دعوة فرنسية إلى إلغاء آيات من القرآن الكريم

نشرت صحيفة ( لو باريزيان ) الفرنسية الأحد 21 / نيسان 2018 بيانا وقعته ثلاث مائة شخصية فرنسية منهم سياسيون كبار ومثقفون وفنانون ويهود وكاثوليك ومسلمون يوجه البيان دعوة صريحة إلى مسلمي فرنسة لإلغاء آيات من القرآن الكريم.

وكانت الذريعة التي تحدث عنها البيان هي أن هذه الآيات ، تشكل تهديدا لقيم العيش المشترك ، وأنها شكلت مدخلا (لمعاداة السامية) وأن أحد عشر يهوديا قتلوا في فرنسة الأعوام السابقة من قبل مسلمين.

ولدى رصدنا لردود الفعل على هذا الحدث المريب والخطير وجدنا أن الصمت الرسمي العربي هو سيد الموقف بالنسبة للدول العربية وإعلامها .

وعدا ردود فعل محدودة صدرت عن بعض المؤسسات الإسلامية الفرنسية ، وبعض المرجعيات والأصوات الجزائرية وصوت الأزهر لم نجد تعليقا أو تنويها لا من رئيس عربي ولا من قناة إعلامية عربية ، نستثني من هذا عددا من رسائل الاستنكار صدرت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته تفاعل فيها مع الموضوع بحرارة وعزم .

بالعودة إلى الآيات التي تطالب الفئة المهووسة بحذفها وجدنا قوله تعالى (( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً )) التي تضمن حياة الأسير قبل أن تعرف هذه الضمانة منظومة حقوق الإنسان .

ووجدنا قوله تعالى (( لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ..)) الآية التي تحصن المجتمع ضد قالة السوء ( ومنها الإعلام الأسود المضلل ) وتعطي المظلوم فقط حقه بالجهر بالشكوى طلبا للعدل .

نكتب هذا تماشيا مع دعاوى القوم ، ولا نعتقد أن بعض آيات القرآن الكريم أولى في الدفاع عنها ، وبيان حكمتها من بعض.

نعتقد أن الموقف الإسلامي ( السياسي – العلمي – المجتمعي ) يحتاج إلى تفاعل أكثر مع الحدث . تفاعل أكبر من الشجب و الاستنكار. وان كان لنا أن نستنكر فسنستنكر صمت كل الصامتين من أبناء الإسلام ولاسيما أولئك الذين استُحفظوا عليه .

إن مثل هذه الأفعال يكون لها في الغالب ما بعدها . وإن بالون الاختبار لردة الفعل الإسلامية والعربية على البيان الفتنة ، سيؤسس عليه في عصر أمثال ترامب وماكرون و علي خمنئي ومن يوازيه ..

إن الذي ندعو إليه هو فعل مدروس ومبرمج في آفاق سياسية وعلمية ومجتمعية . فعل إن قصر فيه المتشاغلون في صغائرهم ، انتقل حق القيام به إلى علماء الأمة بالمعنى المفتوح لوصف العلم ، ثم إلى أبنائها طبقا عن طبق.

وربما يكون أهم ما في الفعل الذي ندعو إليه : الدعوة الإيجابية إلى وضع الآيات القرآنية المومى إليها ، وكل آيات القرآن الكريم في إطارها الفقهي والعلمي والزمني الصحيح.

أضع بين أيديكم الآيات التي طالب البيان بإلغائها تسهيلا لجهد إيجابي تتوافر عليه العقول والقلوب والأقلام ..

إطمئنانا إلى أن الذي أنزل القرآن حافظه ، لا يعني التكاسل ولا التقاعد عن حفظه ..

وهذا سرد منقول بجملة الآيات الكريمات

{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]

آيات سورة التوبة:

{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. (التوبة: 5).

{وإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ}. (التوبة: 12).

{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (التوبة: 14).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ}.( التوبة: 28).

{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. (التوبة: 29).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين}.(التوبة: 123)

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:190-193]

 (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد: 4]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين}.[التوبة: 123]

{لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ} [النساء : 148]

اللهم احفظنا بالقرآن واحفظ القرآن رحمة وهدى للناس أجمعين.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 771