لا تصدقوا ما يجري من تحشدات عسكرية أمريكية
لا تصدقوا ما يجري من تحشدات عسكرية امريكية في المنطقة لضرب إيران.
هذا كلام هراء، واذا ما اردنا الحكم على المستقبل، علينا قراءة التاريخ. التاريخ يقول بأنه لن يكون هناك حرب ما بين الولايات المتحدة وايران.
اعددت دراسة طويلة قاربت الـ 400 صفحة ، عام 2014 ، كنت وقتها مسؤولا عن القسم السياسي بسفارتنا في بغداد، كان عنوانها: (المشهد العراقي والعلاقات الاردنية العراقية)، اكدت فيها بأن هناك اتفاق ( مصلحي ) امريكي اسرائيلي ايراني ، للإطباق على المنطقة ، اسرائيل من الغرب وايران من الشرق، وهي فرصة ذهبية بالنسبة لاسرائيل والولايات المتحدة، اذ ان ايران هي الوحيدة في المنطقة التي تحقق الهدف الامريكي الاسرائيلي في تفكيك المنطقة وتهديدها على الدوام ، وهي مصدر الطائفية في المنطقة التي هي اساس تفرقة الامة وضياعها.
على الصعيد ذاته ، وفي يوم من الايام واثناء دعوة عشاء اقامتها سفارتنا في بغداد عام 2012 لعدد من الدبلوماسيين في بغداد ، ومنهم رئيس حلف النيتو هناك ، الذي كان بريطاني الجنسية ، وبرتبة عميد في ذلك الوقت ، واثناء مناداة الحضور عليي بكلمة دكتر .. دكتر، سألني رئيس حلف النيتوا قائلا : ( انت دكتور في ايش ؟ ) فأجبته : ( انا دكتور في العلوم السياسية ، لكنني لا افقه شي في السياسة ) ، فبدأ الحضور بالضحك وبصوت عال ، فقال لي لماذا ؟ فاجبته انتم السبب ، فقال لماذا نحن السبب، فأجبته، انتم ومنذ اكثر من 35 عاما تحرضون ( بتشديد الراء ) وتقولون لنا وللعالم بأن ايران هي عدوكم وعدو العالم اجمع ، وهي الشيطان الاكبر ، ودولة الاستكبار والاستجبار ، لكنكم وبذات الوقت ، وخلال تلك الفترة الطويلة ولغاية اليوم لم تطلقوا طلقة واحدة على بعضكم ( امريكا وايران ) ، لا بل حتى دواعشكم لم يستهدفوا لا ايران والا ( اسرائيلكم ) ولا مرة واحدة . فكان جوابه : نعم ، ان موضوع ايران بالنسبة لنا ( لامريكا ) هي امر واقع ( Statusque ) . امر واقع : اي ان ايران مفروضة على الولايات المتحدة بسبب مصالحها الكبيرة بوجود الدولة الايرانية على شاكلتها وقوتها الحالية .
بإختصار ، لا تصدقوا طبول الحرب على ايران ، واذا كان هناك من حرب ، فستكون ضربات ( دغدغه صديق ) ، كالضربات التي ظلت تهدد بها الولايات المتحدة لسورية ولفترة طويلة قبل عامين ، وبالتالي لم نشاهد الا ضربات ( دغدغة ) ، بهدف تنفيذ اجندة امريكية في المنطقة لصالح اسرائيل سواء على صعيد مستقبل القضية الفلسطينية ، او على صعيد خلط الاوراق في المنطقة ، وإبقائها مشغولة عن الوحدة والتنمية بكافة اشكالها ، وبالتالي صعود الدولة الصهيونية اكثر فأكثر . وبطبيعة الحال ، فإن المخطط ( بضم الميم ) الرئيسي للسياسة الامريكية، وخاصة في المنطقة هم اليهود .
الطائفية المصنوعة هي التي دمرت اقوى دولة عربية وهي العراق ، وكانت افضل طريقة لاعادة العالم العربي والاسلامي الى الوراء لاكثر من 1400 سنه ، فكيف للولايات المتحدة واسرائيل ان تحارب ايران مصدر هذه الطائفية؟!!
لا تصدقوا كل ما تسمعوا ، فالولايات المتحدة لن تستغني عن ايران ابدا لتنفيذ مخططاتها في المنطقة.
وسوم: العدد 825