أهو إرهَابٌ أم رُعبٌ..؟
بل رعبٌ.. ربَّما كان يصلح سابقاً أن توصف حالة الخلل العالمي بالإرهاب.. أما اليوم فهي تأبى ذلك وتصرخ من الرعب.. ولكن ما لفرق بين الرعب والإرهاب..؟ الإرهاب كلمة حكيمة تحمل معاني الرحمة والاتقاء لقوله تعالى : "فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" أي فاتقون.. وفيها معنى الإنذار والردع لقوله جلَّ شأنه : "تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ" وفي المسيحية تعني المبالغة في العبادات والتبتل والصفاء الروحي لقوله تعالى :"وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ" أما الرعبُ فهو أشد درجات الخوف والدمار والخراب لقوله تعالى :"وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ". حقاً.. فإنَّ ما يجري اليوم في العالم من ممارسات إجراميَّة بشعة بحق كل أنواع الحياة والعمران والبيئة.. ليفوق معاني الرهب والإرهاب.. إنَّها أفعال إجراميَّة متوحشة لا تبقي ولا تذر.. إنَّها تدمير جماعي للبشر والحجر والشجر والطير والبقر وكل أنواع الحياة.. مما تعجز عن وصف بشاعة وحشيته عبارة إرهاب.. فالرهبة والإرهاب: كلمتان مؤدبتان ورحيمتان بجانب ذكر الرعب والتَّرعيب.. وما ينتجان من ذعر وذهول في نفوس النَّاس وما يلحقان من دمار وتدمير.. تصور عندما تقع البراميل المتفجرة الملتهبة على مباني مأهولة بالسكان.. فتعجنهم بالحجارة وبكل ما حولهم.. وتخيل حالة ما يعانيه آخرون منهم موتاً بطيئاً تحت وطأة آلام الجراح والأجسام الممزقة والنزيف والجوع والعطش وفقدان التنفس..!!! وبعد ..أتكفي عبارة رهب وترهيب وإرهاب للتعبير عن بشاعة ووحشيَّةِ هذه المشاهد المرعبة..؟؟؟!!! أليس الكيماوي والبيولوجي باتا أرحم وأحب إلى نفوس الضحايا من البراميل المتفجرة وأسلحة الدمار الشامل المرعب..؟؟؟
وسوم: العدد 814