تهمة العبودية للرأي ، من دون الله .. يمكن إلصاقها بكل إنسان !
*) في طوفان الفتن .. لاعاصم من أمر الله ، إلاّ مَن رَحِم !
*) ولكلّ وجهةٌ هو مولّيها فاستبِقوا الخيرات .
1)
ـ ليس في الاجتهاد البشري يقين! ومَن زعم أن اجتهاده يقين، فقد زعم أنه معصوم؛ أيْ : مسدّد بوحي لايأتيه الباطل ، مِن بين يديه ، ولا مِن خلفه !
ـ الجهاد في الإسلام ، متعدّد الأساليب والوسائل والأشكال .. منها: الجهاد بالسلاح ، ومنها الجهاد بالكلمة . وقد أمِر النبيّ أن يجاهد الكفّار، بالقرآن ، جهاداً كبيراً !
ـ ليس في الأمّة ، اليوم ، مَن يملك ، وحده ، أن يقرّر نوع الجهاد ، المناسب للزمان والمكان ، في كل بقعة من العالم الإسلامي..ويحدّد الوسائل والأساليب المناسبة ، لكل جهاد، في كل بلد !
ـ الذين يؤثرون الصراع السياسي ، في دولهم ، من أبناء الحركات الإسلامية .. اختاروا هذا النوع من الصراع ، من بين بدائل ، عدّة ، وجدوه أقلّها ضرراً ، على الأمّة ، في حاضرها .. والمستقبل غيب ، لا يعلمه إلاّ الله !
ـ المفاضلة المعروضة على الحركات الإسلامية ، اليوم ، هي بين الديموقراطية والاستبداد ، لا بين الديموقراطية والإسلام !
ـ المبدأ الذي اختارته بعض الحركات الإسلامية ، اليوم ، في العمل السياسي السلمي ، هو المبدأ الذي اتّبعه النبي ، في بداية بعثته ، في مكّة : (خَلـّوا بيني وبين الناس) .. فالديموقراطية ، اليوم ، هي ، وحدها ، التي تتيح للمسلمين ، تبليغ دعوتهم ، للناس ، في بلادهم .. أوّلاً !
ـ بعض الحركات الإسلامية ، جرّبت استعمال السلاح ، في مواجهة الحكّام ، بمبادرة منها في إشعال الصراع المسلّح ، أو بمبادرة من الحكام ، بجرّها ، بشكل متعمّد ، إلى هذا النوع من الصراع .. فكانت النتائج كارثية ، ولم تحقّق أيّة نتيجة إيجابية ، في أيّ من الدول التي نشب فيها الصراع !
ـ النيّة ، وحدها ، لا تجعل العمل سليماً ، أو صحيحاً .. شرعاً وعقلاً ! ولقد أدّت النيّات الطيّبة ، لدى بعض الحركات التي حملت السلاح .. إلى ما يغضِب الله ورسوله ، ويؤدّي إلى فتح باب واسع رهيب ، لهلاك الأمّة ، التي يدافع عنها حملة السلاح، ولدمارالأوطان، التي يدّعون الحرص على إنقاذها من الفساد والضلال !
ـ الظروف القاسية الضاغطة ، للصراع الدامي ، فَرضت على بعض الحركات ، التي حملت السلاح ، في وجوه حكّامها ، الاستعانة بألدّ أعداء الأمّة ، وصارت مساعدة هؤلاء الأعداء ، للحركات الإسلامية ، تكلّف هذه الحركات ، أثماناً باهظة ، يدفعونها من قراراتهم ، ومن السيطرة على عناصرهم :
1) وما نحسب مطبخ رئيس جهاز المخابرات العسكرية ، الذي صار شيخ الإسلام ، بين ليلة وضحاها ، في دمشق .. ما نحسب هذا المطبخ ، مؤهّلاً لتخريج مجاهدين ، يجاهدون في سبيل الله ! والذين خرّجهم ، ودفعهم إلى القتال ، أو لتجنيد المقاتلين وزجِّهم في معاركه الخاصة .. معروفون ، اليوم ، تماماً .. معروفة أسماؤهم وهويّاتهم ! فإذا كان محمود قولاغاصي ، (أبو القعقاع) الذي جنّد الآلاف ، من أبناء سورية ، وغيرهم .. وزجّ بهم في معارك رئيس المخابرات ، ونظام حكمه ، في دمشق .. وإذا كان شاكر العبسي ، الذي صنعه آلضابط الكبير على عينه ، وزجّ به في مواجهة الجيش اللبناني .. إذا كان هذا وذاك محسوبَين مجاهدَين في سبيل الله ، فنعم الجهاد جهادهم ، ونعمت الشهادة ، شهادة مَن يقتَل في هذا الجهاد !
