لماذا تأخر الحسم في اليمن؟ (دور الحوثيين والطبيعة اليمنية في عرقلة الحسم ) الحلقة الثالثة
مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية
دور الحوثيين والطبيعة اليمنية في عرقلة الحسم.
▪ما زلنا نتابع العوامل المسؤولة عن تأخير الحسم ضد الانقلابيين في اليمن بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، فبجانب العوامل المتصلة بضعف الشرعية وانقسام المقاومة، والعوامل المرتبطة بتقاعس التحالف العربي ورغبته بتطويل أمد الحرب، هناك مجموعة من العوامل ذات الصلة بالانقلابين وبالطبيعة اليمنية أرضاً وإنساناً، وهذا ما سيحاول هذا المقال تحقيقه.
ويمكن إبراز أهم هذه العوامل على النحو الآتي:
1- الفعالية القتالية التي تميزت بها مليشيات الانقلابيين:
لما كانت مليشيات الحوثيين أشبه بالعصابة فقد نشأت تحت جنح الظلام، ومن ثم لا توجد أرقام واضحة عن أعدادها وتسليحها، ولكن يمكن القول وفق مقاربات تقترب من الواقع إلى حد كبير، أن هذه المليشيات كانت قبل الانقلاب تمتلك ما بين ثلاثين إلى أربعين ألف مقاتل، وكانوا على قدر كبير من الخبرة القتالية، حيث تدربت صَفوتهم على يد خبراء من مليشيات حزب الله ومن فيلق القدس الإيراني في لبنان وسوريا والعراق وإيران، وكان هؤلاء يذهبون بالعشرات بشكل دوري من أيام حكم صالح إلى دمشق وبيروت ومنها يذهبون إلى طهران وقم دون ختم جوازاتهم في إيران، وعندما يعودون يأتون من بيروت أو دمشق كأنهم جاؤوا منها! وكانوا يتدربون داخل اليمن على يد خبراء من الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبدالله صالح، ولاسيما بعد ثورة فبراير 2011.
وبجانب التدريب فقد امتلكوا خبرات غنية بعد ست حروب صعبة خاضوها ضد الجيش اليمني في محافظة صعدة ما بين عامي 2002 و2009.
ومما زااد من فعالية الحوثيين القتالية التعبئة القوية التي تعرضوا لها كما سيأتي، وإدراكهم أن من يفر من المعركة تتربص به أعداد من كتائب الموت التي تمتلك توجيهات بإعدام من ينهزمون ويفرون من أرض المعركة بعيدا عن توجيهات القيادة، وقد ثبت قتل كثيرين، ومن ثم فإن المقاتل الحوثي يعلم أنه إن تقدم أو صمد أمام الجيش الوطني فقد يتعرض للقتل من خصومه، لكنه إن انسحب سيموت بالتأكيد بنيرانٍ صديقة!
2 - الإمكانات التسليحية الضخمة:
لا توجد أي أرقام مؤكدة عن ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة، لكن معطيات الواقع تجعل من المؤكد أنهم يمتلكون عددا كبيرا من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي جاءتهم من إيران منذ بداية الحروب الست على الأقل، وسيطروا في عام 2011 على كثير من معسكرات محافظة صعدة بأسلحتها، بأمر من علي عبدالله صالح الذي بدأ بالانتقام من الشعب بعد قيام ثورة فبراير ضده، وامتلكوا ما لا يقل عن أربعة معامل لصناعة الألغام والأسلحة الخفيفة، ولتجميع بعض الأسلحة الإيرانية المتوسطة، وقد وصل الأمر إلى حد أنهم تفاخروا بعد الحرب بأنهم يمتلكون مصانع لصناعة الصواريخ والطائرات بدون طيار
! وقد استلم الحوثيون بعد الانقلاب جيش البلد وأسلحت بالكامل، حيث كان الجيش اليمني وفق منظمات دولية مختصة بشؤون الجيوش والأسلحة يتراوح مركزه بين الثالث والرابع بين الجيوش العربية بعد ضرب الجيش العراقي وانقسام الجيش السوري، وذلك من حيث أعداده البشرية وأسلحته التقليدية، ومنها الدبابات التي وصل عددها إلى نحو أربعة آلاف دبابة بعد توحد جيشي الشمال والجنوب، وكان يمتلك من الطائرات والصواريخ الباليستية ما يفوق القدرات المالية لليمن!
وبالمناسبة أعلنت السعودية في نهاية فبراير أن الحوثيين أطلقوا على الأراضي السعودية أكثر من سبعين ألف مقذوف بجانب عشرات الصواريخ المختلفة، هذا في جبهة واحدة، فكيف بجبهات مأرب والجوف وتعز والضالع والبيضاء والحديدة والجنوب وغيرها؟!
