المرجعية الثورية والقيادة السياسية
موقف سياسي
جرت محاولات عديدة سابقا وحالا ، بعضها جاد وبعضها بسيط للغاية في إنتاج قيادة أو مرجعية سياسية للثورة السورية .
تواصل بعضهم وتواصل آخرون وتواصلنا ضمن حلقات بينية في هذا الصدد لهذه الغاية .
استمعنا وعملوا ، تشاركنا وتابعوا قبلوا الوصاية ورفضنا التبعية في ذلك . " الضمائر عامة "
حللوا وقرأنا في مواطن عدة ، مقالات وتعليقات وآراء متعددة حول هذا وذاك .
وعليه أقول ما يلي :
- يفتقد الكثير من الرموز السياسية - وهم قلة اصلا - القدرة العملية وزمام المبادرة في التجميع السياسي النوعي الأولي ، ويشكلون عقبة كؤود - بعيدا عن نواياهم - امام العمل السياسي وفق الظروف الحالية ، لأنهم يفترضون بسلوكياتهم ويثبتون بمضامين حواراتهم ولقاءاتهم أنهم يجب أن يكونوا في المقدمة .
ولم يمتلكوا الجرأة اللازمة حتى الآن في الاعتراف علنا بعدم قدرتهم العملية على القيام بالخطوات اللازمة والاستحقاقات المطلوبة .
مرجحين اعتبارات تاريخية - لا يمكن التقليل من قيمتها - على اعتبارات حالية وتطورات ظرفية محلية وإقليمية ودولية لا يمكن تجاوزها .
ولا يختلف في ذلك حزب عن آخر ولا أدلجة عن سواها ولا تيار عن حركة ولا مستقل عن منتم .
- يصر أصحاب تجارب سابقة غير ناجحة على إعادة إنتاج دورة جديدة مشابهة لما سبق باعتبار أوهام ذاتية استحكمت في عقولهم ونفوسهم أن أي عمل يتجاوزهم أو مبادرة لا تقوم عليهم ومن خلالهم هي خاطئة حكما ، ويعتمدون في ذلك على عوامل غير صحية دفعتهم إلى صفوف ومواقع وألبستهم صفات لا يستحقونها أصلا .
ويصرون أيضا مع آخرين - خارج سياق الاختصاص والتجربة ويدورون في فلكهم - على جدارتهم واحقيتهم بهذه الصفات والمواقع .
- يسخر بعضهم علاقته مع بعض أجهزة المخابرات الإقليمية أو الدولية ليفرض نفسه على أي تحرك في الشأن العام .
ويدفع بعضهم من قبل هذه الأجهزة نحو أي مبادرة ، ويطلب منه أن يشارك فيها بأي طريقة ليقوم بالدور المطلوب والمنوط به .
ويقوم بعض الجهلة البسطاء والانتهازيون بالترويج لهؤلاء وتسهيل وجودهم وانخراطهم لقاء خدمات معينة أو أجور مادية محددة أو بحكم القرابة والمناطقية .
- تعتقد بعض المسميات المهيكلة ومراكز الدراسات أنها قادرة على رعاية مثل هكذا خطوات لهكذا ثورة متناسية حينا حقيقة اشخاصها وطبيعة علاقاتهم ، ومتغافلة حينا عن التوجهات المتعددة والمتناقضة داخلها ، ومتجاوزة حينا دورها وبنيتها وقدرتها .
- يستجيب بعضهم لأي دعوة من أي شخص في أي زمان ومكان مع أي أحد ضمن أي رؤية برعاية أي جهة بغض النظر عن التاريخ والتجارب السابقة .
وضمن معرفتي ببعض هؤلاء فإنهم لم يعتذروا عن المشاركة أو الدعوة يوما ، ربما بسبب إخلاصهم أو حماسهم أو أمر آخر .
أما العمل :
- مراعاة ما سبق بدقة .
- التفاعل مع إخوة وأخوات متشاركين وغير مهيكلين يؤمنون بالثورة السورية وشعبها قبل الدولة الفلانية أو الدولة العلانية ، وبعيدا عن الحزب الفلاني والتيار العلاني .
إنهم ثوار سياسيون يرون العمل السياسي مقدمة حقيقية للقيادة السياسية .
وسوم: العدد 793