الدين: بين من يَقمعه، ومِن يَقمع به!
أخطر ديكتاتورية ، هي تلك ، التي تمارَس باسم الدين ، من قبل حكّام ، يوظفون علماء الدين، لإسباغ الشرعبة الدينية ، على كلّ قرار للحكّام ، وكلّ سلوك لهم ، مهما كان منحرفاً ، أو ظالما ، ليقمع به الحكّام كلّ رأي ، لايوافق أهواءهم ، ولو كان هو الحقّ والصواب ، في شرع الله َ!
وأهمّ قامع ، للديكتاتورية ، هو الدين ، الذي يحمله علماء حقيقيون ، مخلصون ، يقولون الحقّ ، ولا يخشون في الله ، لومة لائم !
وأخطر مفرّق للناس ، هو الدين ، الذي يتاجر به الجهَلة ، والشياطين الماكرون ، لكسب مصالح معيّنة ، لهذا الطرف ، أوذاك .. أو، للانتقام ، من هذا الشخص ، أوذاك الفريق .. أو لأعمال تجسّسية مقصودة ، ومقصود بها ، تفرقة الناس ، باسم الدين !
وأهمّ جامع لهم ، هو الدين ، الذي تحمله مجموعة من الناس ، تخشى الله ، وتعلم معنى الوحدة ، بين المسلمين ، وأهمّيتها ، وقيمتها في ميزان الإسلام !
إنه ليس أيّ دين ..!
إنه الدين الصحيح ، الذي تقوم على رعايته ونشره ، مجموعة واعية وسطية !
ليس دين الكهنوت !
وليس الدين ، الذي هو أفيون الشعوب !
إنه دين الله ، الذي يمنعك من الكذب ، ولو كذب عليك الناس !
والذي يمنعك من الظلم ، ولو ظلمك الناس !
فإذا استدرجك الكذَبَةُ والظلمَةُ ، إلى أن تعاملهم بالمثل ، أسقطوك ، ودمّروك ؛ لأنهم متمرّسون ، في الكذب والظلم ، وهما من الأسلحة ، التي استعملوها طويلاً ، وأتقنوا فنّ استعمالها ، وأنت مجرّد مدافع عن نفسك ، بسلاح ، لاتتقن استعماله ، ولا تؤمن باستعماله ، بل تخشى ، أن تحاسب ، على استعماله : خزياً وإخفاقاً وضعفاً ، في الدنيا .. وعذابا في الآخرة !
( قلْ كلٌّ يَعمل على شاكلته فربّكم أعلمُ بمَن هوأهدى سبيلاً ) .
وسوم: العدد 795