3 - إجادة استثمار الانقلابيين لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي:
من حسن حظ الانقلابيين أن أغلب جمهورهم من العامة الذين يُصدقون أي شيئ، وأن صفوتهم المثقفة تدين بالولاء المطلق لقادتهم، وقبل أن تبدأ الحرب كانت وسائل إعلامهم الفعالة قد نجحت في شيطنة خصومهم، حتى أن الأغلبية العظمى ممن يدينون لهم بالولاء كانوا قد ألغوا القنوات الفضائية التي لا تسير في ركبهم من بيوتهم، وفتحوها على القنوات الشيعية والنصيرة لهم والمُردِّدة لأكاذيبهم، وظلوا يقومون بحملات إعلامية منسقة ومنضبطة حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، مما نجح في تقوية الروح المعنوية، وساعد في إطالة حبل الكذب الحوثي، وعلى سبيل المثال ظل المئات من المقاتلين الحوثيين يندفعون بقوة عند الحدود السعودية، بصورة ربما أرعبت السعوديين، وذلك نتيجة التعبئة القوية وإعطائهم مفاتيح الجنة على طريقة الخميني أيام الحرب مع العراق، ونتيجة الأكاذيب المُنمَّقة التي تنطلي على كثير من مغيبي العقول، فقد كانت وسائل الإعلام الحوثية تتحدث عن انتصارات ضخمة في أعماق الأراضي السعودية، ومن ثم فإن الذين يحاولون عبور الحدود السعودية غير آبهين بشيئ هم في الحقيقة يظنون أن هذه أراض مفتوحة وصارت بأيديهم، وأنهم ذاهبون إلى المعارك في أعماق الأراضى السعودية، ولا يعرفون أنهم سيكونون وقودا للحرب التي ظلت تشتعل في الحدود ولم تنتقل إلى أي مكان آخر منذ نحو ثلاث سنوات!
وهكذا فقد كان الأداء الإعلامي يجسد الاحتراف العالي، وينطلق من معرفة عميقة بالنفسية اليمنية، وبجانب ذلك فإنه يمثل إحدى أهم المحكات التي تُبرز وحدة القيادة الانقلابية ، في مقابل تشرذم الإعلام الوطني إلى جماعات ومجموعات تدعي احتكار الحقيقة ومعرفة الصواب الكامل، وانشغال بعضها ببعض، وقيام بعضها بنَقض ما غزَل غيرُها من خيوط المعركة، بصورة تشبه مجتمع العنكبوت، مما أضعف من تماسك الجبهة الداخلية وأوجد أرضية خصبة للمنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في الساحات اليمنية، حيث يكثُر السمّاعون للانقلابيين في مناطق الشرعية، بينما فرّ أكثر مؤثرو الشرعية في مناطق الحوثيين من بطشهم، وبقيت الغالبية تعُضّ بالنواجذ على أكاذيبهم أو يمارسون الصمت المطبق!
4 - التحالف مع علي عبد الله صالح:
كان تحالف الحوثيين مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح نقطة فارقة في نجاح الانقلاب وفي استمرار سيطرته على أجزاء واسعة من اليمن، رغم قوة الجيش الوطني الجديد ومقاومته الباسلة، ورغم دعم التحالف العربي له ولا سيما بسلاح الطيران الذي قضى على طيران الدولة الذي سيطر عليه الحوثيون، وجعل أفضلية التحرك الحر للجيش الوطني.
لقد أثمر تحالف صالح مع الحوثيين تسليمهم الجيش اليمني على طبق من ذهب، فقد جعل صالح هذا الجيش جيشاً عائلياً بامتياز طيلة ثلاثة عقود من الترويض والتربية، وكانت أسرته على رأس كافة مؤسسات الجيش، فأخوه محمد صالح الأحمر مثلاً هو قائد القوات الجوية، وابنه أحمد هو قائد الحرس الجمهوري وقائد قوات محاربة الإرهاب، والحرس الجمهوري هو القوة الضاربة في الجيش اليمني، حيث وصل عدده إلى مائة ألف، بجانب امتلاكه لأحدث الأسلحة إذ كانت صفقات التسليح الأخيرة تذهب كلها لصالحه دون الجيش، وكان ابن أخيه يحيى محمد عبد الله صالح يقف على رأس قوات الأمن المركزي التي تتكوّن من حوالي أربعين ألفا، ورغم أنه قوات أمن إلا أنه أشبه بالجيش الموازي، وكان ابن أخيه عمار على رأس الأمن القومي، وابن أخيه طارق مسؤول حراسته الخاصة، وأخوه علي صالح الأحمر كان أشبه بوزير الدفاع ولما زاد تطاوله على الجميع بشكل مستفز عيّنه صالح ملحقا عسكريا بسفارة اليمن في واشنطن؛ حتى يصبح منسقا للمساعدات الأمريكية لليمن والتي انصبّت كلها في السنوات الأخيرة على شكل أسلحة للقوات الخاصة التي دربتها أمريكا من أجل محاربة الإرهاب، هذا بجانب أبنائه الآخرين وأبناء إخوانه وعمومته وأصهاره وأبناء قبيلته ومنطقته، فقد كانوا جميعاً قادة منذ نعومة أظفارهم!
