جميلة بوحيرد المرأة التي محت تاريخها في جلسة واحدة مع مجرم

اعزائي القراء 

تاريخ الشعب السوري في دعم الثورة الجزائرية لايحتاج لبرهان، فهو مسجل في ذاكرة التاريخ .

عام ١٩٥٨ كان عاماً  مليئاً بالمظاهرات الطلابية في المدن السورية تأييداً للشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي .

أساتذتنا رحلت الى الاوراس لتعليم ابنائهم وبقينا بلا اساتذة ، وسلاح جيشنا تم إرساله للمجاهدين الجزائريين عبر الصحراء الليبية  قبل استبدال سلاحنا بالسلاح التشيكي اولا ثم بالروسي لاحقاً.

أطباؤنا  أقاموا بالخنادق مع الثوار الجزائريين لمعالجة جرحاهم.

في ذلك العام كنت طالباً بالصف العاشر وكان الحماس مع ابناء جيلي دعماً للثورة لايضاهيه حماس اخر سوى حماسنا لفلسطين   .

الشعب المصري وعلى عجل كتب قصة المناضلة جميلة بو حيرد وحولها الى فلم سينمائي انتشر في البلاد العربية ولم يبق رجل ولا امرأة الا وشاهد فلمها وتعاطف مع هذه المناضلة.

عرض في مدينتي حلب في داري عرض في آن واحد .

ترجم الفلم الى الفرنسية وشاهده معظم  شعب  فرنسا

شوارع مدننا غصت بالمتظاهرين ونحن نهتف:كلنا جميلة بو حيرد 

اعزائي القراء  

اكتب اليوم لكم هذه الخاطرة والقلب يتقطر ألماً لما الت اليه حال هذه المرأة التي كانت يوماً ما بنظر الشعب السوري خنساء اخرى، اكتب هذه الخاطرة وانا استحضر جلوسها مع قاتل مجرم  اسمه بشار الاسد في حجرة واحدة ، هذا المجرم لايصل مستوى اجرام كل جنرالات فرنسا في الجزائر الى مستواه بالقتل والتعذيب والاجرام والفساد والتغييب والتهجير وحرق الجثث ، لايصل مستوى كل جنرالات فرنسا في الجزائر الى مستوى جريمة كيماوية واحدة  ولا الى مستوى جريمة برميل اسدي واحد من جرائمه  .

تجلس جميلة بوحيرد مع قاتل مجرم لتعطيه دفعه من الوطنية الزائفة من حسابها ، فمحت تاريخها  كله

لتتحول بنظر الشعب السوري  وفِي جلسة واحدة الى مجرد عميلة صغيرة بلا تاريخ..

واليوم لاينفعها السير في مظاهرات التغيير في بلدها . فالازدواجية في المواقف خلع عنها وطنيتها الزائفة..  وتاريخها النضالي أحرقته بيدها ،

وأتأسف على صرفي لاكثر من خمس ليرات سورية في عام ١٩٥٨ لمشاهدة فلمها خمس مرات متتالية .وستبقى ثورتنا مستمرة رغم العمالة .

وسوم: العدد 814