2) مانحسب (المجاهدين الأبرار!)، الذين يتخرّجون ، اليوم ، في مطابخ الاستخبارات الإيرانية ، ليقاتلوا أبناء شعوبهم .. ما نحسبهم غائبين ، عن أذهان أبناء الأمّة العقلاء .. إذا غابوا عن أذهان حملَة رايات الجهاد ، التي لايرون غيرها أهلاً للعمل تحته ، من آية قرآنية ، أو حديث نبوي ، أو اجتهاد بشري عقلاني ، مستند إلى كتاب الله وسنة رسوله ، منطلق من الحرص على مصلحة الأمّة ، في حاضرها ومستقبلها !
3) مانحسب الخلط الساذج ، البريء أو المتعمّد ، بين مقاتلة الروس أو الأمريكان ، في أفغانستان أو العراق.. وبين مقاتلة الحكّام ، ومن يعمل تحت إمرتهم ، من عسكر وشرطة ومخابرات ، وموظّفين إداريين .. ومن يساكن هؤلاء ، أو يجاورهم ، أو يدافع عنهم ، من أهل أو عشيرة ، حتّى تستباح دماء الأمّة كلها .. ما نحسب هذا الخلط جهاداً في سبيل الله ، أو يشبه الجهاد .. إلاّ إذا كانت للجهاد معان مستجدّة ، لم يعرفها المسلمون في كتاب ولا سنّة !
أمّا جبهات الصراع الدامي ، التي أشعلها بعض الحكام المجرمين ، ضدّ شعوبهم ، ووظفوا فيها ، كلّ شيء ، وكلّ من استطاعوا توظيفه ، من رجال الحكم ، وأعوانهم ، وموظفيهم.. واستباحوا فيها ، كلّ شيء ، من دماء ، وأعراض ، وأموال .. أمّا هذه الجبهات ، فالأمر فيها يختلف ، والدفاع المشروع ، عن النفس ، والعرض ، والمال ، فيها .. واجب ، على كل مستطيع ، من أبناء هذه الشعوب !
4) إعلان البراءة من دماء الأبرياء ، الذين قتِلوا ، ويقتَلون ، تحت رايات الجهاد المرفوعة ، وبقنابل بشرية ، وغير بشرية .. من أطفال ونساء وعجزة ، وأتقياء بررة ، ذنوبهم هي السكنى ، في أحياء فيها أناس مطلوبون للقتل ، من قبل المجاهدين .. نقول : إعلان البراءة من دماء هؤلاء الأبرياء ، والاستعداد لدفع دياتهم لأهليهم ، والتوبة عن قتل أمثالهم .. خيرـ فيما تعلمناه من مبادئ الإسلام العظيم ـ عند الله ، وعند الناس .. من تحريض قاتليهم ، على مزيد من قتل هؤلاء الأبرياء ، وأمثالهم !
5) إذا أعجزت ظروف الصراع المرير، حملةَ راية الجهاد المسلح ، عن التحرّي ، والتفرقة بين المجرم والبريء .. فاضطرّوا إلى قتل البرّ والفاجر، وعدم التحاشي من المؤمن .. فقد أوقعوا أنفسهم ، في دائرة حديث يعرفونه جيداً ! ومانعلم أن رجلاً يحمل روحه على كفّه ، فيلقي بها ، في مهاوي الردى ، في سبيل الله .. يحبّ أن يقع ، في دائرة هذا الحديث : (.. ومَن خَرج على أمّتي ، يقتل برّها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، فاضربوه بالسيف .. كائناً من كان) ! فإذا كان مضمون هذا الحديث ، غيرمرغوبٍ الوقوع فيه ، مِن قِبل حمَـلة راية الجهاد الارتجالي ، ديانةً..فهل لهم مصلحة في الوقوع فيه ، سياسةً ، أو حكمةً ، أو حرصاً على الأمّة، ودمائها ، وأوطانها .. وهم حملَة راية الدفاع عنها !؟
وسوم: العدد 761