وثيقة الجميح التأريخية
حوار مع حوثي
انتقدت مرة في إحدى جلسات الحوار عبدالملك الحوثي، وحملته مسؤولية حروب صعدة مع تجار الحروب الغابرين...
غضب أحد أعضاء الحوار من الحوثيين، وقال بالحرف الواحد: لا..نحن لا نقبل أن نمس "المقدس"...
صدمني رده، وقلت: المقدس عندنا كتاب الله.
قال: "سيدي عبدالملك مقدس..وهو فوق مستوى البشر...
قلت: أنا لا أعتقد فيه ذلك..
قال: أنت حر..لكننا نراه مقدساً...
قلت: ألستم تدعون إلى الدولة المدنية الديمقراطية؟
قال: بلى.
قلت: فإن تقديس الأشخاص يخالف مباديء العدل والمساواة التي تقوم عليها هذه الدولة. قال: لو عرفته لعرفت أنه فوق البشر..
قلت: أنا لا أقدس الأشخاص مهما كانوا..
قال محاولاً إقناعي: أنا أدعوك لزيارته في صعدة..ستجد أنه مثل ما قلت لك.
وأضاف: لقد زاره فلان من الناس..(أمين عام أحد الأحزاب السياسية)، ولما خرج من عنده كانت علامات الانبهار بشخصية "السيد" بادية على وجهه، وعندما سئل عن "سيدي عبدالملك" قال: "الله أعلم حيث يجعل رسالته"...
قلت: الله الله..هو رسول إذن؟ قال زميلي في مؤتمر الحوار: لا.. ولكن رسالتهم واحدة..وهذا من بين ذاك..أليس هو من بيت النبوة؟
قلت:دعني من ذلك..وقل لي: هل يمكن أن تصل الجماعة الحوثية إلى انتخاب زعيمها...
ضحك وقال: بالطبع لا..السيد لا يدخل في المعادلة الديمقراطية..لأن الله اختاره واصطفاه...
قلت: فكيف تؤمنون بالديمقراطية إذن؟
قال: الديمقراطية فيما دون "السيد عبدالملك"..
قلت: كيف؟
قال: من "صالح هبرة" وتحت..أما "سيدي عبدالملك" فلا يدخل فيها...
باركت له معتقده..وضربت كفاً بكف.
قال: ما لك؟
قلت: لا شيء..لله في خلقه شؤون...
هذا الحوار مهدى إلى أصدقائي الليبراليين الذين يستعملهم الحوثيون لتلميع هذه الجماعة المغرقة في الثيوقراطية...ويستمر الحوار...
—————-
ملحوظة هامة
لم يصدر عن الحَوَثة أي تكذيب للدكتور الجميح لما ورد في هذه الوثيقة المهمة ، إِلَّا فقط وطبعاً السب واللعن منهم عليه .
حاولت التواصل مبكراً بسؤآل أحد قياداتهم وهو دكتور قنديل في جامعة صنعاء وعميد إحدى الكليات العلمية ، كان ذلك عام 2014 ، وسألته عن محتوى الوثيقة هذه وهل فعلاً يعتقدون في قدسية سيدهم عبدالملك ، وكان حديثاً خاصاً إليه ، فإذا به ينفجر في وجهي غضباً ولم يرد ، وأنا أكرر سؤآلي له ، عن قدسيّة عبدالملك عندهم ، وهو يصيح " ماعليكم " ‼️
فصحت أخيراً في وجهه ؛ بقولي :
الآن أكدت لي أنكم جماعة خزعبلات وخرافات رغم كونك دكتورا ..!!!
وسوم: العدد 770