‏لمن أراد ان يكون قائدا ومديراً ناجحآ ، ‏21 صفة للقائد من سورة الكهف

‏قصة ذي القرنين صفحة واحدة في كتاب الله في سورة الكهف اشتملت علي أكثر من عشرين صفة من صفات القائد الناجح فقد جمعت جمعاً عجيباً بين الصفات الفنية والأخلاقية الواجب توافرها في القائد و هي :

‏1. التمكين :

‏أول ما يستوجب تمام القيادة أن يكون القائد ذو صلاحيات تمكنه من تحقيق الأهداف المطلوبة منه ولهذا كانت بداية القصة (إنا مكنّا له في الأرض) الكهف-84 .

‏2. العلم :

‏العلم وسيلة يصل بها الإنسان إلي ما يريد وسبب لتحقيق الأهداف وتحصيل النتائج لذا كان علي القادة بذل الجهد في تحصيل العلم الذي يحقق متطلبات عملهم. (و آتيناه من كل شئ سببا) الكهف-84 .

‏3. الأخذ بأسباب العلم :

‏لم يكتف القرآن بتحديد العلم فقط كصفة قيادة ولكنه أتبعه بضرورة العمل بهذا العلم والأخذ بأسبابه فقال (فأتبع سببا) الكهف-85 .

‏4. المرجعية :

‏القيادة وفق منهج واضح المعالم قائم علي نظرية الثواب والعقاب ولا يترك الناس لهواهم (قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا) الكهف-86 .

‏5. العدل :

‏الحكم بين الناس بالعدل مبدأ يكفل راحة وطمأنينة الرعية والمرؤسين ومن شاكلهم فالظالم يؤخذ علي يديه لتستقر الحياة ويأمن الناس (حتى إذا بلغ مغرب الشمس ... أما من ظلم فسوف نعذبه...) الكهف 86 , 87 , 88 .

‏6. التحفيز لإجادة العمل: 

‏شكر من أحسن عمله يكون حافزاً له على الإجادة والصلاح وقد يكون أيضا بتذكيره بمردود هذا العمل عليه في الدنيا أو الآخرة (فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا) الكهف-88 .

‏7. ديناميكية الحركة :

‏القائد الناجح هو الذي يجوب نطاق عمله من أوله إلي آخره ولا يجلس في مقر قيادته وينتظر من ينقل إليه الأخبار ولذا طاف ذو القرنين في أرجاء ملكه شرقاً وغرباً ليحقق ما أراد الله منه باستخلافه علي الأرض (حتي إذا بلغ مغرب الشمس...) (حتي إذا بلغ مطلع الشمس....) الكهف

‏8. التواصل والاستماع للشكوى :لابد للقائد الناجح من فتح قنوات اتصال بينه وبين من هو مسؤول عنهم وأن يستمع إليهم علي كافة درجاتهم وطوائفهم وأن يكون الاتصال مباشراً دون عائق (قالوا يا ذا القرنين..(قال ما مكني..ثم يأتي موقف يمر عليه الكثيرون مروراً عابراً ولكنه ‏يرسم مجموعة من الصفات الأخلاقية في القائد عندما يعرض عليه رعيته مكسباً دنيوياً مقابل القيام بعمل لهم فيرفض رفضاً قاطعاً ويفضل ثواب الله عليه (فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سدا (94) قال ما مكني فيه ربي خير) الكهف- 94/95 ومن الصفات المستنبطة من هذا الموقف الرائع .

‏9. غلق باب الكسب غير المشروع :

‏فلا يحق للقائد أخذ أجر علي عمل مكلف به إلا ممن كلفه بالعمل فلا يقبل هدية أو عطية بسبب منصبه أو ما مكنه الله له

‏10.الإحساس بالمسؤولية :

‏عندما يشعر القائد بالمسئولية تجاه من يقودهم فإن هذا يكون دافعاً لتحقيق مصالحهم دون التكسب من وراء ذلك.

‏11. العفة وطهارة اليد :

‏القائد الحق هو من لا يستغل حاجات رعيته وينهب ثرواتهم بحجة أنه يقوم علي رعايتهم وتحقيق مصلحتهم .

‏12. نصرة المظلوم : 

‏نصر المظلوم واجب لا يحتاج إلي مقابل، وهذا ماظهر واضحاً لدى ذي القرنين .

‏13. العمل الجماعي :

‏وهذا بين في قوله (فأعينوني ..) الكهف-95

‏14. التوظيف الأمثل للطاقات البشرية :

‏فلقد وظف ذو القرنيين طاقات القوم فيما يحسنوا وطلب منهم العون بالقوة وليس بالمال أو العلم .

‏15. وضوح التعليمات والأوامر الصادرة من القيادة :

‏فلقد كان ذو القرنين محدداً فيما يطلبه وواضحاً وضوحاً شديداً كما في قوله (آتوني، انفخوا..) الكهف-96 .

‏16. إستغلال الموارد المتاحة : 

‏فلقد استخدم ما لديهم من مواد مثل الحديد والنحاس وغيرها .

‏17. التعليم والتوجيه : فلقد علّمهم ذو القرنين كيفية بناء سد منيع .

‏18. التعليم بالعمل : وأشركهم في العمل ليكون التعليم واقعاً عملياً ملموسا و ليس نظرياً

‏19. إستخدام القوة في التعمير والإصلاح .

‏20. تحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقل خسارة ممكنة : 

‏فلقد كان ممكناً لذي القرنين أن يقاتل يأجوج ومأجوج و لكنه فضل عزلهم ودفع شرهم بأبسط الطرق .

‏21. التواضع ورد الفضل لله : 

‏التوفيق من الله وعلى كل قائد ناجح أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح ولذلك قال ذو القرنين :

‏(قال هذا رحمة من ربي) الكهف-98 .

‏القرآن الكريم خير معلم

من صفحة الدكتور العشماوي

وسوم: العدد 793