فلسطين وقف إسلامي مقدس لا يمكن أبدا أن يكون صفقة مدنسة

شتان بين وقف وصفقة ، فالوقف لغة هو الحبس والمنع ، وفي الاصطلاحي الإسلامي  أو في الشرع هو منع الأصول سواء كانت أرضا أو عقارا أو زرعا  أو تجارة من أن تملك أو تورث لأحد من الناس ، أو تباع أو توهب ، وفي المقابل تنتفع بريعها الجهات التي يحددها الواقف بنية التقرب إلى الله عز وجل . ويقصد بالوقف إيجاد مورد دائم مستمر ينتفع به دون عائد على الواقف سوى الأجر عند الله عز وجل .

أما الصفقة، فتطلق على عقد بيع بين طرفين ، وأصل التسمية أن البائع والمشتري إذا أرادا إنفاذ البيع بينهما ضرب أحدهما يده على يد الآخر أو صفق على يده .

فشتان بين الصفقة أو ما يباع وتصفق الأيدي علي بيعه ، و بين الوقف الذي لا يباع  ولا يوهب ولا يورث .

والمتداول بين المسلمين عبر التاريخ أن أرض فلسطين وقف إسلامي بسبب قدسية مسجدها الأقصى الذي هو قبلة المسلمين الأولى وثالث  الحرمين الشريفين . ونظرا لكونها وقفا لم تكن في يوم من الأيام وعبر تاريخها الطويل موضوع صفقة بيع كما يروج لذلك اليوم بل كانت إذا ما تهددها  خطر كيفما كان تحمى بالمهج وتسيل  دونها الدماء مدرارا لصيانتها . ولقد وقفها الله عز وجل على الأمة الإسلامية إلى نهاية العالم وقيام الساعة تصلي في مسجدها الأقصى وهو الذي بارك سبحانه وتعالى ما حوله أو تسرج له كما أوصى بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم .

ونظرا لكون الرئيس الأمريكي قد صفق وجهه ، ويوصف بهذا الوصف من كان وقحا ، فإنه في سابقة قد سولت له وقاحته أن يتصرف في هذا الوقف الإسلامي ، ويملكه للمحتل الصهيوني ، فيمضي بصلف أمام وسائل الإعلام على ورقة تافهة تحمل توقيع يده النجسة ، زاعما أنه قد أنهى صفة الوقف الملازمة لأرض فلسطين أبد الآبدين ، وأحل محلها ما بات يعرف بصفقة القرن  المدنسة .

ويتهافت قادة أنظمة عربية  صفقت وجوههم  أيضا ، وسقطت أقنعتها ،وباتت خيانتهم للأمة  وللقضية الفلسطينية واضحة على هذه الصفقة المشئومة  وهم سجد ركع بين يدي الإدارة الأمريكية لا يعصون لها أمرا ، ويبذلون لها ما تشاء من أموال الأمة خوفا من أن تعزلهم كما فعلت بكل من شق عليها عصا الطاعة .

ومقابل انصياع الأنظمة  العربية المتهافتة على الصفقة المشئومة ، بدأ بركان غضب الأمة الإسلامية عموما والعربية خصوصا من المحيط إلى الخليج  ينشط شيئا فشيئا ليلقي بحممه الحارقة على كل من سولت له نفسه أن  يفكر في تحويل وقف إسلامي إلى صفقة  مدنسة اقترحها من صفق وجهه .

وعلى الأمة الإسلامية والعربية تقع مسؤولية إنقاذ الوقف المقدس من تهديد الصفقة المدنسة  وصيانته بالمهج ، واسترخاص الدماء من أجله كما كان دأب السلف الصالح عبر التاريخ  ،  وعليها أن تهب هبتها يوم موعد الصفقة لتنسفها نسفا ، ويكون ذلك صفعة على خد  كل من صفق وجهه  وأراد أن يحول وقفا مقدسا إلى صفقة مدنسة .       

وسوم: العدد 830