مما يجدر ذكره أن قوات الحرس الجمهوري منذ نشأتها، ونتيجة لعب صالح على التوازنات الحزبية والمناطقية والمذهبية، كانت تجتذب إلى صفوفها مجاميع من المحسوبين على الفكر الحوثي الذي ينحدر من الفرقة الجارودية المتخفية تحت عباءة المذهب الزيدي، حتى أن تقارير موثوقة تحدثت، قبل سنوات عديدة من الانقلاب بل ومن ثورة فبراير، أن 60% من قوات الحرس الجمهوري كانت تأتي من خلفيات حوثية، أما بعد الانقلاب فقد صار عدد كبير من هذا الحرس أشبه بالحرس الثوري في إيران، وصار اليد الطولى التي ضرب بها الحوثيون خصومهم وكانت لهم بصماتهم في الحدود مع السعودية وفي ضرب تعز وحصارها، وكانوا حاضرين بقوة في تدريب الأعداد الكبيرة من القوات الضخمة التي ضمها الحوثيون بعد الانقلاب والحرب إلى مليشياتهم تحت مسمى الجيش اليمني، بما فيها عشرات الآلاف من الأطفال والمراهقين!
5 - التحالف مع المؤتمر الشعبي العام:
لم يتسبّب تحالف صالح مع الحوثيين في تسليم الجيش اليمني للحوثيين فقط، بل تم تسليم المؤتمر الشعبي الذي ظل يحكم اليمن منذ تأسسه في سنة 1982 لهم، حيث جمع صالح تحت مظلته أعدادا كبيرة من الليبراليين واليساريين والقوميين والإماميين والإسلاميين المستقلين أو الذين نجح في اسْتِراقهم من أحزابهم، بجانب مشائخ أكثر القبائل وكثير من رجال الأعمال، فقد كان صالح ماهرا في تجميع هؤلاء نتيجة ذكائه الفطري وخبراته الطويلة في اللعب على المتناقضات أو ما سماها هو بالرقص على رؤوس الثعابين، ونتيجة استثماره الجيد لكل أدوات الترغيب والترهيب.
المهم أن حقد صالح الشديد على ثوار فبراير أعماه عن رؤية أخطار الحوثيين، وجعله يدفع بحزبه الكبير للارتماء في أحضان الحوثيين، حيث استقبلوا الغزاة في كل المحافظات وشكّلوا حاضنة شعبية لهم، وكانوا أعينهم التي تتبعت كوادر اللقاء المشترك ولا سيما الإصلاح، وأيديهم التي بطشوا بها بخصومهم، ولمعرفة الحوثيين بهذه العقدة عند صالح فقد استثمروها في تطويع هذه المجاميع الكبيرة من المؤتمريين لصالح تثبيت مشروعهم الانقلابي ومقاومة الجيش الوطني ومقاومته الباسلة، حتى أن جسماً كبيرا من المؤتمر للأسف لم ينته به الأمر في أحضان الحوثيين بل عند أقدامهم، ومن قاوم هذا المصير تم قتله بدون هوادة كما قتل زعيمهم الراقص على الثعابين!
6 - طبائع الشعب اليمني:
يتميز عامة اليمنيين بطبيعة عاطفية جياشة، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بقوله: "أتاكم أهل اليمن هم أرقّ قلوباً وألين أفئدة"، والعاطفة بلا شك ليست مزية صرفة ولا رَزِيّة مطلقة، وإنما هي سلاح ذو حدين، وما أسوأ العاطفة عندما تقترن بالجهل وبالتعصب المذهبي أو السلالي أو المناطقي، ولقد ذرّ الحوثيون رماد الشعارات المزخرفة في أعين هؤلاء، وأجادوا اللعب بعواطف عدد مقدر من عامة اليمنيين ممن كانوا يكرهونهم حتى وقت قريب، حيث تحدثوا عن مظلوميتهم بشكل مضخم جدا، وأجادوا تجميل وجوههم الإجرامية القميئة بعد تدخل التحالف العربي، مع الضحك على الذقون بالحديث المستمر عن مشاركة دول أجنبية عديدة في التحالف وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، وبذلك نجح الحوثيون في استثمار ركام الكره ضد أمريكا وإسرائيل وسط مئات الآلاف من الأميين وأنصاف المتعلمين، حيث وجّهوه ضد الجيش الوطن ومقاومته الشريفة، ولأن اليمني يُمجد البطولة فقد خُيّل إليه أن الحوثيين يواصلون بطولات الأجداد الفاتحين، وأنهم يجترحون بطولات عظمى في ما يظنونه منازلة كبرى مع اليهود والأمريكيين، وفي ذات الوقت فإن استخدام الحوثيين للعنف المفرط ضد خصومهم دفع بكثيرين للانخراط معهم رهبة لا رغبة، حيث تذهب الثقافة القبلية إلى الإعجاب بالأقوياء والخنوع لهم حتى تتهيأ الظرو المناسبة للانقلاب عليهم، أي التمسْكُن حتى التّمَكُّن تحت شعار المثل الشعبي الذي يقول: " اليد التي لا تستطيع أن تكسرها بُوسها"، ولا تُحب الشخصية القبلية أن تسير في ركب من تشعر بضعفهم ولو عرفت أنهم على حق.
