قتلتني دموعك يا أمي..

ام الشهيد.. الذي توفي في أول رمضان. 

دخلت إليها لكي انظر حالها في منزلها لكنني صدمت بما رأيت

تارة تبكي وتارة تحمد الله على أن نال ابنها صاحب ١٨ ربيعا شرف  الشهادة..

و الذي كان هو كل شي بعد وفاة والده. اقصد انه السند ورجل البيت

ااستشهد في معارك حماه

كلما بكت  وشعرت  بأنها ستفقد ايمانها كانت تقول لي يا آنسة منى "مالي حدا"

تذكر الله وتقول

" الحمد لله على كل حال" 

اتصلت بي اليوم وقالت لي ليس لدي احد وابني العاجز المريض  قد كسرت قدمه وهو يبكي، ويقول لها امي٠٠ امي ٠٠قدمي تؤلمني..  فاتني ان اقول ان ابنها  مصاب و أجريت له ١٧ عملية 

الطفل عمره ٩ سنوات

مزق قلبي عندما رأيت جسده وأثار العمليات في جميع جسده وهو يزحف على الأرض ولا يستطيع المشي

وتعود وتقول " الحمد لله" 

هل خليت النفوس من الخيَر يا آنسة منى؟؟

إلى الآن وانا ابحث عن منظمة تكفل لي اجار منزلي.. اه منه من منزل

لايوجد فيه سوى غرفة تطل على الطريق وارضية  اسمنتية لا يغطيها شي وشبه فارغة لايوجد فيها سوى اسفنجة واحدة. جلستُ على الأرض..

وهي تقول لي تعالي اجلسي  على الاسفنجة

صرختْ أمامي تبكي على  ابنِها  فشهرتُ بانني  اريد ان اصرخ معها لاخرج كل مافي قلبي من ألمٍ عليها وعلى كل شيْ

أين الانسانية.... ؟؟

أين القلوب الرقيقة؟؟؟

أمن اجل هذا خرجنا في ثورة حق لرفع الظلم ام لنُظلَم 

بصراحة و دون زعل!!!! 

كسرت قلبي المناطقية

( نحن لا ندعم الا منطقتنا  ) 

نظرتُ إليها وقلت لها إن الله  يسمعك في جوف الليل و صدقيني البشر ليس منهم أمل .

لاتقطعي الأمل بالله

ماذا أقول وعن ماذا اتحدث

خرجت من باب منزلها

وبكيت..

بكيت.. بكيت..

إلى أن شعرت بانني سارتمي على الأرض من شدة قهري..

ماذا.. ولماذا.. والى متى؟؟ 

اااه نسيت اننا نحتاج  لعدة أجيال لكي ينشاء جيل جديد بعيد عن تربية النظام الوحشي المستبد..

على جميع الأحوال هذا رقم السيدة أم الشهيد والمريض وزوجة الشهيد

لمن أراد المساعدة و يوجد لديه ( قلب) والقى السمع. 

الا هل بلغت اللهم فأشهد..

وسوم: العدد 826