لكلّ قوم ضالة ، وضالّة أمّتنا ، اليوم : قلوبٌ تقيّة ، وعقولٌ نقيّة!

لكلّ إنسان ، ضالّة يبحث عنها ، حسب قوّة حاجته إليها ! وقد تكون للمرء ، ضَوالّ كثيرة ، لكنه يُلحّ ، في البحث، عن أشدّها أهمّية ، له ، في ظرفه ، الذي هو فيه !

مَن كانت حاجته ، إلى المال ، شديدة ، فإنّ اهتمامه ، بالمال ، يكون أشدّ ، من اهتمامه  بغيره !

وكذلك ، مَن كانت صحّته ، أو صحّة أحد أفراد أسرته ، مضطربة ، فإنه يبحث ،عن الوسائل، التي تعيد الصحّة ، إلى وضعها الطبيعي ، أيْ : يبحث عن الشفاء ، له ، أو للمريض من أسرته!

كما أنّ الخائف ، على أمنه ، وأمن بيته وأسرته ، يبحث عن الأمن ، ليزول خوفه ، وتستقرّنفسه، ونفوس أهله !

ومَن تزوّج ، ولم يُرزق بذرّية ، ينحصر جُلّ اهتمامه ، في الحصول على الذرّية ، من ابن ، أو ابنة !

 وهكذا الأمور – عامّة - فيما يتعلق بالحاجات الفردية ..!

ومَن كان مؤمناً ، فإن دعاءه ، لله ، ينحصر، غالباً ، في طلب الشيء ، الذي يحتاجه ، أكثرممّا يحتاج غيره !

كان عمربن الخطاب ، في مجلس ، فقال لأصحابه : تمَنّو! ا فصار بعضهم ، يتمنّى المال ، وبعضهم يتمنّى الولد، وبعضهم يتمنّى الجنّة ..!

ثمّ  قيل ، لعمر: تمَنّ ياأمير المؤمنين !

 فقال : أتمنّى ملءَ هذا البيت ، رجالاً ، كأبي عبيدةَ بن الجرّاح !

فكانت أمنيته،  لأمّته ، لا لنفسه ! وليس غريباً ، على مثله ، أن يؤثر حاجة أمّته ، على حاجاته الخاصّة !

فكم ، من المسلمين ، اليوم ، مَن يتمنّى ، كما تمنّى عمر، مُؤثراً حاجة الأمّة ، على حاجاته الخاصّة؟

وهل الأمّة ، اليوم ، بحاجة إلى رجال ؟ الجواب : نعم ؛ إذا كان الرجالُ المطلوبون ، من طراز أبي عبيدة ! أمّا العدد ،  فليست له قيمة كبيرة ، إذا كان الرجال غثاء ، كغثاء السيل !  

وإذا كان أمثالُ أبي عبيدة ، غير موجودين ، في الناس ، اليوم .. أفلا يكفي ، أن يتمنّى المرء ، رجالاً ، يملكون : من الوعي ، والإخلاص لدين الله ، ولأمّة نبيّه ، مايؤهّلهم ، لأن يكونوا قادة للأمّة ، أونُخَباً ، توجّه الحائرين ، الذين هم ، بين : الخوف ، والقلق ، والحرمان..وبين: السجون والمنافي .. وبين ظلم القادة والزعماء ، وشماتة الأعداء !

وحسبنا الله ونعم الوكيل !

وسوم: العدد 786