ويعتد اليمنيون بذاتهم ويكرهون من يأتي من وراء الحدود لإخضاعهم ولو كان مسلما، كما فعلوا مع العثمانيين في حملاتهم الثلاث على اليمن والتي خسرت آلاف المقاتلين حتى عُرفت اليمن بلقب مقبرة الغزاة، ولا تزال آلام الأتراك مما حدث لهم في اليمن بادية في الأدب الشعبي إلى يومنا هذا، وفي هذا العصر أرسل جمال عبدالناصر سبعين ألف مصري لنصرة ثورة سبتمبر وبعد خمس سنوات من القتال لم يرجع منهم سوى عشرين ألفا حسب مصادر مصرية!
وزاد من تعاطف بعض العامة مع الحوثيين الأخطاء الكبيرة التي اقترفها طيران التحالف ضد أماكن مدنية كثيرة وأودت بحياة المئات، بما فيها قاعات كانت تقام بها تعازي أو أعراس سرعان ما تحولت إلى مآتم!!
ونتيجة كثرة الصراعات على الحكم في التاريخ اليمني فقد امتلكت القبائل المحيطة بصنعاء إرثاً غنيا من التخندق مع من يدفع لها أكثر، ولا شك أن صالح والحوثيين قد دفعوا الكثير للقبائل عامة وللقبائل السبع التي تحيط بصنعاء، وهي من أشرس القبائل نتيجة انتمائها إلى مناطق ذات تضاريس صعبة، وهذا ينقلنا إلى العامل الأخير.
7 - طبيعة التضاريس اليمنية الصعبة:
اليمن من البلدان ذات التضاريس الصعبة، فمعظم مناطقه جبلية تصلح للتحصن بكفاءة، ولشن حروب العصابات بسهولة، وتُعد أماكن مثالية لإخفاء الأسلح الثقيلة بما فيها الصواريخ الطويلة المدى، التي ظلت تُطلق بين الفينة والأخرى على مدن ومناطق سعودية عدة بجانب مدن الشرعية التي تلقت عشرات الصواريخ الباليستية والتي كانت تنطلق من قواعد أو كهوف حصينة وسط الجبال، ولم ينجح طيران التحالف في القضاء عليها بعد ثلاث سنوات من الحرب، رغم أن الناطق باسم قيادة التحالف تحدث في الأسبوع الأول بأن عاصفة الحزم نجحت في تدمير أكثر من 70% من قوة الانقلابيين!
وتساهم التضاريس الصعبة بلا شك في تفسير سرعة الحسم في المناطق السهلية في عدن وأبين ولحج والساحل الغربي للبحر الأحمر، وتباطئه بشكل كبير في المناطق الجبلية، مثل مديرية نِهْم التي تمثل سورا طبيعياً لصنعاء من جهة الشمال الشرقي تقريباً، وتتكون من سلسلة جبلية شديدة الصعوبة وتتمدد في مساحة 1800كيلو متر مربع، وكان صالح قد زرع عددا من ألوية الحرس الجمهوري الأكثر تدريباً والأقوى تسليحاً في قمم الجبال الاستراتيجية فيها، وجاء الحوثيون وحفروا فيها سلسلة من الخنادق المحمية بالأحجار الصماء، ولذلك طالت المعركة فيها لما يقارب العامين، واستنزفت هذه المنطقة طاقات الجيش الوطني، حيث استشهد فيها عشرات القادة ومئات الجنود!
في الحلقة القادمة والأخيرة سنُبرز بإذن الله دور الغرب في تأخير الحسم.
_______________
أ.د. فؤاد البنّا،رئيس منتدى الفكر الإسلامي،أستاذ العلوم السياسية جامعة تعز.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه و لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
وسوم: العدد 763