د. جمال حشمت: تعديل السيسي للدستور ينذر بقرب نهايته

الدوحة - الشرق

مصر مقبلة على مرحلة تصفية حسابات بين قيادات الجيش

خيانة السيسي كفيلة بظهور تحركات مؤثرة داخل مؤسسات الدولة

جهود لتشكيل جبهة معارضة واسعة تشمل الداخل والخارج

السيسي صار محل سخرية وتسبب في إهانة بالغة لمكانة مصر

نظام السيسي لا يحظى بأي شرعية وسط أبناء مصر

تسليم القدس لإسرائيل يجعل الفترة القادمة الأسوأ على الإطلاق

بقاء النظام يتوقف على مدى استجابته للتنازلات المطلوبة منه

القيادة السعودية الجديدة تبني مجدها على هدم تاريخ بلدها

منظمات حقوقية تعتبر قانون المعلومات حرباً على المواقع الإلكترونية

أكد الدكتور جمال حشمت الرئيس السابق للبرلمان المصري في الخارج، أن إقدام عبد الفتاح السيسي على تعديل الدستور ومد فترة حكمه، سيكون "نذير انتهاء وجوده" لافتاً إلى أن هذا الأمر فعله السادات وكان في ذلك نهايته. وأوضح أن التسلط والقهر والعنف الذي تُدار به مصر في كل النواحي سيولد حتماً انفجاراً غير متوقع مكانه أو قدرته، مؤكداً أن محاولات التسكين التي يقوم بها النظام لن تنجح لفترات طويلة، خاصة في ظل معاناة الشعب التي تزداد يوماً بعد الآخر.

جبهة واسعة للمعارضة

وكشف لـ "عربي21"، عن جهود يتم بذلها لتشكيل جبهة معارضة واسعة تشمل الجميع في الداخل والخارج، موضحاً أن مصر مقبلة على مرحلة تصفية الحسابات بين قيادات الجيش الذين انفضح موقفهم من موالاة أعداء الأمة، وخاصة بعد تفريطهم في أراضي الوطن وثروات البلاد، وإذلالهم للشعب في حرياته وكرامته ومعيشته.

وأشار المعارض المصري، إلى أن نظام السيسي لا يحظى بأي شرعية وسط أبناء مصر خاصة شبابها، وصار مجالاً للسخرية والاستهزاء، الأمر الذي تسبب مع الأسف في إهانة بالغة لمكانة مصر ودورها.

تسليم فلسطين

واعتبر أن تسريع النظام المصري لخطوات تسليم القدس وفلسطين كاملة للكيان الصهيوني، يجعل الفترة القادمة الأسوأ على الإطلاق على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والحريات وحقوق الإنسان. وحول الرهانات التي تعول عليها المعارضة المصرية، استطرد الرئيس السابق للبرلمان المصري في الخارج قائلاً: المراهنة الحقيقية على جيل من الشباب لا يخشى في الله لومة لائم ولا يخشى المنون، يبحث عن حريته مهما كان الثمن، وهذا هو ما يخيف الجميع في الداخل والخارج.

تحركات أكثر وعياً

وأوضح السياسي المصري، أن السيسي يعتقد أنه سيطر على التحركات المناوئة له إلى حد كبير، وقد يملك شواهد ووقائع على ذلك، لكنه لا يدرك أنه في وسط متحرك وغير ثابت وأحداث متتالية نتاج سياسات خيانية ليس فيها أي مصلحة لمصر لا على المدى القريب أو البعيد، مؤكدًا أن هذا الأمر كفيل بظهور تحركات أكثر وعياً وخبرة وتأثيراً داخل مؤسسات الدولة وخارجها.

واتهم حشمت الانقلاب العسكري بالتسبب في الأزمة السياسية التي تمر بها مصر حالياً، معتبراً أن احتمالية بقاء السيسي في الحكم خلال فترة ولايته الثانية يتوقف على مدى استجابته للتنازلات المطلوبة منه في قضايا الداخل والخارج، وكذلك على ثقة وقدرة الداعمين له في الاستمرار والإصرار على دعمه، والأهم من ذلك هو رد فعل الشعب المصري على ذلك وتوحد الرافضين له مع معارضيه.

