رئيس الوزراء الاثيوبي لولي عهد أبو ظبي: "لاحاجة لنا بأن تعلمونا الإسلام فقد ضاع منكم
رئيس الوزراء الاثيوبي لولي عهد أبو ظبي: "لاحاجة لنا بأن تعلمونا الإسلام فقد ضاع منكم.. نريدكم أن تساعدونا على تعلم اللغة العربية لنفهم الإسلام الصحيح جيداً، ثم نعيدكم أنتم ايضاً إليه"*
قام رئيس الوزراء الاثيوبي د. آبي أحمد والذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام بعقد عدة لقاءات مع الجالية الاثيوبية التي هاجرت إلى امريكا بغرض التبشير بمشروعه السياسي ورؤيته لاثيوبيا الجديدة القائمة على بسط الحريات والديمقراطية ونشر قيم السلام بين كافة مكونات المجتمع الاثيوبي واقامة الحقوق المتساوية بين الجميع على أساس المواطنة..
استغلت منظمة اثيوبية اسلامية تدعى "بدر" الفرصة فقدمت له دعوةً للقاء مفتوح بمدينة فرجينيا للاستماع اليه ولاطروحاته فلبّى نداءهم.. وحينما صعد إلى المنصة ابتدر حديثه بأن ألقى عليهم تحية الإسلام باللغة العربية (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ثم بدأ في شرحها فقال: هذه تحية الإسلام المعروفة وهي تعني ان الإسلام سلام ورحمة وبركة... ثم تحدث عن تاريخ الإسلام في اثيوبيا -الحبشة فقال إن أول من أرضعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت امرأةً حبشية اسمها "بركة"، و أول مؤذن في الإسلام هو "بلال الحبشي".. وقد كانت الحبشة أول بلادٍ آوت الصحابة المسلمين حينما لقوا الأذى والعذاب من أهلهم في مكة بسبب دينهم، وقد رفضت الحبشة قبول الرشوة مقابل إعادتهم الى قريش.. تاريخ الإسلام في اثيوبيا قديم وعريق، والمسلمون جزء أصيل من نسيجنا الاجتماعي..
ثم أردف قائلاً: في لقائي بولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد عرضت عليه فكرتنا وتوجهنا لانشاء معهد اسلامي في اثيوبيا وسألته بماذا تستطيعون أن تساعدونا؟ فقال لي الشيخ محمد بن زايد: "نحن معكم بكل شيء وسنقوم بتعليمكم ....." فاستوقفته قائلاً: "عفواً معاليك، لاحاجة لنا بأن تعلمونا الإسلام فقد ضاع منكم.. ما نريده منكم أن نتعلم اللغة العربية سريعاً لنفهم الإسلام الصحيح جيداً، ثم نعيدكم أنتم ايضاً الى الطريق الصحيح".. وهنا ضجّت القاعة بالتصفيق والتكبير والتهليل من الحاضرين... ثم واصل فخامته حديثه قائلا: "قلت له لو جمعنا كافة سكان دول الخليج العربي فإننا سنجد أن تعدادهم أقل بكثير من تعداد المسلمين في اثيوبيا، فقال لي لماذا تذكر العدد؟! فقلت له لأن الإسلام يؤمن بالجماعة كمصدر للقوة"
ثم استأنف معاليه كلمته داعياً الاثيوبيين المسلمين للبذل والعطاء في سبيل بناء مستقبل بلادهم وتشييد نهضتها جنباً إلى جنب مع أشقائهم من مختلف مكونات المجتمع الاثيوبي فقال لهم: "أركان الإسلام الخمسة جميعها عطاء، الصلاة عطاء لأنك تعطي وقتك ونيتك، والصوم تعطي جسدك، والزكاة تعطي مالك، والحج هو عطاء البدن والمال لمن استطاع اليه سبيلا."
ثم أكد سيادته على ضرورة إعلاء قيم المحبة والاخاء والسلام بين كافة مكونات المجتمع واحترام التعدد والحريات الدينية والمساواة بين المواطنين دون تمييز أو تحيز واعتبر ذلك مفتاحاً للنهضة وقال: "إن المثل العليا للحب والمغفرة والمصالحة توفر أساسا حقيقياً للديمقراطية والسلام والنماء والازدهار"، ثم شكر الحضور ومنظمة بدر الاسلامية على اتاحة هذه الفرصة له، وختم حديثه قائلاً: "أقول لكم ما قاله الخليفة أبوبكر للمسلمين، إذا أحسنت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني."
وسوم: العدد 784