استعادة لغتنا ليس بالأمر الصعب
راسلتني إحدى السيدات أو الآنسات الأهوازيات تقول إنها فقدت شيئا عظيما وهو لغتها العربية حيث أمست تتراطن أو تخلط في لغتها العربية مفردات فارسية؛ وتريد أن ترجع إلى لغتها فتتكلمها سليمة غير سقيمة؛ فتسألني عن سبيل الارتقاء إلى إجادتها.
أشكرها جزيل الشكر لاهتمامها بثقافتها ووعيها ومحاولتها لاستعادة الكنز الذي علينا أن نصونه من الضياع خير صون، ثم نسلمه للأجيال القادمة.
أرى إن العودة إلى لغتنا العربية للذين هم عرب فتكلموا بغيرها بسبب الهجرة إلى خارج ديارنا، أو الذين تأثروا بفيلق الإعلام وخاصة الإعلام المرئي؛ ليس بالأمر الصعب.
وما عليك يا سيدتي الكريمة سوى أن تلتزمي بالخطوات التالية لتنعمي وبعد فترة لن تكون طويلة، بلغتك العربية الجميلة:
أن تتكلمي مع أهلك وصديقاتك حضوريا أو هاتفيا بهذه اللغة العظيمة حتى لو كانت متعبة بعض الشيء في بداية الأمر. فإن استمريت تصبح يسيرة خلابة.
فلتكن لغة دردشتك في عالم المجاز (واتساب، تلجرام، انستغرام...) باللغة العربية.
ثبتي في نقالك قاموس اللغة العربية لتراجعي إليه عند الضرورة.
حاولي أن تقرئي كتبا عربية (قصصا أو روايات أو في أي مجال تفضلينه). علما بأن الكتب العربية تتوفر في المواقع المجازية وفي القنوات التلجرامية.
والأهم من كل هذا أن لا تتراجعي عن محاولاتك من لوم الآخرين أو سخريتهم.
ولا بأس أن تشتري قاموسا ورقيا (فارسي - عربي) تتصفحينه للبحث عن ترجمة المفردات الفارسية التي كنت تخلطينها في العربية.
تتطلب هذه المراحل قليلا من الجهد حتى تصلي إلى مبتغاك وهو التكلم بلغة الضاد دون أن تشوبي فيها مفردات أجنبية، واعلمي إن لغتنا العربية تستأهل التعب.
وليكن شعارك (أنا أستطيع).
وتحية لك.
وسوم: العدد 788