ... ( ومكروا مكرهم..وعند الله مكرهم..وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) !

.. ولعمري .. لم يخترعوا حتى الآن سلاحا يزيل الجبال كاملة ..ولو كان القنابل الذرية .. ولكن مكرهم وكيدهم وتآمرهم..أكثر أثرا وأشد ..وادق تقنية وتدبيرا ..من ذلك الذي يبذل في المخترعات العلمية والحربية !

..فانظر ماذا يفعلون .. وأي أعداء يقابلون ..ومن عليه يتآمرون

..حمانا الله والأمة من كيدهم وغدرهم ومؤامراتهم وشرورهم ..ورد كيدهم في نحورهم..! إنه على كل شيء قدير}

عبدالله خليل شبيب

خرّيج كلية دار العلوم- جامعة القاهرة – سنة 1959  

وسوم: العدد 756