لا (متى تجتمع أمّة) ، ولا (متى يجتمع شعب) ، بل(متى تجتمع نخَب مخلِصة)؟

كلّ عاقل مخلص في الأمّة ، يألم لتفرّقها ، فإذا طُلبت منه ، موافقةُ غيره ، في رأي سديد ، نقدَ الرأي وتمسّك برأيه ! عدا الإمّعات التابعة لأشخاص! فمتى تجتمع الأمّة ؟

أهذا بلاء ، ابتليت به أمّة الإسلام ، في سائر أقطارها ؟ ربّما !

أهو امتحان ، أراد الله ، أن يمتحن به الأمّة ؟ ربّما !

أهو نوع من الفتنة ، التي تدع الحليم حيران ؟ ربّما !

أهو إعجاب كلّ ذي رأي ، برأيه ؛ كما ورد في الحديث النبويّ ، ومن بواعثه ، أو معزّزاته : الشحّ المطاع ، والهوى المتّبَع ؟ ربّما !

أهو ضياع الرشد الجامع ، لنُخَب الأمّة ، فكلّ فرد فيها ، يحتكر الرشد لنفسه ؟ ربّما !

وإذا كان الحديث ، هو عن النخَب المخلصة – ولا تدخل فيه ، النخب التي تأتمر بأمر السلاطين ، ولا تلك التي يبيع الفرد منها ، دينه ومروءته ، بمنصب أو مال – فلا بدّ ، من طرح أسئلة متنوّعة ، غير تلك ، الداخلة إجاباتُها ، في إرادة الفرد ! ومن ذلك :

هل ثمّة نخَب ، من النخَب المعوّل عليها ، لديها نقص ، في الفهم ، أو في الإخلاص ، أو في كليهما ؟

وهل الوعي الفردي ، الموجود لدى الكثيرين ، يقصّر بأصحابه ، عن مستوى الوعي الجماعي، المطلوب لبناء كيان الأمّة ، أو الشعب ، أو الحزب ، أو القبيلة ؟

وهل يدخل الفهم المشوّه للأخلاق ، لدى بعض أفراد النخب ، في بنية الفهم ، أو الإخلاص؟

وهل تدخل أمراض القلوب ، الشائعة بين كثير من الأفراد ، في مختلف مستوياتهم .. في هذا الإطار -عدا الأمراض ، المذكورة في الحديث الشريف : الشحّ المطاع ، والهوى المتّبَع ، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه- ؟

وهل تَداخل الأنساق : المحلّي والإقليمي والدولي .. يولّد أنواعاً ، من الاضطرابات ، في التفكير الفردي ، وفي السلوك الفردي ، لدى بعض أفراد النخب ؟

وهل سُحُب الدخان الكثيفة ، التي تطلقها وسائل الإعلام العالمية ، المتمرّسة في التضليل ، تحجب الرؤية ، عن بعض أفراد النخب ، في كثير من الأزمنة والأمكنة ؟

أسئلة كثيرة ، تطرح نفسها ، على النخب ، التي تعوّل عليها الأمّة ، في محاولات السعي ، إلى انتشالها ، من هوّة الضياع ، التي هي فيه !

فهل تجد هذه الأسئلة ، إجابات ، لدى أحد من عقلاء الأمّة ؟ أم تظلّ الأسئلة ، تدور في الأنحاء ، باحثة عن إجاباتها ، حتى يأتي الله ، بأمر من عندِه ؟

وسوم: العدد 825