ولفت إلى أن نسبة احتمال وقوع انقلاب عسكري ضد السيسي لا تتجاوز 30% نظراً لتأخر هذه الخطوة، وسيطرة القيادات المتآمرة على من تحتها بشكل كبير، داعياً العسكر للترجل من كرسي الحكم والقيام بمهمتهم الرئيسية في أن يكونوا درعاً للوطن يحمي ويحرس، لا أن يكونوا سلطة تتحكم وتستثمر في حياة الشعب.

ورأى القيادي في جماعة الإخوان، أن الطريق الوحيد لعودة لُحمة الإخوان هو الاتفاق على رؤية واحدة في مواجهة الانقلاب وخطة واحدة يأخذ كل منه مكانه الذي يناسبه ليمارس ما يجيده في فنون مواجهة الانقلابات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والحقوقية والقانونية والإعلامية وغيرها.

أعداء الفكرة الإسلامية

وشدد على أن من وصفهم بأعداء الفكرة الإسلامية محلياً وإقليمياً ودولياً يتمنون القضاء التام على جماعة الإخوان وفكرها، مؤكداً أن هذا لن يتحقق، لأن حصانة الإخوان في عقيدتهم وعظمة فكرتهم وفي إسلامية منهجهم، والتي تنتشر بشكل كبير، مضيفاً أن أعداء الأمة يتصورون أن التنظيم انتهى ويفكرون ماذا يفعلون مع المحبين والمتعاطفين، وعماد أديب نموذجاً.

وأكد أن الابتلاءات دائماً تمنح فرصاً للإفاقة وتعديل المسار واستنهاض الهمم وتغيير القيادات، لذا فإن فكرة الإخوان قائمة سواء بقي التنظيم أو ضعف أو استبدل، وهي سنة ماضية إلى يوم القيامة لضمان بقاء الفكرة التي هي ضرورة للعالم كله الآن، والتي تحمل في طياتها الرحمة والعدل والحرية لكل البشر دون تمييز، مؤكدًا أن هذا ما يخيف جميع المتحكمين في إدارة العالم وبلدانه، لذا يعمدون إلى التشويه والكذب والافتراء مهما كلفهم ذلك.

السعودية الجديدة

ورأى أن القيادة السعودية الجديدة تبني مجدها على هدم تاريخ بلدها، مشددًا على أن الحركة الإسلامية لم تعد تقف وحدها في مواجهة المشروعات والمؤامرات المحيطة بأمتنا، وإنما دخلت طاقات كبيرة ومتنوعة هذه الساحة العامة، معتبراً أن الإخوان جزء مهم من الطاقة الفاعلة المتحركة لمصلحة أمتها، لكنها ليست الجزء الوحيد.

حجب المواقع الإلكترونية

من جانب آخر، أصدر السيسي، السبت، قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذي يقنن حجب المواقع والصفحات الإلكترونية التي تبث أخباراً أو مواد تعتبرها الدولة كاذبة أو تنتهك المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري أو حرمة الحياة الخاصة، ويعاقب بالحبس المسؤولين عن المواقع والصفحات التي تعتبرها الدولة معادية لها.

وكانت منظمات حقوقية ووسائل إعلام قد اعتبرت أن القانون بمثابة إعلان نظام السيسي الحرب على المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعارضة لسياسات الدولة، لما فيه من وسائل تشريعية تسمح بالتنكيل بها والقضاء عليها، ولا سيما أنه يشترط إتباع جميع المواقع الإلكترونية إجراءات معينة لحصولها على ترخيص البث من قبل "الجهاز القومي للاتصالات".

ويجيز القانون لجهات التحقيق، متى ظهرت أدلة على قيام موقع يبث داخل الدولة أو خارجها، بوضع أي عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أي مواد دعائية، أو ما في حكمها مما يعد جريمة من الجرائم المنصوص عليها بالقانون، وتشكل تهديداً للأمن القومي أو تعرض أمن البلاد أو اقتصادها القومي للخطر، أن تأمر بحجب الموقع أو المواقع محل البث، كلما أمكن تحقيق ذلك فنياً.

ويلزم جهة التحقيق عرض أمر الحجب على المحكمة المختصة المنعقدة في غرفة المشورة، خلال 24 ساعة، مشفوعاً بمذكرة برأيها، وتصدر المحكمة قرارها في الأمر مسبباً، في مدة لا تتجاوز 72 ساعة من وقت عرضه عليها، بالقبول أو بالرفض.

وسوم: العدد 786